تفوقت أرباح شركة "تسلا" عن التوقعات، حيث أدت المبيعات القياسية لسياراتها الكهربائية إلى زيادة هوامش الربح وقادت صافي الأرباح لتخطي حاجز المليار دولار للمرة الأولى في تاريخها البالغ 18 عاماً.
تضاعفت المكاسب أكثر من ثلاثة مرات لتصل إلى 1.45 دولار للسهم الواحد على أساس معدل، متجاوزاً متوسط تقديرات المحللين البالغ 97 سنتاً، لتسجل الشركة الربع الثامن على التوالي من الربحية. ارتفعت أسهم شركة "تسلا" بنسبة 2.6% قبل بدء التداول الاعتيادي يوم الثلاثاء.
أدت زيادة مبيعات سيارات فئة كروس أوفر طراز "Y" والسيارات السيدان من طراز "3" إلى مضاعفة الدخل التشغيلي بأربعة مرات، حتى في الوقت الذي تصارع فيه "تسلا" مع نقص الرقائق الإلكترونية وازدحام حركة الشحن في الموانئ وصراعها في تكثيف الإنتاج المكلف للمركبات من طرازي "S" و"X" الجديدين. وزادت هوامش أرباح الشركة من عمليات السيارات الأساسية إلى 25.8%، مقارنة بـ 22% في الربع السابق و 18.7% في نفس الفترة من العام الماضي.
قال بين كالو، المحلل في "روبرت دبليو بيرد": "إنها تضعهم على الطريق كونهم أفضل شركة سيارات في فئتها من منظور هامش الربح". تابع: "لا أعتقد أن أي شخص يتوقع هذ النجاح الكبير".
قال المدير المالي للشركة، زاكاري كيركورن، في مؤتمر عبر الإنترنت مع المحللين إن هامش مجمل الربح للسيارات لشركة "تسلا" باستبعاد مبيعاتها من الاعتمادات التنظيمية زادت بنحو 10 نقاط مئوية إلى أعلى مستوى منذ أن قدمت الشركة الطراز "3". وقال إن ذلك كان ممكناً لأن "تسلا" خفضت تكلفة التصنيع بأكثر مما خفضت الأسعار.
في حين أن "تسلا" لا تزال إلى حد بعيد أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث القيمة السوقية، فقد انخفضت أسهمها بنسبة 7% تقريباً هذا العام حتى مع وصول مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى قمم جديدة. في حين انتعشت أسهم شركات السيارات الأكثر رسوخاً، بما في ذلك "جنرال موتورز" و"فورد"، حيث وضعوا خططاً للدخول بقوة أكبر في سوق السيارات الكهربائية الناشئة.
شُح الرقائق الإلكترونية
تتصاعد المنافسة في السيارات الكهربائية على خلفية تحديات سلسلة التوريد جراء النقص العالمي في أشباه الموصلات وارتفاع أسعار السلع الأساسية. قال الرئيس التنفيذي "إيلون ماسك" إن شركة "تسلا" اضطرت لإغلاق بعض مرافقها بسبب النقص في قطع الغيار لكنها تمكنت من إيجاد موردين بديلين لبعض أشباه الموصلات. وحذر من أن نقص الرقائق قد يعيق خطط "تسلا" لزيادة الإنتاج.
وقال ماسك في المؤتمر عبر الإنترنت : "لا يزال موقف نقص الرقائق الإلكترونية العالمية خطيراً للغاية". وأضاف: "قد يبدو أنه يتحسن بالفعل، لكن من الصعب التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك".
تضاعفت إيرادات "تسلا" في الربع الثاني تقريباً لتصل إلى 11.96 مليار دولار في الربع الأخير، متوفقة بذلك على تقديرات المحللين البالغة 11.36 مليار دولار. وبلغ إجمالي الإيرادات من بيع الاعتمادات التنظيمية - المستخدمة من قبل شركات صناعة السيارات الأخرى لتعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري - ما يوازي 354 مليون دولار، في مقابل 518 مليون دولار في الربع الأول.
ألقى ماسك، الذي قال إنه كان يتحدث من موقع مصنع شركة "تسلا" الجديد قيد الإنشاء في مدينة أوستن، بولاية تكساس، ما يعتبر قنبلة إلى حد ما بالنسبة للمحللين: من الآن فصاعداً، لن يشارك مرة أخرى في جميع المؤتمرات عبر الإنترنت الخاصة بالأرباح الفصلية للشركة.
وأضاف: "بكل وضوح، سأحضر الاجتماع السنوي للمساهمين، لكنني أعتقد أنه من الآن فصاعداً، لن أكون على الأرجح حاضراً في مؤتمرات الاعلان عن نتائج الأعمال عبر الإنترنت ما لم يكن هناك شيء مهم حقاً أحتاج إلى قوله".
خطة الإنتاج
أكدت الشركة توقعها لنمو سنوي بنسبة 50% في التسليمات على مدار عدة سنوات، وأكدت أن هذا قد يكون أحد السنوات التي تتوسع فيها بأكثر من ذلك. كشفت شركة صناعة السيارات إنها في طريقها لبدء إنتاج سيارة كروس أوفر من طراز "Y" في مصنعين جديدين - أحدهما في مدينة "أوستن" والآخر سيكون في ألمانيا - بحلول نهاية العام.
أجلت شركة "تسلا" موعد بدء انتاج شاحنتها "Semi"، التي جرى الكشف عنها لأول مرة في عام 2017، مجدداً إلى العام المقبل. سيأتي إنتاج الشاحنة "Cybertruck" التي طال انتظارها بعد بدء تصنيع السيارة طراز "Y" في مصنع مدينة "أوستن"، لكن شركة "تسلا" لم تقدم مزيداً من التفاصيل.
قال المحلل جين مونستر من شركة "لوب فينتشرس" في مقابلة عبر الهاتف: "لا أعتقد أن أي شخص فوجئ بتأخير طرح الشاحنة "Semi"، وأن التركيز ينصب على طراز "Y" و الشاحنة "Cybertruck".
حققت شركة "تسلا" 619 مليون دولار من التدفق النقدي الحر، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالتدفق الخارج البالغ 319.1 مليون دولار الذي توقعه المحللون. وهو ما يرجع إلى تسليم 20,250 سيارة في جميع أنحاء العالم في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ 90,891 سيارة قبل عام واحد.
خسارة بتكوين
أعلنت شركة "تسلا" عن خسائر اضمحلال متعلقة بعملة "بتكوين" بقيمة 23 مليون دولار في الربع الثاني، وهو خطأ في التقريب مقارنة بأصولها الرقمية التي يبلغ مجموعها 1.31 مليار دولار كما في 30 يونيو.
كشفت الشركة في أوائل فبراير أنها استثمرت 1.5 مليار دولار في أموال الشركة لشراء عملة "بتكوين" وقالت إنها ستبدأ في قبول المدفوعات باستخدام العملة المشفرة، مما أدى إلى ارتفاع سعر العملة المشفرة إلى مستوى قياسي وأضفى شرعية على تلك العملات المشفرة. لكن ماسك أوقف لاحقاً شراء السيارات باستخدام عملة "بتكوين" بسبب مخاوف حول تأثيرها البيئي، مما أدى إلى تراجع قيمتها.
القيادة الذاتية
ألقت التحديات الأخيرة التي تواجهها شركة "تسلا" في الصين وكثرة التحقيقات التنظيمية الأمريكية في حوادث تصادم السيارات ذاتية القيادة ومجموعة مميزاتها لمساعدة السائق، بظلالها على آفاقها. بينما لم يتناول ماسك أعمال الشركة في الصين - أكبر سوق للسيارات في العالم - قال إن الجهات التنظيمية الأمريكية ليست "محدداً أساسياً" لنشر المركبات ذاتية القيادة بالكامل.
وحول معدل نجاح آلية القيادة الذاتية الكاملة في شركة "تسلا"، أقر ماسك بأنها لا تزال غير جاهزة للإصدار على نطاق واسع.
قال ماسك: "نحن بحاجة إلى تنفيذ القيادة الذاتية الكاملة، حتى يكون عرضاً ذا قيمة مقنعة، وخلافاً لذلك فإن الناس يراهنون على المستقبل بطريقة ما". "مثل الآن، هل من المنطقي أن يقوم شخص ما بالاشتراك في القيادة الذاتية الكاملة؟ إنها قابل للنقاش. ولكن بمجرد نشر القيادة الذاتية الكاملة على نطاق واسع، سيكون مقترح القيمة واضحاً وسيستخدمها الجميع".