خلال يونيو الماضي، حملت ناقلة يعلوها الصدأ تُسمى "سينسير 02" (Sincere 02) النفط في ميناء إيراني، وأبحرت عبر الخليج العربي في طريقها إلى الإمارات العربية المتحدة.
تحظر العقوبات الأميركية على الشركات الغربية التعامل مع إيران بعلم منها. لكن خلال الأشهر السبعة التالية، بعد فترة طويلة من إعلان جماعة ضغط عن رحلة "سينسير 02"، استمرت السفينة في حمل أوراق تثبت أنها تحصل على خدمات تأمين من مكان يُعد مفاجأة، ألا وهو مدينة نيويورك.
تُعتبر المدينة موطناً لشركة "أميركان كلوب" (American Club)، الشركة الأصغر بين 12 شركة توفر التغطية التأمينية لغالبية السفن العابرة للمحيطات حول العالم ضد التسريبات والحوادث، وهي الوحيدة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة. وتوفر"أميركان كلوب" خدمات التأمين لـ21 سفينة يُشتبه في نقلها النفط الإيراني، وهو عدد يفوق أياً من الشركات الأخرى، بحسب تحليل "بلومبرغ نيوز" لقائمة قدمتها مجموعة "متحدون ضد إيران النووية" (United Against Nuclear Iran) .
الشكوك
يشكل هذا الرقم 6% من الناقلات التي تغطيها "أميركان كلوب" تأمينياً، حتى بعد أن حذفت الشركة مؤخراً بعض الأسماء من قائمة عملائها. ومنذ ديسمبر الماضي، عندما ظهر اسم شركة التأمين في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي وبدأت بلومبرغ في طرح الأسئلة، أسقطت "أميركان كلوب" تأمين السفينة "سينسير 02" و18 سفينة أخرى اتهمتها جماعة "متحدون ضد إيران النووية" بنقل النفط الإيراني. وأُثيرت الشكوك حول العديد منها على مدى سنوات، لكنها استمرت في العمل عبر البحار، واستمرت "أميركان كلوب" في تحصيل أقساط التأمين.
تقول "أميركان كلوب" إن برنامجها للامتثال رفيع المستوى، وإنها لن تؤمن أبداً على علم منها على سفينة تنتهك العقوبات. أضافت أنها تحقق في مزاعم ضد سفينتين من أصل 21 سفينة لا تزال تتمتع بتغطية تأمينية، وأنها بصدد إسقاط 3 سفن أخرى. أما السفن المتبقية، فلم تتمكن من إثبات الاتهامات ضدها أو أنها وجدت أن مالكي السفينة الحاليين لا تربطهم صلة بالنشاط السابق الخاضع للعقوبات.
إلغاء التعاقدات
قال دانيال تادروس، كبير مسؤولي العمليات التشغيلية في الشركة: "عندما نملك أدلة كافية للاشتباه في أن أمراً ما ليس صحيحاً، فإننا نلغي التعاقد".
أضاف تادروس أن موجة إلغاء التعاقدات الأخيرة ليست لها علاقة باستفسارات وسائل الإعلام أو الحكومة، مشيراً إلى أن بعضها أُسقط بسبب تحقيقات داخلية مطولة، والبعض الآخر بسبب عمليات مراجعة روتينية قبل 20 فبراير الجاري، وهو تاريخ انتهاء صلاحية وثائق تأمين سنوية بصورة طبيعية.
تحتاج ناقلات النفط إلى إظهار إثبات تأمين المسؤولية ضد التسريبات والحوادث عند دخول الموانئ الكبرى. ويجعل هذا شركات التأمين حراس البوابة المهمين لقطاع الشحن حول العالم.
خلال جلسة استماع بالكونغرس الأميركي في ديسمبر الماضي، ضغط النائب زاك نان، وهو عضو مجلس النواب عن ولاية أيوا، على مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية بشأن الدور الكبير لـ"أميركان كلوب" في تأمين السفن المشتبه في نقلها للنفط الإيراني. وسأل: "ماذا فعلت لمحاسبة مسؤوليها؟".
أرسلت وزارة الخزانة، التي تفرض العقوبات، في وقت لاحق إلى نان بياناً يفيد بأن مخاوفه كانت في غير محلها، حيث استندت إلى معلومات "غير صحيحة" حول التغطية التأمينية. وامتنعت عن التعليق لـ"بلومبرغ" حول "أميركان كلوب". وبيّن أحد المسؤولين، متحدثاً بشرط عدم الإفصاح عن هويته، أن الوزارة تسعى إلى تحقيق توازن بين فرض العقوبات وضمان توفير التغطية التأمينية بطريقة كبيرة. لم تتخذ وزارة الخزانة أي إجراء تنظيمي علني ضد شركة تأمين منذ أعوام.
العقوبات الأميركية
ترمي العقوبات الأميركية لتعطيل برنامج إيران النووي ودعمها لجماعات مسلحة عبر كافة أنحاء الشرق الأوسط عن طريق حرمان النظام الحاكم من إيرادات النفط. ويعكف باحثون من جماعة "متحدون ضد إيران النووية" -منظمة غير ربحية يقع مقرها في نيويورك معنية بدعم هذه الجهود- على بيانات موقع السفينة ومعلومات الأقمار الاصطناعية للكشف عن السفن التي تنقل الخام الإيراني. عندما يشتبهون في انتهاك العقوبات، فإنهم يخطرون شركات التأمين وجهات تسجيل السفن ومقدمي الخدمات الآخرين.
اوضحت كلير جونغمان، رئيسة العاملين في المجموعة التي أسسها مسؤول سابق في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن: "يسارع غالبيتهم إلى تأكيد النتائج التي توصلنا إليها وإلغاء التغطية التأمينية، ويتم ذلك عادة خلال 48 ساعة. نقدم نفس المعلومات بالكامل إلى (أميركان كلوب). في بعض الأحيان يلغون تغطيتهم التأمينية، وأحياناً لا يقومون بذلك".
نوهت جونغمان إلى أن مالكي السفن غالباُ ما يقدمون إيصالات شحن مزيفة ومستندات أخرى لإقناع شركات تأمينهم بأنهم لا يتعاملون مع بضائع إيرانية. أضافت أنه في بعض الأحيان، "تختار (أميركان كلوب) تصديق هذه المستندات، أمام صورة الأقمار الصناعية المقدمة لمسؤوليها".
أي فرد يتعقب "سينسير 02" في يونيو الماضي كان سيلاحظ أمراً غريباً. يُطلب عبر كافة الناقلات بث موقعها عبر إشارات لا سلكية لتجنب الاصطدامات. من 10 يونيو إلى 14 يونيو، بحسب بث "سينسير 02"، كانت تتحرك في دائرة مثالية بصورة مريبة. ومن المستحيل أن يمر مسارها مرات عديدة عبر مرفأ نفط عراقي بحري، وهو عبارة عن منصة عملاقة ثابتة وسط البحر. كان من الممكن أن تصطدم بها الناقلة البالغ ارتفاعها 600 قدم.
موقع مزيف
عملياً، لم تكن "سينسير 02" في أي مكان على مقربة من المرفأ العراقي، بحسب صورة الأقمار الاصطناعية للمنطقة التي التقطت في 11 يونيو. كانت السفينة تبلغ عن موقع مزيف، وهو نهج شائع للمتهربين من العقوبات، وهو ما طلبت الولايات المتحدة من شركات التأمين مراقبته. أظهرت صورة الأقمار الاصطناعية سفينة مشابهة في المظهر على بعد 60 ميلاً تقريباً في مرفأ نفط في إيران. بعد فترة وجيزة من التقاط الصورة، قرّر محللون من جماعة "متحدون ضد إيران النووية" أنها تعود لـ"سينسير 02".
خلال يوليو الماضي، أخطرت جماعة "متحدون ضد إيران النووية" شركة "كيريباتي شيب ريجيستري" (Kiribati Ship Registry) حيث كانت "سينسير 02" مسجلة، علاوة على إخطار "أميركان كلوب". ألغت كيريباس -وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ- تسجيل السفينة في غضون يوم واحد. وتحركت "أميركان كلوب" ببطء أكبر.
خلال يناير الماضي، دعا تادروس، المحامي ذو الشخصية الاجتماعية الذي كان مرتدياً أزرار أكمام على شكل مراكب شراعية وردية اللون، صحفيي بلومبرغ لزيارة مكاتب الشركة في مانهاتن لمناقشة التعامل مع "سينسير 02" والسفن الأخرى محل الاشتباه. من غرفة اجتماعات بالطابق الـ31 مع إطلالات واسعة على ميناء نيويورك، قام بتقديم عرض تقديمي بينما كانت العبارات والسفن تبحر عبر المياه في الأسفل. قال تادروس: "امتثالنا وبرامجنا للفحص النافي للجهالة كانت موجودة لفترة أطول بالمقارنة من منافسينا. ونُعد من ضمن الشركات الأكثر صرامة".
تنتمي "أميركان كلوب" إلى تحالف يضم 12 عضواً يطلق عليه "إنترناشيونال غروب"، والذي يوفر أعضاؤه الحماية والتعويض (أو P&I) تأميناً لمعظم سفن المحيطات في العالم.
صعوبة الامتثال
بهدف الامتثال لقوانين العقوبات، وضعت شركات التأمين التابعة لتحالف "إنترناشيونال غروب" بنداً في وثائقها يبطل التغطية التأمينية إذا اتضح أن السفينة تحمل نفطاً محظوراً. لكن وزارة الخزانة تطلب منها الذهاب لما هو أبعد من ذلك، وهو مراقبة العملاء فيما يتعلق بالانتهاكات المحتملة، حتى لو حاولت شركات الشحن إخفاء نواياها.
عرض تادروس تسلسلات زمنية مفصلة لعدد من السفن التي قالت جماعة "متحدون ضد إيران النووية" أنها نقلت نفطاً إيرانياً. أضاف أن إثبات الحقيقة مسألة صعبة ويستغرق وقتاً طويلاً، وأن اتهامات "متحدون ضد إيران النووية" تكون أحياناً مخطئة. تتواصل شركات التأمين مع العملاء عن طريق شركات الوساطة وتقدم الوثائق بلغات مختلفة ويمكن لشركات إدارة السفن اتخاذ إجراءات مفصلة لإخفاء الملاك والأنشطة الحقيقيين للسفن. قال إن وحدة الامتثال المكونة من أربعة أفراد في "أميركان كلوب" ضعيفة.
في حالة "سينسير 02"، أظهر التسلسل الزمني أن شركة التأمين لم تتصل بممثلي السفينة إلا بعد أكثر من شهر من تسلم إخطار "متحدون ضد إيران النووية". قدم ممثلون، عن طريق شركة وساطة، وثائق تزعم أن السفينة حملت النفط من العراق، حسبما أبلغ جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالسفينة.
ماذا عن الطريق غير المعقول الذي ادعت "سينسير 02" أنها تسلكه، وهي تمر من خلال أحد جوانب مرفأ نفط؟ أشار تادروس إلى أن الشركة لم تكن تعلم بالأمر، وحتى لو كان الأمر كذلك، فلن يكون كافياً لجعل شركة التأمين تشكك في رواية عميلها.
خلال ديسمبر، بعد 3 أشهر من الحصول على رواية "سينسير 02"، طلبت "أميركان كلوب" من جهة اتصال في العراق التحقق من ذلك. وذكر تادروس أن الرد جاء سريعاً، حيث أفاد بأن زيارة العراق كانت أكذوبة.
معاقبة الشركة
خلال 10 يناير الماضي، بدأت "أميركان كلوب" عملية إلغاء التغطية التأمينية للسفينة. بعد يومين أعلنت وزارة الخزانة أنها بصدد فرض عقوبات على "سينسير 02"، قائلة إنها جزء من شبكة مرتبطة بسعيد الجمل، الممول الإيراني للمتمردين الحوثيين في اليمن. تنشر الهجمات الصاروخية للحوثيين في البحر الأحمر حالياً الفوضى في قطاع الشحن العالمي.
تقع الشركة المالكة قانوناً للناقلة في جزر مارشال ولها عنوان بأحد الأبراج في دبي. لم يُعثر على أي علامة على وجود مكاتبها خلال زيارة حديثة هناك. أشار تادروس إلى أن اسم الجمل لم يظهر على أي أوراق شاهدتها "أميركان كلوب". وأضاف: "لا نملك وسائل، مثل الحكومة، لمعرفة أن هناك رجلاً حوثياً يقف وراء شركة من هذا القبيل".
تكشف التسلسلات الزمنية التي قدمتها "أميركان كلوب" أن التحقيقات المتعلقة بـ"سينسير 02" وخمس سفن أخرى على الأقل شهدت فتوراً لشهر قبل موجة نشاط مفاجئة خلال 20 ديسمبر. ذكر تادروس أن بدء النشاط بعد يوم واحد من اتصال بلومبرغ بـ"أميركان كلوب" للمرة الأولى وإبلاغه بتعليقات نان خلال جلسة استماع بالكونغرس الأميركي، جاء بالمصادفة.
على مدى الأسابيع القليلة التالية، ألغت "أميركان كلوب" التغطية التأمينية لـ19 سفينة تضمنتها قائمة "متحدون ضد إيران النووية". أوضحت أن ثمانية منها كانت لأسباب تتعلق بالعقوبات. وبلغ عمر الاتهامات ضد تلك السفن في المتوسط أكثر من سنة.
خلال اجتماع في يناير الماضي، قال تادروس، واصفاً تحقيقاً آخر، إنه أظهر أن الادعاءات التي تربط بين عملائه والنفط الإيراني ربما تكون مخطئة في بعض الأحيان.
الناقلة "إليسيا"
قالت جماعة "متحدون ضد إيران النووية" في سبتمبر الماضي إن ناقلة تُسمى "إليسيا" نقلت النفط الخام الإيراني من سفينة أخرى في ماليزيا. سألت "أميركان كلوب" ممثلي "إليسيا" الذين أكدوا حدوث عملية النقل لكنهم قدموا وثيقة تبين أن النفط من ماليزيا. ارتضت "أميركان كلوب" بالوثيقة وأغلقت التحقيق. قال تادروس: "يجب علينا تصديق هذه الوثائق".
لكن مراجعة سجلات الشحن المعلنة تشكك في رواية ماليزيا. أظهرت السجلات أن السفينة التي نقلت النفط إلى "إليسيا" أبلغت عن تحميلها من العراق -ليس ماليزيا- وأنها وصلت لمقابلة "إليسيا" مباشرة من الخليج العربي، إذ أُخفيت تحركاتها لعدة أيام أثناء بثها لموقع مزيف. تقول جماعة "متحدون ضد إيران النووية" إنها تشتبه في أن صورة الأقمار الاصطناعية الملتقطة بتاريخ 5 أغسطس تبين أن السفينة تأخذ النفط من سفينة إيرانية في الخليج. لم ترد الشركة التي تدير "إليسيا" على رسالة بريد إلكتروني.
تؤمن أيضاً "أميركان كلوب" على السفن الناقلة للنفط الخام الروسي. وقعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وآخرون عقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا خلال 2022. حظرت السياسة المتبعة استخدام الخدمات الغربية لشحنات النفط الخام التي تتجاوز أسعارها 60 دولاراً للبرميل. استهدف ذلك تقليص الإيرادات الروسية دون التسبب في كبح الإمدادات العالمية.
قاد ذلك بالبلاد للاعتماد، مثلما تفعل إيران، على ما أصبح معروفاً بـ"أسطول الظل"، وهي مجموعة تتكون من 500 ناقلة قديمة أو تزيد، تملكها غالباً شركات غامضة. لا تطلب سفن عديدة ضمن أسطول الظل الحصول على تأمين. يعتمد آخرون على شركات النقل الروسية أو الإيرانية. يحصل نحو الربع منها على تغطية تأمينية من الشركات الأعضاء في "إنترناشيونال غروب"، وجميعها موجودة في أوروبا أو الولايات المتحدة أو اليابان، وتعترف بالعقوبات الغربية.
النفط الروسي
كثيراً ما يصعد النفط الروسي في السوق فوق سقف الأسعار. تكشف بيانات الشحن التي حللتها بلومبرغ أن 15 سفينة مؤمن عليها من قبل "أميركان كلوب" -تمثل 4% تقريباً من عملاء الناقلات- جرى تحميلها في الموانئ الروسية بأوقات تخطت فيها الأسعار المنشورة 60 دولاراً للبرميل. تفوق هذه النسبة أي شركة تأمين غربية أخرى.
قالت ميشيل بوكمان، كبيرة محللي خدمة أخبار الشحن والبيانات في "ليست إنتليجنس" (List Intelligence) التابعة لشركة "لويد" (Lloyd) ومقرها لندن: "بات جلياً أنهم يملكون سوقاً متخصصة في هذه الناقلات". وأضافت أن بياناتها الخاصة توضح أيضاً أن "أميركان كلوب" تملك حصة مرتفعة من هذه السوق.
لكن تحديد الثمن المدفوع لأي شحنة معينة مسألة صعبة. تستلزم العقوبات فقط أن تطلب شركات التأمين من مالكي السفن استمارة موقعة تعد بأنهم سيتلزمون بقواعد سقف السعر. نوه تادروس إلى أن "أميركان كلوب" تفعل ذلك بصورة دائمة.
وقال تادروس: "تتمثل المحصلة النهائية في أن حكومة الولايات المتحدة وحكومات العالم لا تريد تعطيل الإمدادات والتسبب بأزمة طاقة هائلة لهذا العالم".
الوضع المالي لـ"أميركان كلوب" الأضعف من بين 12 شركة عضوة في "إنترناشيونال غروب"، بحسب "ستاندرد آند بورز" (Standard & Poor’s). وكشفت ملفات الإيداع لدى الجهات التنظيمية أن احتياطياتها الرأسمالية انخفضت لمستوى متراجع بشدة خلال 2022 حتى أن إدارة الخدمات المالية بولاية نيويورك طالبت السنة المنصرمة الشركة بجمع رأس مال إضافي.
امتنعت الإدارة عن التعليق على الموضوع. وقال تادروس أنه باعتبار أن شركته شركة تأمين تعاونية، مملوكة لعملائها، فإن هدف "أميركان كلوب" هو تحقيق التعادل المالي، وليس تحقيق فائض كبير. وأشار إلى أن وضع رأسمال الشركة تحسن السنة الماضية وأن مواردها المالية قوية.
سجلات ضعيفة
نفى تادروس أن الظروف المالية لشركة التأمين تحفزها لتكون أقل انتقائية إزاء عملائها. وقال: "لا أدري لماذا نحظى بنسبة أكبر من هذه السفن". وأضاف أن أحد الأسباب ربما يكون أن "أميركان كلوب" تملك العديد من العملاء الآسيويين، وغالبية السفن التي أُلغيت تعاقداتها لأسباب مرتبطة بالعقوبات ذات ملكية آسيوية. يُعزى السبب الآخر الذي طرحه إلى أن "أميركان كلوب" تعمل مع مالكي سفن صغار، والذين تترك خلفياتهم قدراً أقل من الأثر في السجلات الورقية المنشورة.
في 25 يناير، بعد يومين من مقابلة بلومبرغ مع تادروس، قالت جونغمان من جماعة "متحدون ضد إيران النووية" إنها رصدت سفينة تُسمى "ريكويزا" تنقل النفط الإيراني من سفينة أخرى قرب إندونيسيا، ونشرت صورة الأقمار الاصطناعية على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" متسائلة عن شركة التأمين، فاتضح أنها "أميركان كلوب".
لم يأت رد على رسالة بريد إلكتروني إلى الشركة التي تدير "ريكويزا". وعند سؤاله عن السفينة بعد أيام، أوضح تادروس أنه لم ير منشور جونغمان، ولم يُنبه إلى أي نشاط مثير للشبهات.
اختتم تادروس في رسالة لاحقة بالبريد إلكتروني: "منذ لفتك انتباهنا إلى هذا الأمر، فتحنا تحقيقاً".