تراجعت أسهم شركات الشحن في الأسواق الآسيوية يوم الخميس على خلفية توقعات بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" سيؤدي إلى استئناف حركة الملاحة في البحر الأحمر، ما سيخفض أسعار شحن الحاويات المرتفعة ويُؤثر سلباً على أرباح الشركات.
انخفضت أسهم شركة الشحن اليابانية "كاواساكي كيسين كايشا" (Kawasaki Kisen Kaisha) بنسبة وصلت إلى 3.2% مسجلةً أدنى مستوى لها منذ 28 نوفمبر. كما تراجعت أسهم شركتي الشحن اليابانيتين "ميتسوي أو إس كي لاينز" (Mitsui OSK Lines) و"نيبون يوسن" (Nippon Yusen) بأكثر من 2%. في حين هوت أسهم شركة "كوسكو شيبينغ هولدينغز" (Cosco Shipping Holdings) الصينية المُدرَجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة 1.9%.
توصلت إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يبدأ الأحد المقبل، في صفقة تم الإعلان عنها يوم الأربعاء. خلال الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023، تجنبت العديد من سفن الحاويات المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس بسبب المخاطر الأمنية. أدى ذلك إلى تقليص طاقة الشحن العالمية، ما رفع أسعار الشحن وعزز أرباح الشركات مثل "ميتسوي أو إس كي".
العودة للبحر الأحمر
قال محللا "بلومبرغ إنتليجنس" كينيث لو وليندسي تشين في مذكرة: "إذا انتهت الحرب بين إسرائيل و'حماس'، فمن المحتمل أن تعود السفن إلى استخدام مسارات البحر الأحمر، ما سيؤدي إلى انخفاض أسعار الشحن ويؤثر سلبياً على توقعات أرباح شركات الشحن".
أضافا: "ما يقرب من 90% من سفن الحاويات لا تزال تتجنب البحر الأحمر، وتلتف حول أفريقيا، ولكن وقف إطلاق النار قد يعزز التوقعات بمرور آمن".
كما تراجعت أسهم شركة الشحن الكورية الجنوبية "بان أوشن" (.Pan Ocean Co) يوم الخميس، لكن انخفاضها كان محدوداً بسبب الدعم الناتج عن ضعف العملة الكورية الوون أمام الدولار، حيث ظلت العملة عند أدنى مستوياتها منذ عام 2009.
شهدت أسهم شركات الشحن الآسيوية ارتفاعاً في وقت سابق مع تصاعد النزاع بين إسرائيل و"حماس". ففي أبريل، ارتفعت الأسهم بعد أن شنت إسرائيل هجوماً انتقامياً على إيران.
انخفض مؤشر "بورصة شنغهاي للشحن"، الذي يتتبع أسعار الشحن الفوري للحاويات الخارجة من الصين، بنسبة 8.6% الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ سبتمبر. كان المؤشر ارتفع بأكثر من 150% منذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس".
أشار اقتصاديون في "كابيتال إيكونوميكس"، بمن فيهم ديفيد أوكسلي، في تقرير بتاريخ 15 يناير، إلى أن تكاليف الشحن ربما تنخفض بما يصل إلى الثلث إذا عادت عمليات الملاحة في البحر الأحمر إلى طبيعتها.