توقع كريستوف فوكيه، الرئيس التنفيذي لشركة "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding)، أن يستمر التعافي البطيء لسوق الرقائق "خلال 2025"، وذلك بعد نتائج مخيبة للآمال في الربع الثالث أدت إلى موجة بيع واسعة في أسهم قطاع أشباه الموصلات.
فوكيه أوضح، خلال مكالمة مع المستثمرين يوم الأربعاء، أن التعافي البطيء في الطلب أدى إلى "حذر العملاء، وتأجيل بعض استثماراتهم". دفع هذا التوقع شركة "إيه إس إم إل" إلى خفض توجيهات أرباحها، رغم تأكيد فوكيه أن الطفرة في الذكاء الاصطناعي، والانتقال إلى الطاقة المتجددة، والاعتماد على الكهرباء، بمثابة عوامل لا تزال توفر فرصاً كبيرة للنمو.
يواجه فوكيه، الذي تولى قيادة "إيه إس إم إل" في أبريل، واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في تاريخ الشركة. فقد خسرت الشركة الهولندية، التي تصنع الآلات الأكثر تطوراً في مجال الرقائق عالمياً، أكثر من 60 مليار يورو (65 مليار دولار) من قيمتها السوقية منذ أن أعلنت أن الحجوزات كانت دون نصف ما توقعه المحللون يوم الثلاثاء.
نتائج ضعيفة تثير المخاوف
تُعد "إيه إس إم إل" مؤشراً رئيسياً لصناعة الرقائق بأكملها، إذ أثارت نتائجها الضعيفة مخاوف من أن طفرة الذكاء الاصطناعي لم تنجح في معالجة التراجع الأوسع في الطلب على الرقائق. تحتكر الشركة تصنيع الآلات التي تساعد شركات مثل "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" و"سامسونغ إلكترونيكس" على إنتاج أكثر الرقائق تقدماً التي تشغل كل شيء بدءاً من هواتف "أبل" الذكية إلى مسرعات الذكاء الاصطناعي من "إنفيديا".
خفضت الشركة الهولندية توقعاتها لعام 2025، مما أدى إلى انخفاض سعر سهم "إيه إس إم إل" يوم الثلاثاء 16% في بورصة أمستردام، وهو أكبر انخفاض منذ 12 يونيو 1998. وفي يوم الأربعاء، انخفض سعر السهم بنسبة تصل إلى 5.8%، وفقدت الشركة مكانتها كأكبر شركة تكنولوجية قيمة في أوروبا لصالح شركة البرمجيات "ساب" (SAP). خسرت الشركة ما يقرب من ربع قيمتها منذ تولي كريستوف فوكيه قيادتها.
النتائج الضعيفة جاءت بعد أن نشرت الشركة عن طريق الخطأ نتائجها المالية قبل الموعد المحدد بيوم واحد. إذ نشرت "إيه إس إم إل" البيان الذي كان من المتوقع صدوره يوم الأربعاء بشكل مبكر "بسبب خطأ تقني"، وفقاً لبيان منفصل. واعتذر فوكيه عن هذا الخطأ خلال المكالمة. قال فوكيه: "كان هذا أمراً مؤسفاً للغاية".
معاناة رغم الطلب على الرقائق
تواجه "إيه إس إم إل" ضغوطاً من عدة جهات. فرغم أن الطلب على الرقائق التي تشغّل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي لا يزال قوياً، فإن عملاء رئيسيين مثل "إنتل" و"سامسونغ" يعانون من صعوبات.
واجهت "إنتل"، التي تعاني من تقلص المبيعات وتزايد الخسائر، تأخيراً في بناء مصانع جديدة كانت تخطط لإقامتها في ألمانيا وبولندا الشهر الماضي. واعتذرت "سامسونغ" للمستثمرين هذا الشهر عن النتائج المخيبة بعد أن أتاحت التأخيرات الفرصة للمنافسين بالسيطرة على سوق رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
الشركات التي تنتج رقائق السيارات والصناعات، والتي غالباً ما تستخدم الآلات الأقل تقدماً من "إيه إس إم إل"، تمر أيضاً بفترة ركود طويلة لأن عملاءها يمتلكون مخزوناً زائداً.
في الوقت نفسه، تصعّد الولايات المتحدة وحلفاؤها الضغوط على الصين، التي تُعد أكبر سوق لشركة "إيه إس إم إل"، في إطار سعي واشنطن للحد من وصول بكين إلى تقنيات الرقائق المتقدمة. شكّلت الصين 2.79 مليار يورو من مبيعات الشركة في الربع الثالث، أي ما يقرب من نصف إجمالي مبيعاتها.
قال روجر داسن، المدير المالي لـ"إيه إس إم إل"، في المكالمة يوم الأربعاء إن الشركة تتوقع أن تمثل مبيعاتها في الصين حوالي 20% من إجمالي إيراداتها العام المقبل.