"أمازون ويب سيرفسيز"... معجزة "بيزوس" التجارية قد تفقد ريادتها

شعار شركة "أمازون ويب سيرفسيز"  - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "أمازون ويب سيرفسيز" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

قد يأتي التحدي الأكبر الذي يواجه، آندي جاسي، الرئيس الجديد لشركة أمازون دوت كوم، من أكثر عمل يعرفه جيداً، وهو: خدمات الحوسبة السحابية.

خليفة "بيزوس" الجديد

ابتداءً من الأسبوع المقبل، ولأول مرة في تاريخ عملاق الإنترنت البالغ 27 عاماً، سيتولى شخص آخر غير مؤسسها القوي للغاية، جيف بيزوس، بزمام الأمور، بينما يتنحى بيزوس جانباً لإفساح المجال لخليفته جاسي، الرئيس الحالي لشركة "أمازون ويب سيرفسيز".

سيقع على عاتق جاسي مسؤوليات هائلة للتعامل معها، حيث حقق بيزوس 1.7 تريليون دولار من القيمة للمستثمرين، من خلال إنشاء منتجات جديدة - بما في ذلك "كيندل"(Kindle)، و"ألكسا" (Alexa)، إضافة إلى كونه في مقدمة أسواق النمو الضخمة الجديدة في التجارة الإلكترونية، وأسواق الإنترنت، والخدمات السحابية.

لكن قبل أن يفكر جاسي في إطلاق ابتكارات على غرار سلفه في المنصب، ستكون لديه مخاوف أكثر إلحاحاً.

وقتٌ حرج

يأتي انتقال السلطة بأمازون في وقت حرج لها، حيث تواجه حالياً تدقيقاً متزايداً من المنظمين لممارساتها التجارية.

في الوقت نفسه، يدرس الكونغرس مجموعة من تشريعات مكافحة الاحتكار، التي تستهدف إمبراطورية أمازون الشاسعة.

أيضاً، من المتوقع أن تتباطأ مبيعات أمازون في التجارة الإلكترونية بعد وتيرة النمو السريعة للغاية، التي حققتها أثناء الوباء.

لكن أهمية هذه القضايا تتضاءل أمام مصدر قلق رئيسي آخر، وهو الإجابة عن سؤال: هل تستطيع شركة "أمازون ويب سيرفسيز" الحفاظ على ريادتها في مجال الحوسبة السحابية؟... أنا شخصياً لست متأكداً من ذلك.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

منافسة متزايدة

يتفق المحللون على أن شركة "أمازون ويب سيرفسيز "هي أهم أعمال "أمازون دوت كوم" وأكثرها قيمة. وكانت هوامش الربح المرتفعة للوحدة التجارية، وآفاق النمو هما المحرك الرئيسي لعوائد المساهمين في السنوات الأخيرة.

الفرصة المستقبلية أمام الشركة - التي تؤجر قدرات الحوسبة للشركات الناشئة والشركات - لا تزال كبيرة.

ووفقاً لشركة "ويدبوش سيكيورتيز"، سيصل الإنفاق العالمي على الخدمات السحابية إلى ما يقرب من تريليون دولار على مدار العقد المقبل، حيث تواصل الشركات تحويل الإنفاق إلى بائعي خدمات السحابة العامة.

لكن هناك دلائل على أن هيمنة أمازون آخذة في التضاؤل. وكشف تقرير لشركة "غارتنر" (Gartner)، صدر يوم الاثنين الماضي، أن معدل نمو "أمازون ويب سيرفسيز" تخلف بشكل كبير عن نظرائها، خلال العام الماضي.

ووفقاً للتقرير، فإن مكاسب الوحدة التي بلغت 29٪ من إيرادات الخدمات السحابية للبنية التحتية في عام 2020 تقارن بالقفزة الكبيرة التي حققتها السوق بأكملها بنسبة 41٪، وزيادة بنسبة 60٪ تقريباً في شركة "أزور" التابعة لمايكروسوفت، و"غوغل كلاود"، التابعة لشركة "ألفابت"، (ملحوظة: قد لا يتطابق تعريف شركة غارتنر للبنية التحتية لخدمات الحوسبة السحابية بالضبط مع تعريفات الشركات لها).

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

صدارة مهددة

رغم أن "أمازون ويب سيرفسيز" لا تزال تحتل موقع الصدارة في الخدمات السحابية، إلا أن المنافسين باتوا يلحقون بها.

وعلى أرض الواقع أصبحت السوق سباقاً بين ثلاثة لاعبين. وهناك أسباب تجعل العملاء يفضِّلون التعامل مع منافسي "أمازون ويب سيرفسيز"، حيث تقدم مايكروسوفت، على سبيل المثال، تكاملاً أفضل مع الخوادم القديمة داخل المكتب، جنباً إلى جنب مع توفير العديد من الخدمات للشركات، التي تستخدم بالفعل البرامج المؤسسية الخاصة بمايكروسوفت، في خطوة واحدة.

أما "غوغل" فتكتسب حصة من السوق بسبب براعتها في أدوات وقدرات الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم تقنيات البرامج المجانية مفتوحة المصدر، بما في ذلك نظام "كوبيرنيتيس" (Kubernetes)، الذي يسمح للشركات بتوسعة التطبيقات السحابية وإدارتها بشكل أفضل.

التوسع في قطاعات متنوعة

لكن أكبر رياح معاكسة في أمازون قد تأتي من زيادة المنافسة أمامها في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد تقريباً.

وبالفعل، تعد أمازون قوة في قطاع البيع بالتجزئة، والترفيه، والخدمات اللوجستية، والإعلان، ويتوقع الخبراء أنها ستتوسع في مجالات جديدة، بما في ذلك: الرعاية الصحية، والبقالة، والخدمات المالية.

وهذا يضعها على خلاف متزايد مع عملائها من شركات خدمات الويب.

وتلاحظ الشركات الأمريكية الكبرى هذا الأمر. ففي شهر أبريل الماضي، قال "مايك ماكنمارا"، كبير مسؤولي المعلومات في شركة "تارغت"، لموقع "بروتوكول"، إنه بعد أن اشترت أمازون سلسلة متاجر البقالة "هول فودز" قبل أربع سنوات، قررت شركات البيع بالتجزئة الكبرى الخروج من منصة أمازون.

وأكد المسؤول التنفيذي أن تلك الشركات لم تعد تستخدم "أمازون ويب سيرفسيز" على الإطلاق، واستبدلوا الشركة التي تبيع خدمات الحوسبة السحابية بشركتي "غوغل كلاود" و"أزور" التابعة لمايكروسوفت. ومن المؤكد أن الشركات الأخرى ستحذو حذو "تارغت"، مما يعوق آفاق النمو في أمازون.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

"معجزة تجارية"

كثيراً ما كرر بيزوس القصة وراء نجاح شركة "أمازون ويب سيرفسيز"، واصفاً إياها بأنها "معجزة تجارية" برزت في ظل عدم قدرة أياً من نظراء الشركة على منافستها في سوق الخدمات السحابية لمدة سبع سنوات بعد إطلاقها، ووصفها أيضاً بأنها أعظم حظ في تاريخ الشركة.

بعبارة اخرى، كان يغيظ أقرانه بنجاحه فيها، ويسخر من مايكروسوفت وغوغل وغيرهما؛ بسبب عدم إدراكهم تماماً لأهمية السوق السحابية الجديدة.

حالياً، ونظراً للسباق الشديد بين لاعبي قطاع الحوسبة السحابية، والتهديد المتزايد من المنافسين، سيستغرق الأمر أكثر بكثير من الحظ للبقاء في المقدمة. لكن جاسي هو من يتوجب عليه حل هذه المشكلة.

ختاماً، وبينما يستعد بيزوس للسفر إلى الفضاء، يمكن القول، إن "أوزة" أمازون الذهبية باتت تحت التهديد كما لم يحدث من قبل. ولسوء حظ الرئيس التنفيذي الجديد، فإن المنافسة محتدمة تماماً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك