وافقت اليابان على تقديم دعم بقيمة 590 مليار ين (3.9 مليار دولار) لصالح شركة "رابيدوس كورب" (Rapidus Corp)، إذ تخصص المزيد من الأموال لتحقيق طموحها بغية اللحاق بركب تصنيع أشباه الموصلات.
قال وزير الاقتصاد كين سايتو إن التمويل الإضافي سيساعد "رابيدوس" على شراء معدات صناعة الرقائق، وكذلك تطوير عمليات تصنيع الرقائق المتقدمة. يُضاف هذا المبلغ إلى 330 مليار ين من الأموال الحكومية التي تلقتها الشركة الناشئة التي تأسست قبل 19 شهراً ضمن محاولتها طويلة الأمد لإنتاج الرقائق بكميات كبيرة في مقاطعة هوكايدو في أقصى شمال اليابان، لتنافس شركتي "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" و"سامسونغ إلكترونيكس" الرائدتين في المجال.
قال سايتو خلال مؤتمر صحفي دوري يوم الثلاثاء في طوكيو: "إن الجيل المرتقب من أشباه الموصلات التي تعمل عليها شركة رابيدوس هي التكنولوجيا الأكثر أهمية التي ستحدد مستقبل الصناعة اليابانية والنمو الاقتصادي.. هذه السنة المالية مهمة للغاية بالنسبة لشركة رابيدوس".
ارتفعت أسهم شركات تصنيع معدات الرقائق اليابانية بعد الإعلان عن تقديم الدعم، إذ صعد سهم شركة "طوكيو إلكترون" (Tokyo Electron) %3.5، كما ارتفع سهم شركة "ديسكو كورب" (Disco Corp) بنسبة 2.5% خلال التعاملات الصباحية.
قيمة الدعم عبارة عن جزء من نحو 4 تريليونات ين خصصتها اليابان على مدى السنوات الثلاث الماضية لاستعادة بعض براعتها السابقة في صناعة الرقائق، حيث استهدف رئيس الوزراء فوميو كيشيدا تقديم دعم مالي بقيمة 10 تريليونات ين لشركات صناعة الرقائق، إلى جانب القطاع الخاص.
بناء خط تجريبي واستقطاب الباحثين
تعهدت اليابان بتقديم مليارات الدولارات لـ" تي إس إم سي"، أول مصنع في كوماموتو بجنوب اليابان، وكذلك لتوسيع مصنع "ميكرون تكنولوجي" (Micron Technology)، في هيروشيما لتصنيع ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية المتقدمة (دي آر ايه إم).
تعمل التوترات الجيوسياسية المتزايدة على تحفيز الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى توسيع القدرات المحلية لتصنيع أشباه الموصلات، والتي تعتبر بالغة الأهمية لتشغيل السيارات ومحطات الكهرباء وأنظمة الأسلحة، فضلا عن الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية. كما تعهدت الولايات المتحدة أيضاً بتقديم مليارات الدولارات لشركات صناعة الرقائق، لكن التأخير في منح التراخيص وتخصيص إعانات الدعم أدى إلى إعاقة خطط بناء المصانع.
تتعاون "رابيدوس" مع الباحثين اليابانيين في مجال تكنولوجيا النانو والمواد لسد الفجوة مع " تي إس إم سي" في تكنولوجيا التصنيع المتطورة. تمتلك " تي إس إم سي" الحصة الأكبر عالمياً من إنتاج الرقائق المتقدمة عبر مصادر خارجية، في حين تكافح أقرب منافساتها "سامسونغ" لسنوات من أجل اللحاق بالركب.
سيتم استخدام 536.5 مليار ين من أموال الدعم المعتمدة حديثاً لتركيب معدات للخط التجريبي في مصنع "شيتوس" التابع لـ "رابيدوس" واستقطاب باحثين من شركة "انترناشيونال بيزنس ماشينز" (IBM Corp)، إضافةً إلى تقليل أوقات الإنجاز وبناء نظام للتحكم في الإنتاج، وفقاً لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة.
سيتم استخدام المبلغ المتبقي البالغ 53.5 مليار ين لتطوير تقنيات التعبئة والتغليف المتقدمة للمساعدة في الجمع بين شرائح متعددة لتوليد المزيد من القدرات. التغليف هو المجال الذي يجذب المزيد من الاهتمام حيث إن ضغط المزيد من الترانزستورات في شريحة واحدة من السيليكون أصبح مكلفاً بشكل متزايد.
قال سايتو إن الركود الاقتصادي الذي شهدته اليابان خلال ثلاثة عقود وفقدان القدرة التنافسية الدولية كان سببه جزئياً عدم فهم أهمية أشباه الموصلات في التحول الرقمي وإزالة الكربون والأمن الاقتصادي. وأضاف: "ليس من المبالغة القول إن الرقائق هي أساس الصناعات في هذا البلد والعالم".