فيصل البناي: النموذج حقق أداءً أعلى من عدة شركات كبرى بموارد أقل

"فالكون" الإماراتي يتحدى نماذج الذكاء الاصطناعي Gemini وChatGPT

شاشة إلكترونية تعرض الحرفين الأولين من عبارة "Artificial Inelegance" (الذكاء الاصطناعي) - المصدر: بلومبرغ
شاشة إلكترونية تعرض الحرفين الأولين من عبارة "Artificial Inelegance" (الذكاء الاصطناعي) - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أصدرت ذراع بحثية تابعة لحكومة أبوظبي نسخة محدثة من نموذج "فالكون" للذكاء الاصطناعي، والذي أكد مسؤول كبير أنه يتفوق على المنافسين ويثبت أن الإمارة "لاعب جاد" في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

يُعد "فالكون" نموذجاً لغوياً ضخماً مثل "تشات جي بي تي" (Chat GPT) من "أوبن إيه آي" (OpenAI)، و"جيميناي" (Gemini) من "غوغل"، وهي أنظمة حوسبة تعمل على تشغيل روبوتات الدردشة ومولدات الصور وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى.

تمّ إطلاق "فالكون" لأول مرة عام 2023، وهو نموذج مفتوح المصدر، ما يعني أن الكود الخاص به تتم مشاركته على نطاق واسع. وبحسب معهد الابتكار التكنولوجي (TII)، التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، والمطور لـ"فالكون"، فإن الإصدار الجديد (Falcon 2 11B) أقوى من أحدث نموذج مفتوح المصدر قابل للمقارنة من شركة "ميتا بلاتفورمز" (مالكة فيسبوك وواتساب)، وهو على قدم المساواة مع "جيميناي" وفقاً لعدد من المقاييس.

أداءٌ عالٍ بموارد أقل

فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، وهو الكيان الحكومي الذي يمول معهد الابتكار التكنولوجي، قال في مقابلة: "تمكنا من تحقيق أداء أعلى بكثير من الكثير من الشركات الكبرى". أضاف: "فعلنا ذلك باستخدام جزء بسيط من موارد الحوسبة التي بحوزتهم وفريق عمل أصغر بكثير".

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة جدياً لتعزيز مجال الذكاء الاصطناعي بقرار من السلطات العليا في البلاد، إذ تعتبر أن هذه التقنية ستكون الركيزة الأساسية القادمة للاقتصاد بعد النفط. حيث قامت الدولة الخليجية بتأسيس العديد من الشركات الجديدة وأطلقت أداة استثمارية للذكاء الاصطناعي تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار.

في حين أن الإمارات والسعودية أعلنتا عن خطط استثمار طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الدولتين الخليجيتين اضطرتا إلى استقطاب عدد كبير من الخبرات الهندسية في هذا المجال، ولا تزالان في المراحل الأولى من تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع الأعمال. وصرح مسؤول في معهد الابتكار التكنولوجي بأن النسخة الأولى من نموذج "فالكون" تم تحميلها أكثر من 43 مليون مرة حتى الربع الأول من هذا العام. في المقابل، ذكرت شركة "ميتا" أن نموذج "لاما" الأحدث لديها حصل على 170 مليون عملية تحميل.

قدرات إضافية

في نوفمبر الماضي، أعلن مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة عن تأسيس شركة "إيه آي 71" (AI71)، وهي شركة جديدة تركز على تسويق نموذج "فالكون" تجارياً. البناي كشف أن "إيه آي 71" بدأت بالفعل تجربة هذه التقنية داخل المستشفيات والمكاتب القانونية ومراكز الاتصال مع شركاء إماراتيين، كما تخطط للتوسع خارج الدولة قريباً.

رفض البناي الكشف عن المبلغ الذي استثمرته الحكومة في تطوير "فالكون"، لكنه قال إن فريقاً من نحو 60 باحثاً يعمل على العديد من خدمات الذكاء الاصطناعي لمعهد الابتكار التكنولوجي.

النسخة الجديدة من "فالكون" تمتلك أيضاً "قدرات تحويل الرؤية إلى لغة"، وهي أداة تسمح للكمبيوتر بتحويل الصور بسلاسة إلى نص، بحسب معهد الابتكار التكنولوجي. ووفقاً للبناي، فإن هذه القدرة هي المفتاح لتطبيقات أعمال معينة تتوقعها أبوظبي من "فالكون". يمكن للنموذج إكمال المهام بلغات تشمل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والبرتغالية.

تابع: "نحاول التركيز على حالات استخدام مؤسسية واضحة جداً يمكن أن يكون لها تأثير كبير، مثل تحليل صورة الأشعة لصدر شخص ما، أو تحليل وثيقة تعليمية، أو تحليل وثيقة مرتبطة بأعمال البناء".

مفتوح المصدر "للأبد"

فيصل البناي أشار إلى أن تطوير نظام الذكاء الاصطناعي سيخضع من الآن لمنظمة جديدة تسمى "مؤسسة فالكون"، على غرار "مؤسسة لينكس" غير الربحية للبرامج. أوضح كذلك أن هذا الأمر سيشمل ميثاقاً يضمن أن "فالكون" "سيبقى مفتوح المصدر إلى الأبد". مضيفاً أنه سيتم إصدار نسخة أخرى من النموذج خلال الشهرين المقبلين.

وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، كشفت شركة "جي 42" للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، والتي تعتبر شركة "مايكروسوفت" داعماً لها، عن تطبيق جديد لـ"جيس"، برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي باللغة العربية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك