المحللون حائرون في تفسير أسباب ارتفاع إيرادات "أبل" في الصين رغم تقارير انخفاض مبيعات "أيفون"

نمو إيرادات "أبل" المفاجئ في الصين يطرح تساؤلات عدة

هواتف "أيفون 15" معروضة في متجر "أبل" - المصدر: بلومبرغ
هواتف "أيفون 15" معروضة في متجر "أبل" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

فاجأت شركة "أبل" المستثمرين بارتفاع جيد في إيراداتها الفصلية من الصين، مواجهةً بذلك أشهراً من البيانات التي أظهرت تراجعاً متسارعاً في مبيعات "أيفون".

الرئيس التنفيذي تيم كوك أشار إلى أن نمو إيرادات "أيفون" في البر الرئيسي للصين جاء "على أساس إعداد التقارير"، أي قبل إجراء التعديلات المتعلقة باضطرابات سلاسل التوريد الناجمة عن كورونا في 2022. وكرر تفاؤل "أبل" على المدى الطويل بشأن سوق تشهد تراجعاً، لكنها لا تزال تمثل 18% من صافي مبيعات الشركة.

يدقق المستثمرون في أداء الشركة في الصين بسبب دورها كسوق ضخمة وقاعدة إنتاج عالمية لهواتف "أيفون". أبقى كوك تصريحاته حول هذا الموضوع موجزة، تاركاً المحللين لمقاربة الأرقام مع البيانات المستقلة التي تظهر أن "أيفون" يفقد مكانته بسرعة في ساحة الهاتف المحمول في البلاد. خلال المكالمة، واجه كوك أسئلة ثلاثة محللين على الأقل للحصول على توضيحات بشأن الصين.

تساءل آرون راكرز المحلل في "ويلز فارغو" (Wells Fargo): "ما الذي نفتقده هنا، بالنظر إلى البيانات التي طالعناها طوال الربع الأخير؟".

طريقة احتساب الإيرادات

أظهرت البيانات الحكومية لتسجيلات الأجهزة الجديدة تراجعاً كبيراً في تسجيلات أجهزة "أيفون" خلال الشهرين الأولين من العام، بينما لاحظ المحللون في "كاونتربوينت ريسرش" (Counterpoint Research) انخفاضاً بنسبة 19% في المبيعات بالربع المنتهي في مارس في الصين. قدرت شركة "آي دي سي" (IDC)، التي تُعتبر عموماً المعيار لتتبع صناعة الهواتف المحمولة، أن شحنات "أيفون" العالمية تراجعت بنسبة 10% في هذه الفترة. قد ينشأ التناقض من اختلاف الطريقة التي يحسب بها كل من المحللين و"أبل" الإيرادات.

"لقد تتبعنا تراجعاً على أساس سنوي في القيمة الإجمالية الناتجة عن أجهزة أيفون في الصين خلال الربع الأول من 2024"، وفقاً لما قاله ويل وونغ، المحلل في "آي دي سي" بعد نتائج "أبل". مُضيفاً: "لعب متوسط سعر البيع دوراً رئيسياً في تفسير سبب وجود الاختلاف في النتائج. قامت "آي دي سي" بحساب الأسعار التي دفعها المستهلكون، بينما يُحتمل أن تكون "أبل" استخدمت سعراً آخر في تقريرها المالي، مثل سعر المصنع.

ارتفعت أسهم شركة "أبل" بنسبة تصل إلى 7.9% في التعاملات المتأخرة بعد إغلاق يوم الخميس، بعد أن أعلنت عن إعادة شراء بقيمة 110 مليارات دولار وانخفاض أقل من المتوقع في المبيعات العالمية. كما ارتفعت أسهم الشركات الموردة في آسيا، بدءاً من شركة "هون هاي بريسيشن إندستري" (Hon Hai Precision Industry) وصولاً إلى "إل جي إنوتك" (LG Innotek) ، يوم الجمعة بعد التقرير.

متوسط سعر البيع

لا تعطي"أبل" تفصيلات البيانات الجغرافية ولا تكشف عن شحنات "أيفون" بشكل عام، تاركةً محللي الشركات المستقلة لتحليل المعلومات المتاحة. كانت مبيعات "أيفون" هذا العام في الصين أكثر ميلاً نحو الطرازات الأحدث، كما قال تشارلز مون، المحلل في "كاونتربوينت ريسرش" (Counterpoint Research) ، ما أدى إلى ارتفاع متوسط سعر البيع لكل وحدة. قد يساعد ذلك في تفسير كيف يمكن لمبيعات وحدة الشركة أن تنخفض بينما ترتفع إيراداتها.

قال مون: "في الغالب يدعم التحول في مزيج المنتجات رقم الإيرادات". حيث تقدر" كاونتربوينت" سعر "أيفون" العالمي لشركة "أبل" لربع مارس 900 دولار، وهو مستوى مرتفع جديد لهذه الفترة. مُضيفاً:"شكلت الطرازات الجديدة نحو 80% من حصة الربع الأول من 2024 مقابل الثلثين فقط خلال الربع الأول من 2023، ما دفع متوسط سعر البيع إلى الارتفاع".

أدت عودة ظهور شركة "هواوي تكنولوجيز" إلى قلب سوق الهواتف الذكية في الصين منذ الصيف. حيث أعلنت الشركة التي يقع مقرها في شنتشن، وهي أقوى شركة منافسة لـ"أبل" في القطاع المتميز، عن زيادة في الأرباح بمقدار ستة أضعاف خلال ربع مارس كما تصدرت تصنيفات "كناليس" (Canalys) للشحنات في البلاد. مثل شركات البحث الأخرى، لاحظت "كناليس" الانخفاض الكبير في شحنات"أيفون" في الصين.

حث كوك المحللين خلال مكالمة يوم الخميس، على اتخاذ وجهة نظر أطول أجلاً و"غض أنظارهم عن دورة الـ90 يوماً". وقال "ما أراه هو أن الكثير من الناس ينتقلون إلى الطبقة الوسطى" في الصين. من الواضح أن لدينا عملاً هناك للقيام به. أعتقد أنها كانت ولا تزال خلال الربع الأخير، السوق الأكثر تنافسية في العالم ".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك