حرب أوكرانيا تهدّد تعافي قطاع الشحن البحري

سفينة شحن محمّلة بالقمح للتصدير من ميناء مايكوليف في أوكرانيا عام 2016 - المصدر: بلومبرغ
سفينة شحن محمّلة بالقمح للتصدير من ميناء مايكوليف في أوكرانيا عام 2016 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وضع استمرار غزو روسيا لأوكرانيا صناعة الشحن البحري في تأهب لتلقي صدمات من حيث قوة العمل، حيث تعتمد على أطقم ذات خبرة من البلدين.

يشكل البحارة الأوكرانيون والروس نحو 15% من بحارة القطاع البالغ عددهم 1.9 مليون بحار إضافة لنسبة عالية من موظفيها وعامليها ذوي الرتب. جندت أوكرانيا الرجال دون سن الستين ومنعتهم من مغادرة البلاد، بينما طلب بعض من كانوا على متن السفن بالفعل العودة إلى بلادهم للقتال أو العودة إلى أسرهم. وصعّب حظر الطيران على البحارة الروس الوصول إلى سفنهم أو العودة إلى ديارهم، كما أنه بات يؤثر سلباً على تناوب الأطقم.

كما صعّبت العقوبات العالمية على روسيا ومحدودية الوصول للعملات الصعبة على البحارة تحصيل أجورهم المستحقة أو إرسال الأموال إلى عائلاتهم في الوطن.

قال مارك أونيل، الرئيس التنفيذي لشركة "كولومبيا شيب مانجمنت" (Columbia Ship management): "التأثير المشترك لكوفيد والحرب كارثة على الشحن... القيود المفروضة على البحارة الروس والأوكرانيين بسبب الحرب، بالإضافة إلى اضطراب كوفيد، ستلحق الضرر بسلاسل التوريد كما ستدفع أجور البحارة للارتفاع لأكثر من أي وقت مضى."

شهدت جميع اقتصادات العالم تقريباً انخفاضاً بالتجارة الدولية نتيجة اضطرابات الحرب، وفقاً لـمعهد كيل للاقتصاد العالمي. كان التأثير على الشحن وهو أحد أقدم نشاطات العالم التجارية، شبه فوري مع بدء الغزو.

تضرّرت خمس سفن تجارية على الأقل جراء انفجارات قبالة شواطئ أوكرانيا، كما توفي بحار واحد على الأقل وغرقت سفينة شحن كانت ترفع علم بنما الأسبوع الماضي خارج ميناء أوديسا بعد انفجار. حوصرت أكثر من 140 سفينة على متنها أكثر من ألف بحار في المياه الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي. بينما الموانئ القريبة مغلقة، والسفن لا تغادر خوفاً من تعرضها للقصف بالصواريخ أو الألغام في مياه البحر الأسود.

التقطت كاميرا اللحظة التي ضرب فيها انفجار نتج عن صاروخ سفينة "بانغلار سامريدهو"، حسب الإعلام الأوكراني

تمديد عقود

ينصح بعض مديري السفن الأوكرانيين من طواقمها بالبقاء على متن السفينة، قائلين إنه من الخطر العودة. وطلب بعض العمال تمديد عقودهم بدلاً من العودة لمنطقة الصراع. ويعيش عديد من البحارة في خيرسون أو ماريوبول، المدن الجنوبية التي تتعرض الآن لهجوم روسي عنيف، حسب ما قال كوبا زيمانسكي، الأمين العام لمؤسسة "انتر مانيجر" (InterManager) التي تمثّل مديري السفن. وبيّن زيمانسكي أن الراغبين بالعودة إلى ديارهم غالباً مرسلون إلى دول أوروبية مجاورة مثل بولندا ورومانيا للانضمام إلى أسرهم أو لانتظار انتهاء هذا الوضع.

معظم أفراد أطقم سفن "بي بي سي تشارترنغ" (BBC Chartering)، وهي شركة شحن أوكرانية تتخذ من ألمانيا مقراً لها، هم من الروس أو الأوكرانيين. تشعر الشركة الآن بالقلق من رغبة عدد كبير من طاقمها الأوكراني بالعودة إلى ديارهم وعائلاتهم، ولا يمكن لأي بدلاء محتملين من روسيا السفر خارج البلاد.

قال دينيس باندورا، العضو المنتدب لوحدة الشرق الأوسط التابعة للشركة: "نحن نحمل حمولات شحن ثقيلة، لذلك هناك سؤال حول من سيحل محل أفراد الطواقم هذه... المعرفة برفع وتخزين الشحنات تأتي من طواقم روسية وأوكرانية".

الرواتب والعقوبات

أمكنت السيطرة على تحديات الطواقم حتى الآن، حيث ترسل بعض شركات الشحن البحارة الروس إلى الشرق الأوسط لأن الرحلات الجوية الروسية متاحة إليه. وقالت شركة "إيه بي مولر ميرسك" (A.P. Moller-Maersk) أنها أوقفت تغيير الطواقم في أوكرانيا بسبب المخاوف الأمنية، ووضعت بحارة أوكرانيين كانوا عائدين إلى ديارهم في بولندا مؤقتاً.

هناك أيضاً مشكلة حصول العمال على رواتبهم، فقد فرضت معظم البنوك الأوكرانية قيوداً على السحوبات النقدية اليومية لمنع التهافت على البنوك، وفُرضت عقوبات على عديد من المؤسسات المالية الروسية التي تصرف رواتب البحارة. ويتقاضى البحارة حالياً رواتبهم نقداً أو تُحول رواتبهم إلى بطاقات خصم أو ائتمان ستتعرض غالباً للعقوبات قريباً.

كما يتصاعد التوتر على متن السفن. أبلغت شركة أونيل "كولومبيا شيب مانجمنت" الطاقم بعدم مناقشة الحرب على متن السفينة. كما أن أونيل أرسل مقاطع فيديو منتظمة للبحارة لتشجيع التضامن والتعاطف والاحترام.

قال أونيل، الذي يقدر أن سفن شركته تحمل في جميع أالأوقات نحو 600 روسي و800 أوكراني: "يشعر البحارة الروس أيضاً بأن الكثيرين يتحدثون عنهم بشكل سلبي... التوترات على متن السفن التي فيها أطقم روسية وأوكرانية مختلطة هي حتماً في تصاعد".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات