يستهدف المغرب تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية لبلوغ إيراداتها 30 مليار درهم (حوالي3 مليارات دولار)، ما يمثل 1% من هذه السوق الواعدة عبر العالم، بحسب محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، في حديث لـ"الشرق".
تستضيف العاصمة الرباط، منذ الجمعة حتى اليوم الأحد، أول معرض لصناعة الألعاب الإلكترونية بحضور عدد من الشركات الأجنبية والمغربية التي تعمل بتطوير ألعاب الفيديو، وكان ضيف شرف الدورة المُصمم وصانع ألعاب الفيديو الياباني تاكايا إيمامورا.
الوزير المغربي أوضح لـ"الشرق" إن خطة تطوير هذه السوق تتضمن إنشاء أول مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية سيتم الشروع في بنائها في غضون أسابيع باستثمار يناهز 260 مليون درهم (26 مليون دولار)، مشيراً إلى أن المفاوضات جارية مع أربع شركات عالمية كبرى على الأقل للانضمام إليها المدينة على أن تكون جاهزةً في غضون سنتين.
من الاستهلاك إلى الإنتاج
تُقدر سوق صناعة الألعاب الإلكترونية في المملكة حالياً بنحو 130 مليون دولار بحسب هشام الخليفي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية. لكنه قال إن الرقم يُمكن أن يزداد بشكل كبير في السنوات المقبلة نظراً للتطور الذي تشهده هذه الصناعة عالمياً ومحلياً في ظل وجود شركات محلية لتطوير ألعاب الفيديو والإقبال الكبير من الشباب.
يسعى المعرض الأول لإعطاء الفرصة للشركات الصغرى والمتوسطة العاملة في هذه الصناعة لبناء شراكات مع البنوك والمؤسسات المالية الحكومية والشركات الأجنبية لحشد الاستثمار بشكل أكبر، علماً بأن هذه الصناعة يُقدر حجمها على المستوى العالمي بنحو 300 مليار دولار.
كان لافتاً مشاركة عدد من الشركات الصينية والكورية المطورة لألعاب الفيديو في المعرض وقد أجرى مسؤولوها لقاءات مع وزارة الشباب والرياضة والتواصل. قال كونغ مينغ، مدير الأعمال في الشركة الكورية "أكتوز تك" (Actoz Tech) في حديث لـ"الشرق": "سنقوم باستكشاف السوق المغربية وقد نقرر الاستثمار بتطوير ألعاب الفيديو محلياً في غضون العام المقبل".
ولتشجيع الشركات المغربية للاستثمار في هذه الصناعة، وقعت وزارة الشباب والرياضة والتواصل اتفاقيةً مع "الشركة الوطنية للضمان ولتمويل المقاولة" لتوفير ضمانات للبنوك لتمويل مشاريعها إضافة إلى إمكانية توفير منح وقروض بدون فائدة وبحث فرص جلب صناديق الاستثمار الخارجية.
قال هشام زناتي السرغيني، رئيس الشركة الحكومية في تصريح لـ"الشرق" إن "الاتفاقية تهدف لتخفيض المخاطر في المجال لفتح باب التمويل لفائدة الشركات للاستثمار في صناعة ألعاب الفيديو من خلال تحمل نسبة مخاطر تتراوح ما بين 60% و80% للحصول على القروض".
50 ألف لاعب فيديو مرخص
بحسب الوزير المغربي، من شأن تطوير مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية في العاصمة الرباط دعم الاستثمار المحلي وجذب الشركات الأجنبية لخلق فرص عمل وفيرة للشباب، وزاد قائلاً: "المغرب يُصنف الثاني عربياً وأفريقياً من حيث استهلاك ألعاب الفيديو. هدفنا حالياً هو الانتقال إلى التصنيع والإنتاج لخلق القيمة المضافة".
تُغري هذه الصناعة المتطورة بشكل متسارع المسؤولين في المغرب منذ سنوات خصوصاً مع انتشار استعمال التكنولوجيا الحديثة، إذ يمتلك أكثر من 7 ملايين مغربي حاسوباً أو جهازاً لوحياً إلكترونياً (iPad)، ولدى 25.7 مليون مواطن هاتف ذكي، في حين تشمل نسبة الربط بالإنترنت حوالي 84% من سكان البلاد.
نجحت الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية في بروز معالم منظومة متكاملة في هذا المجال، حيث عملت على تكوين فريق وطني يُشارك في عدة مسابقات عالمية آخرها كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي نُظمت العام الماضي في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ونجح في احتلال المرتبة 16 عالمياً، كما أن الفريق المغربي تم اعتماده من طرف ألعاب "EA" الشهيرة.
بالإضافة إلى المشاركة دولياً، يعتبر المغرب أول بلد أفريقي يتوفر على بطولة محلية للألعاب الإلكترونية بشراكة مع "EA"، حيث تم تأسيس نسخ افتراضية لأغلب الفرق المغربية في القسم الأول، كما يتم تنفيذ برنامج لتزويد 500 دور للشباب بأجهزة ألعاب الفيديو بشكل مجاني، لزيادة عدد لاعبي الفيديو من 50 ألف منخرط حالياً لدى الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية.