تراجعت أرباح شركة "سامسونغ إلكترونيكس" للربع الرابع على التوالي في الفصل الماضي الذي شهد موسم العطلات، وذلك بعد أن حقق الانتعاش الذي طال انتظاره في الطلب على الرقائق والإلكترونيات عوائد أقل من المتوقع لأكبر شركة مُصنعة لشرائح الذاكرة في العالم.
قالت "سامسونغ" التي تعد الأكبر من حيث القيمة السوقية في كوريا الجنوبية إن صافي الدخل انخفض 74% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام إلى 6.02 تريليون وون (4.5 مليار دولار)، بعدما سجل قطاع الرقائق الأساسية خسارة قدرها 2.18 تريليون وون، وهو ما تجاوز توقعات المحللين، وفق بلومبرغ.
وبلغت الأرباح التشغيلية للشركة 2.8 تريليون وون من مبيعات بقيمة 67.8 تريليون وون، متماشية مع البيانات الأولية التي كشفت عنها "سامسونغ" في بداية الشهر الجاري. وانخفضت الأسهم قرابة 1.4%، وهي الآن عند مستوى أقل من أداء مؤشري "كوسبي" الأوسع نطاقاً و"إم إس سي آي" للأسهم الآسيوية.
انتعاش مخيب لسوق الرقائق
تأتي هذه النتائج المخيبة بعدما توقعت "سامسونغ" في أكتوبر الماضي أن تنتعش سوق الرقائق وشرائح الذاكرة التي تعاني منذ فترة طويلة وتبلغ قيمتها 160 مليار دولار تدريجياً في عام 2024، مدفوعة بطفرة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
وفي عام 2021، كشفت "سامسونغ" أنها ستبدأ الإنتاج الضخم في مصنعها الجديد للرقائق في تايلور بولاية تكساس النصف الثاني من عام 2024. لكنها عادت وأجلت هذه الخطوة في ديسمبر الماضي وسط معاناة القطاع من نقص عمال البناء ذوي الخبرة وفنيي تركيب الآلات وتعثر الطلب.
ركود عالمي في قطاع أشباه الموصلات
كانت "سامسونغ" في قلب الركود الذي اجتاح صناعة شرائح الذاكرة حول العالم، البالغة قيمتها 160 مليار دولار، ما يُعتبر مؤشراً للتراجع على نطاق أوسع بعد طفرة نشاط الإنترنت ومبيعات الأجهزة خلال فترة تفشي وباء كوفيد. وأدت مخاوف التضخم والركود العام الماضي إلى تراجع سريع للإنفاق الاستهلاكي والتجاري، الذي أضرّ منذ ذلك الحين بمبيعات الإلكترونيات في جميع أنحاء العالم.
وأعلنت الشركة في أبريل الماضي عن تكبّد قسم أشباه الموصلات، وهو الأكبر عموماً لديها، خسارة غير مسبوقة بلغت 4.58 تريليون وون.
مع ذلك، ما تزال "سامسونغ" تعتزم مضاعفة قدرتها على صنع رقائق ذاكرة ذات النطاق الترددي العالي، حيث تملك القدرة اللازمة على تسريع عمليات تدريب الذكاء الاصطناعي خلال العام الحالي، وتسعى لتعزيز مكانتها بطريقة تسمح لها بالاستفادة مما تتوقع أن يكون ازدهاراً للإنفاق التكنولوجي المرتبط بالذكاء الاصطناعي، بفضل حماس المستثمرين والمستهلكين لهذه التقنيات.