سجلت شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" (TSMC) لتصنيع أشباه الموصلات أول زيادة في أرباحها منذ عام، بعدما أدى الطلب القوي على الذكاء الاصطناعي إلى إنعاش النمو في أكبر شركة عالمية لتصنيع الرقائق تحت الطلب.
سجلت شركة تصنيع الرقائق، التي تعد الموردة الرئيسية لشركتي "أبل" و"إنفيديا" زيادة بنسبة 9% في صافي دخلها التشغيلي إلى 225.5 مليار دولار تايواني جديد (7 مليارات دولار أميركي) في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، متفوقة بذلك على متوسط توقعات المحللين البالغ 214.9 مليار دولار تايواني جديد.
خلال الأسبوع الماضي، كشفت أكبر شركة في تايوان عن تحقيق أسرع نمو في مبيعاتها منذ عام 2022، ما يشير إلى أن الطلب على الرقائق التي تساهم في تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي بدأ في تعويض تداعيات تراجع سوق الهواتف الذكية، بعدما عانت شركة أبل (التي وفرت ربع إيرادات TSMC في عام 2023) من انخفاض كبير في مبيعات هواتف "أيفون" في الصين.
رهانات الذكاء الاصطناعي
زادت القيمة السوقية لـ"TSMC" بحوالي 340 مليار دولار منذ أدنى مستوى بلغته في أكتوبر 2022، حيث تقدمت بفضل الرهانات على استفادتها بشكل كبير من الطفرة العالمية في تطوير الذكاء الاصطناعي. وحددت الشركة ميزانية الإنفاق الرأسمالي لعام 2024 بين 28 و32 مليار دولار في بداية العام.
"TSMC" تستعيد مكانتها بين أعلى 10 شركات قيمة في العالم
قالت الشركة في يناير إنها تتوقع نمو الإيرادات بنسبة 20% على الأقل هذا العام في ضوء تعافي سوق أشباه الموصلات الأوسع نطاقاً، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين وسط تقلبات الاقتصاد الكلي العالمي.
بالنقيض من ذلك، أبلغت شركة "إيه إس أم إل هولدينغ" (ASML Holding)، يوم الأربعاء، عن تراجع بنسبة 22% في تعاقدات الربع الأول. وتعد "إيه إس أم إل" الموردة الرئيسية والمزودة الوحيدة لآلات صناعة الرقائق الأكثر تقدماً في العالم.
وعلى المدى الطويل، يتوقع المستثمرون استحواذ الرقائق التي تركز على الذكاء الاصطناعي تدريجياً على حصة أكبر من الإيرادات. وقالت "TSMC" في يناير إن إيرادات الذكاء الاصطناعي لديها تنمو بنحو 50% سنوياً.
مع ذلك، حذر بعض المستثمرين من أن المستوى الحالي للطلب على شرائح الذكاء الاصطناعي غير مستدام على المدى الطويل. ولا يزال آخرون يشعرون بالقلق نظراً لحالة التوترات المثارة حول مضيق تايوان، وهو مسطح مائي ضيق يقع بين الصين والجزيرة التي تعتبرها جزءاً من أراضيها.