يحمل رائد أعمال العملات المشفرة الذي أنفق أكثر من 69 مليون دولار على قطعة فنية رقمية رسالة للمشترين المضاربين في الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) مفادها: "كونوا مستعدِّين لخسارة أموالكم".
وقفز فينيش سوندارسان، المعروف أيضاً على الإنترنت باسم (MetaKovan) إلى دائرة الضوء الشهر الماضي بعد أن دفع مبلغاً قياسياً لرمز غير قابل للاستبدال لعمل من تصميم الفنان "بيبل" سمَّاه "كل يوم أول 5000 يوم".
وقال سوندارسان، إنَّ دافعه لم يكن كسب المال، بل دعم الفنان، وعرض هذه التكنولوجيا، مضيفاً في مقابلة أجريت معه عبر الفيديو أنَّ أيَّ شخص يحاول الربح من خلال الرموز غير القابلة للاستبدال "يخاطر بشكل كبير، لأنَّ ذلك هو جنون أكبر من الاستثمار في العملات المشفرة."
وتثير هذه التعليقات الدهشة كونها صادرة من شخص صنع ثروته من العملات المشفرة، وعمل أكثر من أيِّ شخص آخر على تغذية الهوس المحيط بالرموز غير القابلة للاستبدال عبر قيامه بمشتريات كبيرة للفن الرقمي، لكن من الصعب أيضاً الجدال مع تحذير سونداريسان؛ فقد انخفض متوسط أسعار الرموز غير القابلة للاستبدال التي تتبَّعها موقع (Nonfungible.com) 70% تقريباً من ذروة فبراير حتى أوائل أبريل.
وانخفض الرمز الذي أنشأه سوندارسان لتمكين "الملكية المشتركة لمشروع فني مفتوح" الذي يدعى (B.20)، الذي يتضمَّن بعض أعمال الفنان "بيبل"، إلى حوالي 7 دولارات من 23 دولاراً منذ فوزه في مزاد "كريستيز ايفيريدايز" (Christie's Everydays) الذي أجري في 11 مارس الماضي. وكان قد تمَّ تداول هذا الرمز بأقل من 50 سنتاً في يناير، وفقاً لموقع (CoinGecko.com).
ازدهار وانهيار
وأثار الازدهار والانهيار غير العاديين جدلاً حول ما إذا كانت "الرموز غير القابلة للاستبدال"، وهي شهادات رقمية ذات موثوقية، سيكون لها تأثير دائم على أسواق الفن والمقتنيات، وما هو أبعد من ذلك، أو ستتحوَّل إلى أحدث مثال على فقاعة الاستثمار التي تثري قلة مختارة، في حين ترهق كاهل المتأخرين بالخسائر.
وتساءل بعض المتشككين عما إذا الدافع وراء عملية الشراء التي قام بها سوندارسان في مزاد "ايفيريدايز" هو عبارة عن محاولة لرفع قيمة صفقاته الحالية في الرموز غير القابلة للاستبدال جزئياً، لكنَّه نفى أنَّه استفاد من الصفقة، وقال إنَّه لم يبيع ممتلكاته الشخصية من الرموز المميزة (B.20).
وفيما يتعلَّق بالتوقُّعات طويلة المدى للرموز غير القابلة للاستبدال، يتفق سوندارسان مع جوانب هبوط السوق وصعودها. ويصف التكنولوجيا بأنَّها ابتكار دائم من شأنه تمكين "حركة رعاية جديدة" للفنانين وغيرهم من منشئي المحتوى، الذين يعتمد الكثير منهم الآن على نماذج الإيرادات المدعومة بالإعلانات عبر منصات الإنترنت مثل "إنستغرام". لكن سوندارسان قال أيضاً، إنَّ الحماسة حول العديد من الرموز غير القابلة للاستبدال مرتفعة السعر من المرجح أنَّها ستتلاشى.
وأضاف: "لا أعتقد أنَّ الرموز غير القابلة للاستبدال ستظل تمتلك هذا النوع من الضجيج إلى الأبد نفسه، فيما يخص الأشياء مرتفعة القيمة، وستنقسم السوق، وسيكون هناك عدد قليل جداً من الأشياء مرتفعة القيمة، وعدد لا حصر له من الأشياء ذات القيمة المنخفضة جداً ".
ليست استثماراً بالأساس
ويرى سونداريسان أنَّ أفضل طريقة للمشاركة هي شراء الرموز غير القابلة للاستبدال من فنانين تريد دعمهم. ويقول، إنَّ شراء هذه الرموز "ليس استثماراً في الأساس". ويذكر أنَّ سونداريسان قد نشأ مع هواية جمع الطوابع، وجمع أوراق لعب مصارعة " دبليو دبليو إي" (WWE).
وعندما سُئل عن الأشخاص الذين يعجبونه، أشار سوندارسان إلى نجم الكريكت الهندي المتقاعد "ساشين تيندولكار"، وإلى "هال فيني"، رائد الـ"بتكوين" الذي توفي بسبب مرض التصلب الجانبي الضموري في عام 2014، وقال: "الجزء الجيد أنَّ "فيني" قد جمد عن طريق التبريد، لذا ربما يعود يوماً ما"
وأوضح سوندارسان أيضاً أنَّه لم يتحدَّث أبداً مع رائد أعمال العملات المشفرة "جاستين سان" الذي تغلَّب عليه في المزايدة في اللحظة الأخيرة في مزاد "ايفيريدايز".
ومع ذلك، يتشارك الاثنان الولع تجاه "وارن بافت". فقد أنفق "جاستين سان" مبلغاً قياسياً قدره 4.6 مليون دولار في مزاد خيري سنوي في عام 2019 لتناول وجبة مع المستثمر الشهير "وارن بافت"، الذي شبَّه عملة الـ"بتكوين" بـ "سم الفئران".
وحول "بافت" قال سوندارسان: "على الرغم من أنَّه يكره العملات المشفرة، إلا أنَّني أحبه"، لأنَّ "بافيت" "ينظر إلى المال أكثر من وجهة نظر الشخص الثالث، كما لو كان ينظر إليه على أنَّه لعبة أكثر من كونه في الواقع ينتمي إلى عالم كسب المال والتباهي."
وأعرب سوندارسان عن عدم استعداده للتحدُّث عن ثروته بعد. وأوضح قائلاً: "لم أفصح عن صافي ثروتي، لقد كنت أخبر الناس أنَّ معظم أموالي ليست في الرموز غير القابلة للاستبدال."