أنفقت شركة "أوبر" مبالغ طائلة لجذب السائقين مرة أخرى في الربع الثاني، مما أدى إلى تكبدها خسارة أكبر من المتوقع، وإثارة شكوك جديدة حول موثوقية نموذج العمل بها على المدى الطويل. وانخفض سهم الشركة بنحو 4% في التداولات الممتدة.
قالت "أوبر" في بيان يوم الأربعاء إن الخسارة قبل الفوائد والضرائب والنفقات الأخرى بلغت 509 ملايين دولار في الفترة المنتهية في يونيو. وتزيد خسارة أوبر في الربع الثاني على أساس فصلي، ولكنها أقل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
كان المحللون قد توقعوا أن تتكبد "أوبر" خسائر بقيمة 325 مليون دولار، وفقاً لمتوسط تقديرات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ".
توقعت أوبر أن تتقلص الخسائر في الربع الثالث لأقل من 100 مليون دولار، على أن تتراوح قيمة إجمالي الحجوزات بين 22 و24 مليار دولار. وهو ما يتماشى مع تقديرات المحللين. فيما حذرت "أوبر" من أن تفشي سلالة دلتا المتحولة من فيروس كورونا، على نطاق واسع يمكن أن يغير النتائج.
"سوفت بنك" تتجه لبيع جزء من حصتها في "أوبر" بـ2.1 مليار دولار
قال دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لأوبر في بيان "استثمرنا في التعافي من خلال الاستثمار في السائقين وحققنا تقدماً قوياً".
تراجعت بالفعل التوقعات بشأن "أوبر" أمس الأربعاء بعد أن أعلنت شركة "ليفت إنك"، ثاني أكبر شركة في الولايات المتحدة لخدمات نقل الركاب، عن توقعات ضعيفة للربع الثالث. وتراجع كلا السهمين خلال التداول.
مع ذلك، أثبتت شركة "ليفت" أن أعمالها يمكن أن تكون مربحة، على الأقل عندما تتجاهل تعويضات الأسهم والتكاليف الأخرى. أعلنت "ليفت" أول أرباح معدلة لها في الربع الثاني. في حين قالت "أوبر" إنها ستحقق أرباحاً ربع سنوية معدلة بحلول نهاية 2021.
استحواذات في زمن الوباء
تستغل "أوبر" الوباء بمثابة فرصة للتوسع في مجالات تتجاوز خدمات نقل الركاب. وضعت الشركة، ومقرها سان فرانسيسكو، رهاناً كبيراً على الشحن من خلال استحواذها على "ترانس بليس" (Transplace) بقيمة 2.25 مليار دولار الشهر الماضي. كما انتقلت "أوبر" أيضاً إلى مجال توصيل مواد البقالة والكحول من خلال الاستحواذات، كما أضافت تسليم الطرود، وأبرمت شراكة مع "غوباف" ( GoPuff) لنقل مواد المتاجر الصغيرة.
قال رون جوزي، المحلل في "جيه إم بي سيكوريتيز" ( JMP Securities) "ما نتطلع إليه هو التوسع المستمر إلى ما يتجاوز توصيل الطعام. فساحة المعركة التي تشهد تطوراً هي تسليم أي شيء في غضون ساعة أو اثنتين".
توصيل الطعام
تقدم "أوبر" خدمة توصيل الوجبات من المطاعم للعملاء منذ عام 2014، لكن أدى الوباء إلى تسريع وتيرة النمو بشكل كبير. حيث تضاعف إجمالي حجوزات طلبات التوصيل في الربع الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلى 12.9 مليار دولار. إلا أن النمو كنا خافتاً بالمقارنة بالربع الأول.
كتب مانديب سينغ، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" في يوليو "من المرجح أن يكون النمو على المدى الطويل قد انتهى".
تضاعفت مبيعات الربع الثاني على أساس سنوي، لتصل إلى 3.93 مليار دولار، متجاوزة تقديرات المحللين. في حين بلغ عدد مستخدمي خدمة "أوبر" 101 مليون شخص في الربع الثاني، بما يتماشى مع التقديرات.
استثمارات "مالية"
سجلت "أوبر" أرباحها الصافية الأولى كشركة عامة في الربع الثاني. بلغ دخل الشركة 1.1 مليار دولار مدفوعاً في جزء كبير منه بحصتها في "ديدي غلوبال"، وهي أكبر شركة في الصين للنقل التشاركي، وتم طرحها للاكتتاب العام في يونيو.
منذ ذلك الحين، تراجعت أسهم "ديدي" بنسبة 30% بعد أن أطلقت بكين تحقيقاً مع الشركة وحذفت "ديدي" من متاجر التطبيقات الصينية.
اقرأ المزيد: حملة التضييق على "ديدي" تهز أسس قطاع النقل التشاركي في الصين
قال خسروشاهي إن "أوبر" ستدرس بيع حصتها في "ديدي" أو الاستثمارات الأخرى والتي تقدر قيمتها بنحو 15 مليار دولار وتشمل أيضاً شركة "غراب هولدينغز" في جنوب شرق آسيا و"جوبي للطيران". أشار تحديداً إلى "ديدي" باعتبارها مصلحة مالية أكثر من كونها استراتيجية.
أسهم "ديدي غلوبال" تتحطم بعد أن أزالتها الرقابة الصينية من متاجر التطبيقات
قال خسروشاهي في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين أمس الأربعاء "لا ننوي إدارة شركة استثمارية، لكن لدينا سيولة كافية لضمان أن لدينا المرونة للحفاظ على تلك المراكز".
لا تزال هناك تحديات في مجال خدمات نقل الركاب. استقال العديد من السائقين في وقت مبكر من الوباء عندما تبخر الطلب، وبسبب المخاوف على صحتهم. وفي الأشهر الأخيرة، أعادت اللقاحات الركاب مجدداً، لكن عودة السائقين لم تواكب ذلك. قالت "أوبر" في أبريل إنها ستنفق 250 مليون دولار لجذب المزيد من السائقين إلى العمل من خلال توزيع المكافآت والحوافز الأخرى.
في الوقت الحالي، يمثل تفشي سلالة دلتا المتحولة مشكلة جديدة لا يمكن التنبؤ بأبعادها بالنسبة لنشاط نقل الركاب.