التوقف بسبب الزلزال الأكبر منذ 25 عاماً في تايوان يثير مخاوف بشأن اضطرابات سلسلة توريد التكنولوجيا عالمياً

"TSMC" توقف تصنيع الرقائق لتقييم تأثير زلزال تايوان

لافتة تحمل شعار شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" - المصدر: بلومبرغ
لافتة تحمل شعار شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أوقفت شركة "تايوان سيميكونداكتور مانوفاكتشورينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing)، المعروفة اختصاراً بـ"تي إس إم سي" (TSMC) بعض عمليات صناعة الرقائق، وأخلت مصانعها بعد أن ضرب أكبر زلزال منذ 25 عاماً الجزيرة الأم التي تحتضن منشآتها، مما أثار مخاوف بشأن اضطرابات سلسلة توريد التكنولوجيا عالمياً.

نقلت "تي إس إم سي"، وهي مورّد تصنيع الرقائق الرئيسي لشركتي "أبل" و"إنفيديا"، الموظفين من مناطق معينة، وقالت إنها تعمل على تقييم آثار الزلزال التي بلغت قوته 7.4 درجة قبالة ساحل تايوان الشرقي. كذلك ذكرت شركة "يونايتد مايكروإلكترونيكس" (.United Microelectronics Corp) المنافسة المحلية الأصغر حجماً في بيان لها أنها أوقفت أيضاً عمل الأجهزة في عدد من مصانعها، وأخلت بعض المنشآت في مركزيها الواقعين في مدينتي هسينشو وتاينان.

يُشار إلى أن الشركات التايوانية، من "تي إس إن سي" إلى "إيه إس إي تكنولوجي هولدينغ" (ASE Technology Holding)، تقوم بتصنيع وتجميع الغالبية العظمى من أشباه الموصلات التي تدخل في صناعة الأجهزة، من "أيفون" إلى السيارات، وذلك من خلال المصانع المعرضة للتأثر بأدنى درجات الزلازل. تؤدي أي هزة أرضية واحدة إلى تدمير دفعات كاملة من أشباه الموصلات دقيقة الصنع. لم تشهد أسعار أسهم "تي إس إم سي" المدرجة بالولايات المتحدة تغييراً ملحوظاً صباح الأربعاء في نيويورك، بينما انخفضت أسعار أسهم "يونايتد مايكروإلكترونيكس" بأقل من 1%.

قال محللو "بلومبرغ إنتليجنس": "الطلب القوي على عمليات العُقدات المتقدمة التي توفرها الشركة سوف يقلص أي آثار مالية" ناجمة عن الزلزال، مما يعكس التوقعات العامة بين المحللين التي تشير إلى تأثير محتمل محدود.

تقييم آثار الزلزال

لا تزال شركات التكنولوجيا في الجزيرة تعمل على تقييم الأضرار الناجمة عن الزلزال الذي دمر عشرات المباني على جانبها الشرقي، وقتل أربعة أشخاص على الأقل. قالت "تي إس إم سي" يوم الأربعاء إن الموظفين بدؤوا في العودة إلى المواقع التي تم إخلاؤها رغم أنها أكدت أنها لا تزال تدرس التأثير. مع ذلك، فإن أي توقف في الإنتاج يهدد بإفساد عملية يمكن أن تفرض عزلة مستمرة وفراغاً يمتد لأسابيع متواصلة (والمقصود عدم تعرضها لأي قوة خارجية)، خاصة بالنسبة لأشباه الموصلات المتطورة، بحسب محللين في بنك "باركليز".

قال المحللان بوم كي سون وبريان تان: "تحتاج بعض الرقائق المتطورة إلى عمليات سلسة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع في حالة فراغ (وهو مصطلح كمي يقصد به عدم التعرض لتأثير أي قوة) لبضعة أسابيع. توقف العمليات في المناطق الصناعية الشمالية في تايوان قد يعني أن بعض الرقائق المتطورة التي يجري إنتاجها قد يصيبها العطب".

تعد تايوان من الدول المعرضة للزلازل كونها قريبة من التقاء الصفائح التكتونية. ومع ذلك، فهي أيضاً مصدر لما يقدر بنحو 80% إلى 90% من أحدث الرقائق المطلوبة للتطبيقات المتقدمة مثل الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي.

مطالب بالتوسع خارجياً

لطالما أشار التنفيذيون في الصناعة والمسؤولون الحكوميون إلى مخاطر تركيز إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة في العالم على جزيرة تعتبر، بصرف النظر عن الصدمات الطبيعية، نقطة اشتعال عسكرية محتملة. أصبح ذلك واضحاً بشكل خاص خلال فترة "كوفيد"، التي أدت إلى تفاقم النقص العالمي في هذه المكونات الحيوية.

كان المسؤولون الأميركيون، الذين يدركون التهديد الذي تواجهه تايوان من حكومة البر الرئيسي الصيني التي تعتبر الجزيرة مقاطعة متمردة، قد حثوا الشركات الأميركية والتايوانية -بما في ذلك "تي إس إم سي"- على التنويع جغرافياً.

لكن مشاريع التوسعة التي تقوم بها "تي إس إم سي" حالياً في اليابان والولايات المتحدة سوف تستغرق وقتاً للوصول إلى سرعتها التشغيلية الكاملة، ولا تزال الشركات الأميركية مثل "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology) تحتفظ بعملياتها الرئيسية في الجزيرة. قالت "ميكرون" إنها تقيّم عملياتها وسلسلة التوريد الخاصة بها، لكن جميع الموظفين بخير.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك