أطلقت شركة "تسلا" نسخة أرخص بكثير من سيارتها الرياضية متعددة الأغراض من طراز "Y" المصنعة محلياً في الصين، وسط مخاوف من أن سلسلة من حملات الدعاية السلبية قد تسببت في توتر معنويات المستهلكين تجاه شركة صناعة السيارات الكهربائية الرائدة.
يبدأ سعر ما يسمى بالنسخة الأساسية من الطراز "Y" من 276 ألف يوان (42600 دولار) بعد الدعم الحكومي. وبدأت "تسلا" بتلقي طلبات الشراء اليوم الخميس، وفقاً لموقعها على الإنترنت.
تقل الأسعار الحالية بنحو 20% عن سعر الطراز "Y" الأصلي الأطول مدى، الذي يمكن أن يقطع مسافة 594 كيلومتراً (369 ميلاً) بشحنة بطارية واحدة.
النسخة الجديدة، المتوفرة في هونغ كونغ ولكن لم تُبَع في البر الصيني من قبل يمكنها أن تقطع مسافة 525 كيلومتراً بشحنة واحدة. ولأن سعرها أقل من 300 ألف يوان فهي مؤهلة للحصول على دعم حكومي خاص بمركبات الطاقة الجديدة، علماً بأن سعر الطراز الجديد أعلى بنسبة 10% فقط من طراز "3" سيدان، الذي يُصنع بشكل أساسي في الصين. وستبدأ عمليات تسليم سيارات "Y" في أقرب وقت من الشهر المقبل.
تحدّيات بالجملة
"تسلا" أشارت في بيان إلى أن "الصين لديها سوق الطاقة المتجددة الرائدة على مستوى العالم، وهي أول سوق خارج الولايات المتحدة تمتلك فيها "تسلا" منتجاً محلي الصنع"، مُضيفةً أنها ستواصل "استثمارها في الصين، وبأداء مهمتها المؤسسية المتمثلة بتسريع انتقال العالم إلى الطاقة المستدامة والمساعدة بتحقيق هدف تحييد الكربون".
"تسلا"، التي تعتبر الصين ثاني أهم أسواقها بعد الولايات المتحدة، لديها تاريخ من خفض أسعار سياراتها بشكل متكرر، لا سيما مع بداية كل ربع جديد، بهدف تعزيز المبيعات.
مع ذلك، فإن إطلاق الطراز الجديد اليوم الخميس في الصين له أهمية خاصة، كونه يأتي بعد أشهُر من الدعاية السلبية في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.
فمنذ بداية 2021 واجهت "تسلا" جملة من التحدّيات، بدءاً باحتجاج سائق غاضب خلال معرض شنغهاي للسيارات في أبريل، وصولاً إلى الانتقادات عبر الإنترنت بشأن صورتها النمطية بأنها شركة متغطرسة وافتقارها إلى مستوى مُرضٍ من خدمة العملاء.
كما واجهت الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، تحدياً يتعلق بمنع سياراتها من دخول المناطق العسكرية الصينية، بسبب الهواجس من أن الكاميرات المدمجة في السيارات قد تجمع بيانات حساسة. وتحركت "تسلا" على الفور لطمأنة السلطات، مؤكدةً أن أي بيانات تُجمَع في الصين تخزن محلياً.
أما الأزمة الأخيرة للشركة في الصين فاندلعت الشهر الماضي عندما أمرت بكين شركة "تسلا" بإصلاح كل السيارات التي باعتها تقريباً في البلاد -أكثر من 285 ألف سيارة- لمعالجة مشكلة تتعلق بالسلامة، إذ رأت إدارة الدولة الصينية لتنظيم السوق أن أنظمة السائق الآلي للمركبات يمكن تفعيلها تلقائياً، ما قد يؤدي إلى حوادث جرّاء التسارع المفاجئ.
احتدام المنافسة
يُشكّل طراز "Y"، الأكثر رياضيةً والأكبر حجماً، مصدر زهو للرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، إلى حدٍّ أنه يتوقع أن تفوق مبيعاته كل الطرازات الأخرى التي تصنعها "تسلا".
هذه التوقعات تدعمها نظرة جمعية سيارات الركاب الصينية الصادرة في يونيو، التي تلحظ اهتماماً متزايداً بالسيارات الأكثر اتساعاً، لا سيما من فئة المقاعد السبعة، خصوصاً مع سماح القواعد الحكومية الجديدة للأبوين بإنجاب مزيد من الأطفال.
يرى تو لي، مدير شركة الاستشارات "سينو أوتو إنسايتس" (Sino Auto Insights)، ومقرها بكين، أن "المستهلكين الصينيين يحبون سيارات الدفع الرباعي و(الكروس أوفر). وأعتقد أن مبيعات الطراز (Y) ستحقق أداءً جيداً حتى نهاية العام".
السوق سيتوفر لديها مزيد من المعطيات حول تتبع مبيعات الطرازين "Y" و"3 " في وقتٍ لاحق من اليوم الخميس، عندما تُصدر جمعية سيارات الركاب بيانات التسليم، التي من المحتمل أن تشمل الشحنات المحلية وكذلك الصادرات خلال يونيو، علماً بأن مبيعات الطراز "Y" الأطول مدى، والذي يبدأ سعره من نحو 347900 يوان، ارتفعت إلى 12785 سيارة في مايو، مقابل 5520 مركبة في أبريل.
وعلى سبيل المقارنة، يبدأ سعر طراز "ES6 SUV"، الذي تنتجه شركة" نيو" (NEO) والمنافس الرئيسي لطراز "Y"، من 358 ألف يوان.
سيؤدي تخفيض "تسلا" لسعر النسخة الأساسية من طراز "Y" إلى الضغط، ليس فقط على الشركات المنافسة المحلية، لكن أيضاً على الشركات المصنعة الأجنبية، بما في ذلك "فولكس واجن"، التي أطلقت طرازات مماثلة بنفس النطاق السعري.