سيجري التحقيق في جهود شركة "فودافون غروب" لدمج وحدتها في المملكة المتحدة مع شركة "ثري" التابعة لـ"سي كيه هوتشيسون هولدينغز"، لإنشاء أكبر شركة تشغيل لخدمات الهاتف المحمول بالبلاد من حيث الإيرادات، من قبل هيئة مراقبة مكافحة الاحتكار البريطانية.
أعلنت هيئة المنافسة والأسواق أمس بدء المرحلة الأولى من عملية مراجعة عملية الاندماج للمشروع المشترك المقترح، بعد شهور من طلب الهيئة آراء من السوق بشأن الصفقة. يبدأ العد التنازلي لواحدة من أكثر مراجعات مكافحة الاحتكار متابعة بشدة خلال 2024، في ظل موعد نهائي أولي بحلول 22 مارس المقبل. وصعدت أسهم فودافون 1.5% بفضل الإعلان عن بدء التحقيق.
صعوبات كبيرة
قد تواجه الصفقة مع عائلة الملياردير كا شينغ لي في هونغ كونغ صعوبات كبيرة للحصول على موافقة الهيئة التنظيمية في المملكة المتحدة، والتي عبرت في السابق عن مخاوفها إزاء تراجع عدد شركات تشغيل الشبكات. منعت الهيئة الرقابية الأوروبية محاولة سابقة من قبل "ثري" لشراء شركة "أو2" (O2) خلال 2016، حيث اتخذت الهيئة القرار حينها نيابة عن المملكة المتحدة قبل حدوث "بريكست". كان أحد الأسباب الرئيسية هو أن الصفقة ستخفض عدد شركات تشغيل شبكات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة من 4 إلى 3 شركات، وهي نفس مخرجات الصفقة الحالية.
في الوقت الحالي، سارعت شركات تزويد خدمات الاتصالات للتأكيد على مدى تخلف سوق الهاتف المحمول في المملكة المتحدة عن الركب، وكيف يمكن لشركة التشغيل الممولة جيداً المنافسة محلياً بصورة أفضل. وسلطت الشركات الضوء على بحث أُجري خلال 2023 كشف أن المملكة المتحدة لديها أبطأ سرعات تحميل البيانات وسط مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.
قال أحمد عصام، الرئيس التنفيذي لشركة فودافون في المملكة المتحدة: "من خلال الجمع بين الشبكات، ستضخ ثري يو كيه وفودافون يو كيه 11 مليار جنيه إسترليني (14 مليار دولار) من الاستثمار الذي سيساعد البلاد على سد فجوة الجيل الخامس مع البلدان الأوروبية الرائدة وتحقيق تطلعاتها إلى أن تصبح رائدة مجال الاتصال الرقمي".
أمام هيئة أسواق المال حتى 22 مارس لتقرير ما إذا كانت ستحيل الصفقة لمرحلة إجراء تحقيق متعمق. أوضحت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة أسواق المال، أن التحقيق سيقيم إلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا الاندماج بين الشبكات المتنافسة على المنافسة قبل تحديد التدابير التالية. ربما تستغرق المرحلة الثانية من التحقيق 6 شهور أخرى لإصدار النتائج النهائية.
منافسة قوية
تتنافس فودافون و"ثري" مع المنافتسين الأكبر "بي تي غروب" (BT Group) و"فيرجن ميديا أو2" (Virgin Media O2)، المملوكة بصورة مشتركة لشركتي "ليبرتي غلوبال" و"تيليفونيكا" بعد دمج أعمالهما البريطانية خلال 2021. على عكس "فودافون" و"ثري"، تملك "بي تي" و"فيرجين ميديا أو2" أيضاً شبكات هواتف ثابتة لبيع النطاق العريض للمستهلكين.
ذكر روبرت فينيغان، الرئيس التنفيذي لشركة "ثري يو كيه": "نثق بأن هذه الصفقة ستجلب فوائد هائلة لعملائنا والبلاد والمنافسة، ونتطلع إلى العمل بطريقة وثيقة مع هيئة أسواق المال أثناء مراجعة إخطارنا".
من المنتظر أيضاً أن تخضع الصفقة لمراجعة من نظام الأمن القومي الجديد في المملكة المتحدة، الذي يتمتع بسلطة الرفض. تفحص الحكومة الآثار الأمنية للصفقات التي تنطوي على تكنولوجيات حساسة بما فيها الاتصالات.
