أزمة نقص الرقاقات.. "سامسونغ" هي المشكلة والحل أيضاً

أزمة نقص الرقاقات تضع سامسونغ في مأزق - المصدر: بلومبرغ
أزمة نقص الرقاقات تضع سامسونغ في مأزق - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

بعد أشهر من شكوى شركات تصنيع السيارات والحكومات الداعمة من نقص الرقاقات الذي أضرَّ بالأعمال، ظهرت شركة أخرى لتُظهر أنَّ شركات تصنيع السيارات ليست وحدها من يُعاني.

وفي هذا الصدد، قال مسؤولون تنفيذيون في اجتماع المساهمين السنوي يوم الأربعاء، إنَّ شركة "سامسونغ الكترونيكس" (Samsung Electronics) قد تقرِّر تأجيل إطلاق هاتفها الذكي الثاني الرائد لهذا العام، إذ يدور الجدل حول ما إذا كان هاتف "غالكسي نوت" (Galaxy Note) القادم سيصدر في النصف الثاني من هذا العام أو سيُؤجَّل حتى عام 2022. وكشف عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي النقاب عن ثلاثة أنواع من هاتفه "غالكسي إس21" (Galaxy S21) في يناير، لذلك لن يؤدي التأخير هنا إلى تدهور أعمال الشركة في مجال الهواتف.

مسألة غير شخصية

أما بالنسبة لشركات تصنيع السيارات، فإنَّ رؤية قطاع آخر متضرِّر أيضاً يُعدُّ بمثابة تأكيد على أنَّ المسألة ليست شخصية ضد قطاع تصنيع السيارات. وقد عبَّرتْ الشركات من أوروبا إلى الولايات المتحدة عن استيائها من حقيقة أنَّ مصنِّعي أشباه الموصلات لم يعطوا الأولوية لرقاقات السيارات على حساب القطاعات الأخرى في سلسلة التوريد العالمية، مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، ووحدات التحكُّم في الألعاب. وفي الواقع، أصبحت شركة "هوندا موتور" (Honda Motor Co) أحدث مثال، فقد ذكرت "رويترز" أنَّها ستعلِّق جزءاً من الإنتاج في منشآتها في أمريكا الشمالية لمدَّة أسبوع واحد بسبب مزيج من العوامل التي تشمل نقص الرقاقات، وازدحام الموانئ، والطقس الشتوي.

واختارت بعض شركات تصنيع السيارات السياسيين للتواصل مع تايبيه لمعرفة ما إذا كان بإمكان الحكومة هناك الاعتماد على مورد الرقاقات الأكثر أهمية في العالم لتسريع الأمور قليلاً. وصرَّحت شركة "تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشرينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co) في يناير أنَّها تعمل على إعطاء الأولوية لإنتاج المكوِّنات التي تدخل في تصنيع السيارات.

إعادة تفكير

لكن بصراحة، تُمثِّل المركبات 3٪ فقط من إيرادات شركة "تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشرينغ" - وكانت سلسلة توريد السيارات نفسها هي التي أخطأت عندما خفَّضت طلبياتها وسط الذعر من الجائحة العالمية التي عصفت بالعالم قبل عام. وكما كتب زميلي "أنجاني تريفيدي" الشهر الماضي، كانت شركة (تويوتا موتور" (Toyota Motor Corp) ذكية بما يكفي للتخلي عن نموذج التصنيع في الوقت المناسب بهدف ضمان وجود مخزون من المكوِّنات، ونتيجة لذلك، فإنَّها ستعاني من الحدِّ الأدنى من الانقطاعات.

وتذكروا أنَّ "سامسونغ" هي الشركة الوحيدة في العالم التي تُصنِّع الهواتف الذكية بالإضافة إلى المكوِّنات الرئيسية التي تدخل فيها "شاشات العرض والرقاقات"، لذلك عندما تنبأ التنفيذيون هناك بحدوث نقص لمدة ستة أشهر، فمن المحتمل أن يكون هناك شيء أكبر يلعب دوراً.

وعلى الرغم من كونها حقيقة، إلا أنَّ مثل هذه القيود المرتبطة بالرقاقات يمكن أن تكون سبباً مناسباً لإعادة التفكير في جدول إصدار منتجات "سامسونغ"، لا سيَّما بالنظر إلى أنَّه كان من المفترض إطلاق هاتف "نوت" في الوقت نفسه تقريباً مع إطلاق هاتف "آي فون" (iPhone) السنوي من شركة "آبل" (Apple Inc)، كما تمَّ إصدار هاتف رائد آخر في وقت سابق من هذا العام، وهناك أيضاً تحذير موجَّه لمورِّدي الرقاقات - وبعضهم من المنافسين أيضاً - من أنَّ الفشل في مواكبة الطلب سيضرُّ بهم جميعاً.

مفتاح الحل

كنت أتوقَّع أنَّ من بين الدوافع القيام بمناورة تهدف إلى تحفيز أمثال شركة "تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشرينغ" لتوسيع استطاعتها الإنتاجية بشكل أكبر، فقط من أجل الإفراط في الإنتاج، والوقوع في التكاليف، إلا أنَّ الشركة التايوانية ليست غبية، ولديها سجل حذر في التوسع، وبالنسبة لشركة "سامسونغ"، فقد يكون الجانب السلبي هو مجرد فقدان المصداقية الذي يتأتى من الكذب.

أياً كان السبب، فإنَّه يدلّنا على أنَّ صانع رقاقات رئيسي يتمتَّع بمعرفة وثيقة بجميع جوانب تصنيع الإلكترونيات. ويقول، إنَّه قد يُعاني من النقص بعد نصف عام من إطلاق منتج رئيسي. بمعنى آخر، يجب أن نأخذ كلامه على محمل الجد مع التزام الحذر، وإذا كانت هناك شركة واحدة يمكنها حل مشكلات توريد الرقاقات الخاصة بها، فهي شركة "سامسونغ".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك