تستأنف شركة "مايكروسوفت" صفقة تُقدَّر بمليارات الدولارات لتصنيع نسخ مخصَّصة من نظاراتها "هولولينس" للجيش الأمريكي، بعد عام واحد من دراسة مجلس الشيوخ لتجميد نصف العقد.
وتبلغ قيمة الصفقة حالياً، التي تمَّ الكشف المبدئي عنها قبل ثلاث سنوات، ما قيمته 21.9 مليار دولار على مدار 10 سنوات، وفقاً لـ"مايكروسوفت".
ويمتد الاتفاق لمدَّة خمس سنوات أولية، مع خيار إضافة خمس سنوات أخرى. وستقوم شركة تصنيع البرمجيات بتصنيع نظارات الواقع المعزَّز في الولايات المتحدة، فيما أعلن الجيش الأمريكي تفاصيل العقد على موقعه الإلكتروني الأربعاء الماضي.
وعلى وقع تلك الأخبار، قفزت أسهم "مايكروسوفت" بنسبة 3.1%، لتغلق عند 235.77 دولاراً في نيويورك. وقالت الشركة، إنَّ الالتزام الأولي يشمل التجهيز الكامل لقوة القتال المباشر بالجيش، وهي تضمُّ أكثر من 120 ألف جندي، في حين يتضمَّن العقد أيضاً بعض خدمات "آزور" السحابية.
تقنية متطورة
ويهدف البرنامج، المعروف بنظام التعزيز البصري المتكامل أو"إيفاس"IVAS ، إلى تطوير "شاشة عرض رأسية" للقوات البرية الأمريكية، على غرار تلك التي يستخدمها الطيارون المقاتلون في قمرة القيادة. وسيسمح النظام للقادة بعرض المعلومات على قناع أمام وجه الجندي، وسيشمل ميزات أخرى مثل الرؤية الليلية. وفي أكتوبر من عام 2018، منح الجيش الأمريكي لشركة "مايكروسوفت" عقداً بقيمة 480 مليون دولار لمواءمة نظارة "هولولينس إيه آر" وفقاً لمتطلَّبات برنامج الجيش، وهي مجموعة من النظارات التي تغطي الصور المجسَّمة فوق مجال رؤية المستخدم.
وفي منشور بالمدونة تمَّت مشاركته عبر البريد الإلكتروني، قال أليكس كيبمان، الزميل التقني في "مايكروسوفت"، إنَّ سماعة الرأس "توفِّر نظاماً من شأنه أن يبقي الجنود أكثر أماناً ويجعلهم أكثر فعالية. ويوفِّر البرنامج وعياً معززاً بالحالة، مما يتيح مشاركة المعلومات واتخاذ القرار في مجموعة متنوعة من السيناريوهات."
معارضة داخلية
وتبيع "مايكروسوفت" نظارات "هولولينس" لعملائها من الشركات لأغراض، مثل الإصلاحات والتدريب عن بُعد، وإلى المؤسسات التعليمية للحصص الثلاثية الأبعاد. وفي الشهر الماضي، كشفت الشركة عن برنامج جديد يهدف إلى نشر فوائد الواقع المعزَّز والافتراضي إلى شريحة أوسع من العملاء، بما في ذلك المستهلكين الذين
لا يستطيعون دفع عدَّة آلاف من الدولارات لكلِّ جهاز ، ولعدد كبير من الاستخدامات مثل اجتماعات الشركات والفعاليات الترفيهية.
ولاقى المشروع مع الجيش معارضة من قبل بعض موظفي "مايكروسوفت" الذين احتجوا على استخدام التكنولوجيا في القتال.
واستخدم الجيش طريقة تُتبع، وهي سريعة للشراء، تُعرف باسم "سلطة المعاملات الأخرى"، وذلك لتخطي جزء كبير من الإجراءات الروتينية التي تتعلَّق عادة بالصفقات من هذا الحجم. واختيرت "مايكروسوفت" بعد مراجعة العديد من العروض، شملت عرضاً من الشركة المنافسة، "ماجيك ليب إنك" Magic Leap. ولم يرد الجيش على اتصال لطلب التعليق على قيمة الصفقة.