رجال الأعمال يتطلعون لإبعاد نتنياهو وشركائه المتدينين عن الحكومة

قادة التكنولوجيا في إسرائيل يبحثون دخول عالم السياسة للإطاحة بنتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال تجمع انتخابي لحزب الليكود في القدس - المصدر: بلومبرغ
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال تجمع انتخابي لحزب الليكود في القدس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يفكر بعض قادة الأعمال في إسرائيل بدخول عالم السياسة مدفوعين بإحباطهم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إنهم يجرون مناقشات سرية، وإن كانت أولية، حول الخيارات المتاحة، بما في ذلك تشكيل حزب جديد، أو تقديم مرشحين على قوائم الترشيح الحالية، أو التطوع لوظائف رئيسية في الوزارات الكبرى.

على صعيد منفصل، يدعو منتدى يضم أكبر 200 من قادة الأعمال في إسرائيل، يتألف من أصحاب ورؤساء الشركات الكبرى، إلى إجراء انتخابات مبكرة "لإنقاذ إسرائيل من أزمة اقتصادية عميقة". يمثل المنتدى نحو نصف الشركات المدرجة في مؤشر "تي إيه - 35" (TA-35) في بورصة تل أبيب، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيون لأكبر أربعة بنوك.

الحرب ضد "حماس" ترهق الاقتصاد الإسرائيلي، إذ يقدر البنك المركزي أن التكلفة ستبلغ نحو 67 مليار دولار حتى عام 2025، أو ما يقرب من 15% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي. وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، وفقاً لصندوق النقد الدولي، فيما تتجه الحكومة في 2024 لإدارة عجزٍ في الميزانية يعد من بين الأكبر خلال هذا القرن.

إيال والدمان مرشحٌ محتمل

كان رجل الأعمال إيال والدمان، وهو جزء من المنتدى، مدافعاً عن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل 7 أكتوبر، لكنه تجنب النشاط السياسي العلني. ثم جاء هجوم "حماس". قُتلت ابنته دانييل، وعمرها 24 عاماً، وصديقها في مهرجان بجنوب إسرائيل خلال الهجوم المميت الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص، وبدء حرب غزة. والآن، يقول والدمان إن لديه مهمة جديدة: الإطاحة بنتنياهو.

قال والدمان في مقابلة: "ما أعمل عليه الآن هو تقديم موعد الانتخابات". ويشمل ذلك محاولة إقناع المشرعين في حكومة نتنياهو بالانشقاق وإسقاط الائتلاف. واعتبر أن "الحكومة الحالية هي عدو الدولة".

لم يستبعد والدمان الترشح لمنصب سياسي. وصرّح الإسرائيلي المخضرم في مجال التكنولوجيا، والذي باع شركته "ميلانوكس" (Mellanox) لشركة "إنفيديا" في 2019 مقابل نحو 7 مليارات دولار: "إذا كنا بحاجة إلى ذلك، وكان هذا هو الخيار الوحيد، فربما نعم".

قادة أعمال آخرون

من بين أولئك الذين حضروا المناقشات، والذين يُشاع أنهم يفكرون في القيام بدور سياسي من داخل عالم التكنولوجيا، كيمي بيريز من شركة "بيتانغو" (Pitangoo)، نجل الرئيس السابق شمعون بيريز؛ والرئيس التنفيذي لشركة "بابايا غلوبال" (Papaya Global)، إينات جويز؛ وإزهار شاي، شريك في شركة رأس المال الاستثماري "ديسرابتيف إيه آي" (Disruptive AI). شاي هو وزير العلوم السابق الذي قُتل ابنه العسكري أيضاً في هجوم 7 أكتوبر. كما تم التواصل مع الرئيس التنفيذي لشركة "ويز" (Wiz)، أساف رابابورت.

رفض بيريز وشاي التعليق على المحضر. وقالت جويز إنها تعتبر المناقشة الحالية نظرية، لكنها قد تفكر فيها في المستقبل. وقال متحدث باسم رابابورت إنه غير مرتبط بالمنتدى.

يستند هذا الموضوع إلى روايات ستة أشخاص مطلعين على المناقشات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لحماية علاقاتهم ومصالحهم التجارية.

دعوة لانتخابات مبكرة

رأى منتدى قادة الأعمال في رسالة مفتوحة نُشرت الأسبوع الماضي، أن الانتخابات المبكرة ضرورية باعتبارها "تصويتاً لا جدال فيه على الثقة في المسؤولين المنتخبين من قبل أغلبية الجمهور". وحذرت من أن مستقبل إسرائيل في خطر.

وفي حين أن عالم التكنولوجيا متنوع سياسياً، وجد الكثيرون سبباً مشتركاً في السعي إلى الإطاحة بنتنياهو وتحسين الخدمة العامة. اتحدوا حول القلق من أن الحكومة تنفق الكثير على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وعلى اليهود المتشددين، بينما تفشل في فرض الخدمة العسكرية على الطلاب المتدينين.

من غير المقرر إجراء الانتخابات قبل 2026، لكن رحيل زعيم المعارضة بيني غانتس من الحكومة هذا الشهر، والخلافات الداخلية حول كيفية التعامل مع الحرب ضد "حماس"، والتجنيد الإجباري لليهود المتشددين، عوامل زادت الحديث عن إجراء تصويت مبكر. وتزايد عدد المشاركين بالتظاهرات الأسبوعية المطالبة بإجراء انتخابات إلى أكثر من 200 ألف شخص.

انقسامات سياسية

حتى لو أُجريت الانتخابات، فليس هناك ما يضمن التوصل إلى نتيجة، في ظل وجود الانقسام الحاد في صفوف الناخبين. بين عامي 2019 و2022، أجرت إسرائيل خمس جولات من الانتخابات، ولم يكن لديها سوى حكومتين ائتلافيتين قصيرتي الأمد.

أثار البعض إمكانية توحيد الجهود مع رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، رجل الأعمال الذي أشرف لفترة وجيزة على ائتلاف مكون من أحزاب يسارية ويمينية وعربية معارضة لنتنياهو. بينيت، الذي حافظ على مكانة عامة رفيعة منذ الحرب، لم يقل ما إذا كان سيعود إلى السياسة أم لا. ولم يستجب المتحدث الرسمي لطلب التعليق.

شهد مجتمع الأعمال الإسرائيلي صحوة سياسية العام الماضي، عندما كان المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا في طليعة الاحتجاجات ضد خطط نتنياهو لإضعاف المحكمة العليا. وتم التخلي عن المقترحات إلى حد كبير بعد هجوم 7 أكتوبر، وبعد تدخل المحكمة نفسها.

إحباط أميركي من نتنياهو

منذ مقتل ابنته، كشف والدمان أنه التقى بكبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك الرئيس جو بايدن، وكذلك وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون. أضاف أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن إحباطهم من حكومة نتنياهو، على الرغم من عدم ذكر احتمال استبداله صراحة. وتابع: "إنهم يدركون أنهم لا يستطيعون العمل مع هذه الحكومة".

أشار ناداف شتراوشلر، المستشار الاستراتيجي الذي عمل بشكل وثيق مع نتنياهو، إلى أن رئيس الوزراء غير مهتم بالحركة السياسية التكنولوجية الناشئة. وصرّح قائلاً: "إنها ليست قاعدته الشعبية، إنها بعيدة عن ذلك".

كذلك توقع أن يقول نتنياهو لمؤيديه من الطبقة العاملة واليمين: "أنتم ترون أن هؤلاء الرجال لديهم كميات ضخمة من المال، ولكن أنا لدي إياكم يا رفاق".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك