خصصت قطر نحو 9 مليارات ريال (2.5 مليار دولار) لتحقيق برنامجها المتعلق بالتحول الرقمي من خلال زيادة استثماراتها في التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي، وفق ما أعلنه الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال منتدى قطر الاقتصادي الذي بدأ فعالياته اليوم الثلاثاء في الدوحة. يأتي ذلك بعد أن أعلن الصندوق السيادي القطري عن عزمه للمشاركة في صندوق فرنسي لأشباه الموصلات.
تلحق قطر بذلك بجيرانها في الخليج، إذ تخطط السعودية إلى تأسيس صندوق تبلغ قيمته نحو 40 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي خلال النصف الثاني من العام الجاري، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز في مارس الماضي. وتتولى شركة "G42" جهود الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وأصدرت شركة تابعة لها نسخة محدثة من نموذج "فالكون" للذكاء الاصطناعي والذي أكد مسؤول كبير أنه يتفوق على المنافسين. وتؤسس أبوظبي أيضاً شركةً استثماريةً تكنولوجيةً تستهدف الاستثمار في مجالي الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، يمكن أن تتجاوز قيمة الأصول تحت إدارتها 100 مليار دولار في غضون سنوات قليلة، وفق ما نقلته بلومبرغ في وقت سابق هذا العام.
وأعلن رئيس الوزراء القطري اليوم عن إطلاق بلاده مشروعاً للذكاء الاصطناعي "الفنار"، الذي يتولى جمع بيانات عالية الجودة ويقول إنه سيعزز البرامج اللغوية المختلفة ويثري اللغة العربية.
كانت السعودية قد أطلقت قبل عامين، نظاماً مشابهاً، مع الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي)، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، والتي جرى إطلاق أعمالها في 2022 وتخطط لاستثمار أكثر من 20 مليار دولار لتأسيس 400 شركة ناشئة في قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول 2030.
الاستثمار في الرقائق
ويخطط جهاز قطر للاستثمار، وهو الصندوق السيادي للدولة، أيضاً للاستثمار في صناعة الرقائق وهي الصناعة الحيوية المرتبطة ببرامج الذكاء الاصطناعي. ويسعى للمشاركة كمستثمر رئيسي في صندوق "أرديان" (Ardian) لأشباه الموصلات، وهو صندوق أنشأته شركة الأسهم الخاصة الفرنسية "أرديان" للاستثمار في صناعة الرقائق الإلكترونية في مختلف أنحاء أوروبا.
قال الصندوق السيادي القطري إن هذه الخطوة تعكس "إيمانه بتغلغل أشباه الموصلات في الاقتصاد العالمي، وتأثيرها على التحولات الرقمية والخضراء عبر عدة قطاعات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي ووسائل النقل والتكنولوجيا الاستهلاكية"، لكنه لم يكشف عن شروط الصفقة.
كما يعمل الجهاز على زيادة استثماراته في قطاع التكنولوجيا، وقيادة جولات التمويل التي تجريها شركات القطاع، في ظل سعي الدولة الخليجية إلى تنويع اقتصادها. واستثمر الصندوق بالفعل في شركة "كوكوساي إلكتريك" (Kokusai Electric)، وهي شركة لتصنيع أشباه الموصلات، كما استحوذ على حصة أقلية في تلك الشركة العام الماضي.