عرضت روسيا تعويض أصحاب الطائرات التي استولت عليها، في محاولة منها لتهدئة العلاقات مع المؤجرين الذين قد يخسرون مليارات الدولارات من عدم استعادة طائراتهم المؤجرة.
قال وزير النقل فيتالي سافليليف الثلاثاء إن السلطات في موسكو تبحث عن سبل قانونية للالتفاف على العقوبات التي تُلزم الشركات الدولية سحب طائراتها، وتشمل تلك الخيارات الدفع أو الشراء المباشر للطائرات.
بيّن فاسيلييف أن المؤجرين لا يرغبون حتى الآن بالتفاوض بشأن الأمر، لأنه يُرجح أن يبدو أي اتفاق مالي مع شركات الطيران الروسية انتهاكاً جلياً للعقوبات. أضاف سافيليف: "نحن لا نفقد الأمل ولكننا لن نعيدها، لأن ذلك يعني أن نُصبح بلا طيران".
طالبت شركات التأجير ذات الأنشطة التجارية في روسيا بإعادة المئات من طائرات "إيرباص" و"بوينغ" بموجب العقوبات الاقتصادية المفروضة التي فرضتها السلطات في كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نتيجة لغزو أوكرانيا. تمنح قواعد الاتحاد الأوروبي المالكين مهلة حتى 28 مارس لإلغاء العقود، لكن لا تتوفر لديهم وسيلة لاستعادة الطائرات بعد تحرك روسيا لإبقائها داخل البلاد.
قطع الغيار
تواجه روسيا في نفس الوقت احتمالية انقطاع قطاع طيرانها عن عديد من الأسواق الدولية، ليحول ذلك دون وصول البلاد للطائرات الأجنبية أو قطع الغيار أو الخدمات التي تقدمها الشركات الأجنبية.
يتعرّض المؤجرون المتضررون لخسارة نحو 10 مليارات دولار نتيجة انخفاض قيمة أساطيلهم في روسيا. سيُخفِّف عرض شراء الطائرات من تأثير الخسارة، وسيمنح شركات الطيران الروسية سبيلاً محتملاً لإعادة العلاقات التجارية بعد انتهاء الأزمة. لكن التقدم نحو العرض قد يعرّض المؤجرين الأجانب لخطر معاقبة السلطات في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو غيرها من الولايات القضائية.
أوضح سافليليف أن روسيا نقلت حوالي 800 طائرة إلى السجل المحلي، ويعود سجل عديد منها إلى كل من برمودا وأيرلندا اللتين أوقفتا شهادات صلاحية طيران الطائرات المرتبطة بروسيا، وقال إن 78 طائرة "مفقودة" منذ الاستيلاء عليها في الخارج.
كما بيّن أن طائرات تملكها روسيا تعمل في الرحلات الدولية المتاحة حتى بعد إغلاق المجال الجوي إلى حد كبير، بما في ذلك نحو 150 طائرة من طراز "سوخوي سوبر جيت 100" و44 من طائرات "بوينغ" و"إيرباص".
لكن الوزير حذّر من مشكلة مقبلة تتعلق بالحصول على أجزاء للطائرات المتبقية، مضيفاً أن السلطات تدرس كيفية إبقاء إيران على الرحلات الجوية في ظل القيود المستمرة منذ سنوات. قال إن روسيا لديها ما مجموعه 1367 طائرة.
قالت شركة "إشكا" (Ishka) لاستشارات الطيران إن نقل الأسطول المؤجر إلى السجل الروسي يمكن اعتباره مصادرة من قبل الدولة لطائرات مملوكة لأجانب.
