الشركة المصنعة لهواتف "آيفون" تطرح في مؤتمر اليوم تقنيتها الجديدة "أبل إنتيليجنس"

أبل تستعرض قدراتها في الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين

شعار شركة "أبل" على مبنى - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "أبل" على مبنى - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سيُظهر مؤتمر "أبل" للمطورين، المقرر عقده اليوم الاثنين، ما إذا كان بإمكان صانعة هواتف "آيفون" أن تصبح كياناً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي الواعد، مما يمثل لحظة حاسمة لشركة ليس أمامها سوى التكيف مع عصر جديد.

على الرغم من أن "أبل" كانت من الرواد الأوائل في هذا المجال، حيث استخدمت هذه التكنولوجيا في معالجة الصور والوظائف المتعلقة بالصحة والمساعد الرقمي "سيري" (Siri)، فإنه يُنظر إليها الآن على أنها متأخرة، خاصة منذ أن ظهر روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، وغيره من التقنيات المتطورة على الساحة في العامين الماضيين.

قدرات "أبل" في الذكاء الاصطناعي

في هذا السياق، تعد "أبل" بإظهار براعتها في الذكاء الاصطناعي خلال خطاب رئيسي في مؤتمرها السنوي للمطورين العالميين، والذي يبدأ في الساعة 10 صباحاً بتوقيت كاليفورنيا. وستطرح الشركة خلال مجموعة من الميزات التي تطلق عليها اسم "أبل إنتيليجنس" (Apple Intelligence)، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.

على الرغم من أن الشركة أطلقت "سيري" في 2011، إلا أنه سرعان ما تفوقت "أليكسا" (Alexa) من "أمازون دوت كوم" و"غوغل أسيستانت" (Google Assistant) من "ألفابت" على هذه التكنولوجيا الصوتية من "أبل". وحقق الذكاء الاصطناعي قفزة أخرى مع "تشات جي بي تي" الذي طورته "أوبن إيه آي" (OpenAI) في نهاية 2022، والخدمات المنافسة من "غوغل" و"مايكروسوفت" و"ميتا بلاتفورمز" وغيرها خلال 2023.

الأمر الذي يزيد الضغط على الشركة أن "سامسونغ إليكترونيكس"-وهي أكبر منافسي "أبل" في الهواتف الذكية- دمجت ميزات الذكاء الاصطناعي من "غوغل" في أجهزتها خلال وقت سابق من العام الجاري.

يمثل التحول إلى الذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة لـ"أبل" إذا تمكنت من صقل التكنولوجيا الخاصة بها واللحاق بالمنافسين. وستعمل أنظمة التشغيل القائمة على الذكاء الاصطناعي على تغيير طريقة جمع الأشخاص للمعلومات، وإنشاء المحتوى، وتحريره والتنقل في أجهزتهم.

تحديث أنظمة تشغيل "آي أو إس"

من المقرر أن تعرض"أبل" سبل دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في تحديثات برمجياتها التالية "آي أو إس 18" (iOS 18)، و"آي باد أو إس 18" (iPadOS 18)، و"ماك أو إس 15" (macOS 15). وتخطط الشركة أيضاً لإصدار نسخة أقوى من "سيري".

ستركز "أبل إنتيليجنس" على توفير مزيد من المعلومات للمستخدمين عندما يحتاجون إليها. ويتضمن ذلك تلخيص الإشعارات والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني؛ وتجميع ملاحظات الاجتماع؛ ونسخ المذكرات الصوتية؛ بل وإنشاء رموز تعبيرية مخصصة. وسيكون بوسع البرنامج أيضاً فرز رسائل البريد الإلكتروني وتصنيفها إلى فئات.

تعمل "أبل" أيضاً على نماذجها اللغوية الكبيرة الخاصة بها-وهي التكنولوجيا التي تقف وراء خدمات من شاكلة "تشات جي بي تي"- ولكنها ليست متقدمة بما يكفي في هذا المجال، كما قال أشخاص مطلعون على الأمر. لذا فهي تخطط للإعلان عن شراكة مع "أوبن إيه آي" لتزويد "أبل" بروبوت دردشة.

تتمتع "أبل" بميزة كبرى وهي تخوض غمار الذكاء الاصطناعي، تتمثل في العدد الهائل من المستهلكين المخلصين. وقال توني ساكوناغي، المحلل في "برنشتاين" (Bernstein)، إن ذلك يمكن أن يساعد في نجاح الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي حتى دون تحقيق تقدم في النماذج اللغوية الكبيرة.

وأضاف: "إنها تتمتع بقاعدة قوية للغاية للمستهلكين يمكنها أن تعمل كقناة لها-تماماً مثلما هي الحال بالنسبة للبحث ومتجر التطبيقات، وهما الجزءان الأكثر ربحاً في أعمال أبل حالياً، بخلاف آيفون".

مخاوف وتحديات أمام "أبل"

أحد المخاوف هو ما إذا كانت الصفقة المرتقبة مع "أوبن إيه آي" تعني أن عدداً أقل من المستخدمين سيستخدمون محرك البحث "غوغل" على "آيفون". وتجني "أبل" مليارات الدولارات سنوياً من خلال اتفاقية مشاركة الإيرادات مع "غوغل". وفي الوقت نفسه، فإن شروط صفقة "أبل" مع "أوبن إيه آي" ليست واضحة. وأفادت بلومبرغ أن "أبل" لا تزال تتفاوض على اتفاقية منفصلة مع "غوغل" لإضافة تقنية "جيميناي" (Gemini) الخاصة بها كخيار روبوت دردشة على "آيفون".

من المحتمل أن ترغب "أبل" بنهاية المطاف في تقديم روبوتات دردشة خاصة بها وغيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن وجود شركاء معها قد يساعدها على التقدم في هذه الصناعة الناشئة دون تحمل الكثير من المخاطر. فيما عانت "أوبن إيه آي" و"غوغل" من بعض ردود الفعل السلبية بخصوص روبوتات الدردشة التي تقدم معلومات غير صحيحة.

قال رسلان سالاخوتدينوف، المدير السابق لأبحاث الذكاء الاصطناعي في الشركة المصنعة لهواتف "آيفون" وأستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة "كارنيغي ميلون"، إن "أبل" تريد تجنب ذلك.

واختتم: "(أبل) تراقب دائماً ما يدور على الساحة، وقررت منذ فترة طويلة أنه لا يتعين عليها أن تكون في المقدمة، ولكن عليها القيام بذلك بشكل صحيح".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك