يحتوي تطبيق "أبل سبورتس" على خصائص أساسية فقط وبدائية بالنسبة للخدمات التي تقدمها تطبيقات منافسة

"أبل" تراهن على تطبيق رياضي جديد يلفه الغموض

ليونيل ميسي يلوّح للجماهير فيما تنظر مذيعة "أبل تي في" مليسا أورتيز والمغني مارك أنطونيو إلى ملعب "درايف بينك" - المصدر: بلومبرغ
ليونيل ميسي يلوّح للجماهير فيما تنظر مذيعة "أبل تي في" مليسا أورتيز والمغني مارك أنطونيو إلى ملعب "درايف بينك" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

مع انطلاق موسم جديد في دوري النخبة الأميركي لكرة القدم (MLS)، أطلقت شركة "أبل" تطبيقاً رياضياً جديداً. وقال مديرها التنفيذي إيدي كيو في بيان صحفي إن الشركة ابتكرت تطبيق "أبل سبورتس" (Apple Sports) لتقدم لمشجعي الرياضة ما يريدونه، تطبيقاً يوفر الحصول على نتائج المباريات وإحصائياتها بسرعة بالغة.

على الرغم من أن "كيو" محق في أن مشجعي الرياضة يرغبون في ذلك، فإنهم يحصلون على هذه المعلومات فعلاً من تطبيقات رياضية أخرى عديدة. وحقيقةً، يبدو التطبيق الذي طورته "أبل" بدائياً نسبياً عند مقارنته بالتطبيقات المنافسة مثل "إي إس بي إن" (ESPN). ولن يستفيد مشجعو كرة القدم من تطبيق يتجاهل إظهار بيانات دوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي، والعديد من البطولات الكبرى الأخرى بين البيانات التي يقدمها.

ويرى مشجعو الرياضة الأميركيون أن التطبيق في الفترة الحالية يفتقر إلى بيانات عن الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (NFL) ودوري البيسبول الرئيسي (MLB)، رغم إصرار "أبل" على إتاحة البيانات في الوقت المناسب للموسم المقبل لكل من الرياضتين، علماً بأن موسم التدريب الربيعي لدوري البيسبول الرئيسي بدأ يوم الخميس الماضي.

جذب الاهتمام لكرة القدم

فما القصة إذاً؟ لماذا تشعر "أبل" بعد أكثر من 17 عاماً على إصدار "أيفون"، و8 سنوات من طرح تطبيق إخباري، أن الوقت قد حان الآن لطرح تطبيق رياضي لا يحتوي إلا على الخصائص الأساسية، ولا يشمل بعض أكبر البطولات في العالم؟

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يتجه لفرض غرامة على "أبل" بـ540 مليون دولار

هناك فرضية بأن التطبيق يهدف إلى زيادة الاهتمام بدوري النخبة لكرة القدم، الذي صار يُعرف باسم عرض ليونيل ميسي. فقد شهدت البطولة زيادة في معدلات المشاهدة، وحضور المباريات، ومبيعات المنتجات الرياضية للأندية، منذ انضمام اللاعب الأرجنتيني إليها في العام الماضي. إلا أنها لا تزال بديلاً مملاً بالنسبة للبطولات سريعة الإيقاع في أوروبا. ويمكن استخدام تطبيق "أبل سبورتس" للتذكير أولاً بأن مباريات الدوري جارية، وثانياً أنها تعرض الآن على تطبيق "أبل تي في" (Apple TV).

هذا أقل ما قد تتوقعه. ومع ذلك، بالنظر إلى صفحة المباراة الافتتاحية لدوري النخبة (بين فريقي "إنتر ميامي"، الذي يلعب له ميسي، و"ريل سولت ليك") تجد أن التطبيق لا يشير إلى إذاعتها على "أبل تي في"، ولا يوجد رابط للاشتراك، ولا محتوى ثري آخر.

تطبيق يفتقر الميزة الأساسية

حقيقةً، لا تحتوي أي أحداث رياضية موجودة على التطبيق حتى الآن على أي إشارة للمشجعين إلى طريقة مشاهدتها، وهي ميزة مطلوبة كي تجعل التطبيق الذي طورته "أبل" يستحق تحميله. فأن تكون مشجعاً لكرة القدم في عهد البث المباشر يعني أن تبحث باستمرار عبر محرك بحث "غوغل" عن أي خدمة من 5 خدمات بث مختلفة على الأقل قد تعرض مباراة بعينها. ويتعلّم مشجعو الرياضات الأميركية ذلك ببطء أيضاً، حيث تنتشر مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية على القنوات التقليدية ذات الاشتراك المدفوع، وتطبيق "بيكوك" (Peacock) التابع لشبكة "إن بي سي" (NBC)، وخدمة "برايم فيديو" (Prime Video) التابعة لشركة "أمازون".

سيتفاقم هذا الارتباك، وتزيد تلك النفقات؛ فهناك مشروع مشترك مرتقب بين "إي إس بي إن" (ESPN) و"فوكس" و"وارنر برذرز ديسكفري" قد يصل اشتراكه إلى 50 دولاراً شهرياً، وفقاً للتقارير الإخبارية، إذا استطاع أن يكسب إحدى دعاوى مكافحة الاحتكار. لكن يبدو أن تطبيق "أبل"، في شكله الحالي على الأقل، لا يميل إلى مساعدة المشاهدين على استطلاع خياراتهم أو تبسيط مدفوعاتهم.

هل يتحول إلى تطبيق للمراهنة؟

بذلك، تتبقى فرضية أخيرة شكلت لي مفاجأة كبيرة، أن يكون التطبيق للمراهنة. فعندما تنقر على كل مباراة في التطبيق، وقبل أن تظهر لك أي تفاصيل أخرى -مثل موعد بدايتها أو أي معلومات بشأن تشكيل الفريق- ترى قائمة باحتمالات المراهنة.

اقرأ أيضاً: "أبل" بصدد تسوية دعوى ضد "ريفوس" الناشئة بشأن سرقة أسرار تقنية

هذه القائمة للعرض فقط في الفترة الحالية، فلا يمكنك المراهنة من داخل التطبيق، ولا هو ينقلك إلى أي موقع آخر يمكنك فيه المراهنة. تقدم شركة "درافت كينغز" (DraftKings) هذه الرهانات، إلا أن أي إشارة إليها مُخفاة في إعدادات التطبيق.

لمَ قد تشارك "درافت كينغز" في مثل هذه الصفقة؟ إنها خطوة صغيرة في اتجاه عقد شراكة أكبر قد تشهد توجه الملايين من مشجعي الرياضة الذين يملكون هواتف "أيفون" إلى قطاع المراهنات الرياضية على الإنترنت الذي شهد طفرةً، والذي أُفسح له المجال بعد مواءمة قوانين المراهنة في الولايات المتحدة مع الدول الأخرى.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

منجم إيرادات محتمل

بينما تتوقع "أبل" مستقبلاً يُحتمل أن تُحرم فيه من الحصول على حصة كبيرة من مبيعات متجر تطبيقاتها "آب ستور" (App Store)، فإنها تراقب عن كثب مصدراً محتملاً لأرباح طائلة.

اقرأ أيضاً: ميسي ينفي دوافع سياسية لعدم مشاركته في مباراة هونغ كونغ

في العام الحالي، من المتوقع أن تحقق تطبيقات المراهنة على الإنترنت في الولايات المتحدة إيرادات أكثر قليلاً من 14 مليار دولار، مصدرها إجمالي أموال الرهانات بعد خصم مكاسب الفائزين، وفق شركة "إنسايدر إنتليجنس" (Insider Intelligence).

أرى أن ذلك يدعو إلى الدهشة، فهذه خطوة تخالف صورة العلامة التجارية التي بنتها "أبل" بشق الأنفس طوال العقود الماضية. وهنا يكمن خطر كبير، حتى لو حافظت الشركة على الابتعاد عن نشاط تلقي الرهانات. فخلال نشأتي في المملكة المتحدة، شاهدت صديقاً تلو الآخر يتكبدون خسائر طائلة، حيث أصبحت المراهنة على كل جوانب المباريات تقريباً ممكنة بمجرد نقرة على الشاشة. حياة كثير من الناس سوف تتحطم، لا مفر من ذلك. وأظن أن بعض الفرص تدر أرباحاً طائلة بحيث لا يمكن تفويتها.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك