يرى الملياردير راي داليو، مُؤسس "بريدج ووتر أسوسييتس" (Bridgewater Associates)، أن السعودية والإمارات ودول الخليج عموماً تعيش نهضة وتمثل نموذجاً فريداً من الانسجام والإنتاجية، على النقيض من التحديات التي تواجهها مدن عالمية كبرى مثل نيويورك ولندن.
أوضح داليو، وهو مُؤسس صندوق التحوط الأكبر في العالم، في مقابلة حصرية مع "الشرق" شتُنشر كاملة، أن "منطقة الخليج تتميز بتقديم بيئة تجمع بين الثروات والتمدن، مما يجعلها وجهةً مُفضلةً للعيش والعمل. وقال: "نرى نهضة وتطوراً في أبوظبي والإمارات العربية المتحدة، وأيضاً في السعودية ودول الخليج الأخرى". وأكد أن هذه الدول تقدم بيئة جاذبة تجمع بين المدنية، الإنتاجية، والحيوية.
وأضاف داليو أن هذه العوامل لا تجذب المستثمرين والشركات فحسب، بل تجعل المنطقة مكاناً مفضلاً للإقامة. وتابع: "ابني وزوجته يعيشان هنا، وأحفادي يدرسون في مدرسة رائعة"، مشيراً إلى أن الخليج يوفر أساسيات تساعد في بناء أجيال تمتلك مهارات وحساً مدنياً عالياً.
كما قارن داليو بين نهضة الخليج والتراجع الملحوظ في مدن كبرى مثل نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس، مؤكداً أن هذه التحولات تاريخياً تأتي نتيجة الأزمات الكبرى مثل الحروب، حيث تبرز دول كفائزين أو خاسرين أو مستفيدين من الحياد. وأشار إلى أن عوامل الاستقرار والتطور في الخليج تجعلها مركزاً جاذباً للأعمال والأفراد من جميع أنحاء العالم، مؤكداً أن المنطقة تتمتع بإمكانيات عظيمة لتحقيق المزيد من الإنجازات.
الاهتمام بالذكاء الاصطناعي
عن اهتمام السعودية والإمارات بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي، قال راي إن هذا التوجه يجعلهما قادة في هذا المجال التحولي، معتبراً أن هذا "الاهتمام أمر ذكي للغاية، لأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يقود إلى اكتساب فهم عميق. وهذا يعني القدرة على استخدامه بشكل فعال، وبالتالي سيكون التأثير مزدوجاً، فأن تكون مُستخدماً فعالاً للذكاء الاصطناعي يجعلك منافساً عالمياً، وأيضاً مستثمراً فعالاً".
يساهم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في جعل البلدان مراكز جذب للمستثمرين من جميع أنحاء العالم، بحسب راي. وهو ما تحاول السعودية والإمارات الاستفادة منه، حيث تقود المملكة مساعي كبيرة للظفر بمكانة مهمة في هذا المجال بالتخطيط لإطلاق مبادرة بقيمة 100 مليار دولار، كما تدرس الإمارات الاستثمار في شركة رقائق تابعة لـ"Open AI".
في رأي المليادير، فإن التكنولوجيا، ومع تعيشه اليوم من تغيرات هائلة بفضل الذكاء الاصطناعي، يجعلها من القوى الرئيسية التي تعيد تشكيل عالم اليوم. متوقعاً أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي أكبر مقارنةً بأي تكنولوجيا أخرى على الإطلاق لأنها قائمة على أنماط التفكير.