طلبات الشراء بلغت 10 مليارات دولار في الربع الرابع مدفوعة بالطلب على آلالات الشركة الأكثر تقدماً

انتعاش أشباه الموصلات يقفز بالطلب على "إيه إس إم إل" 3 أضعاف

المقر الرئيسي لشركة "إيه إس إم إل" ومصنعها في فيلدهوفن، هولندا - المصدر: بلومبرغ
المقر الرئيسي لشركة "إيه إس إم إل" ومصنعها في فيلدهوفن، هولندا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت طلبات شركة "إيه إس إم إل هولدينغز" (ASML Holding NV) بأكثر من ثلاثة أضعاف في الربع الأخير من 2024 مقارنة بالربع السابق، وهو ما يعد مؤشراً على انتعاش صناعة أشباه الموصلات.

بلغت طلبات الشراء مستوى قياسياً قدره 9.19 مليار يورو (9.98 مليار دولار) في الربع الرابع، مقارنة بـ2.6 مليار يورو في الثلاثة أشهر من يوليو إلى سبتمبر، مدفوعة بالطلب على آلاتها الأكثر تقدماً، حسب بيان صدر يوم الأربعاء عن شركة تكنولوجيا الأكثر قيمة في أوروبا.

تعد "إيه إس إم إل" الشركة الوحيدة التي تنتج المعدات اللازمة لصُنع أشباه الموصلات الأكثر تطوراً، كما أن الطلب على منتجاتها يعتبر مؤشراً على صحة الصناعة. تُظهر الطلبات القياسية على آلات الطباعة الحجرية فوق البنفسجية القصوى تفاؤلاً بين أكبر العملاء لتلك التكنولوجيا، بمن فيهم "إنتل" و"سامسونغ إلكترونيكس" و"تايوان لصناعة أشباه الموصلات".

قال الرئيس التنفيذي بيتر وينينك في مقابلة أجراها مع تلفزيون "بلومبرغ"، إن الذكاء الاصطناعي، الذي يتطلب كميات هائلة من القدرة الحاسوبية، سيكون محركاً كبيراً لأعمالنا وأعمال عملائنا.

ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 7.5% في أمستردام، وهي أكبر زيادة منذ نوفمبر 2022.

يظهر صُناع الرقائق تفاؤلاً متزايداً بشأن توقعات القطاع بعد الركود الذي يعود إلى فترة الجائحة، حيث توقعت شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" الأسبوع الماضي نمواً قوياً في الإيرادات خلال 2024.

كانت حجوزات "إيه إس إم إل" في الربع الأخير أكثر بكثير من متوسط تقديرات المحللين، الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم، البالغة 3.6 مليار يورو. وبلغت طلبات شراء آلات الطباعة الحجرية فوق البنفسجية الأكثر تقدماً في تلك الفترة 5.6 مليار يورو.

قال المدير المالي للشركة روجر داسن في بيان مصاحب لنتائج الأرباح، إن "مستويات المخزون في الأسواق النهائية تتحسن، وبالتأكيد مستواها أفضل مما كانت عليه قبل ربعين سنويين".

تعافي صناعة الرقائق

تعد نتائج "إيه إس إم إل" أحدث دليل على تعافي صناعة الرقائق. فقد توقعت رابطة صناعة أشباه الموصلات هذا الشهر ارتفاع مبيعات الرقائق المقدرة في نوفمبر بعد أكثر من عام من الانخفاض.

وأفادت الشركة أن صافي المبيعات ارتفع إلى 27.6 مليار يورو العام الماضي، بزيادة قدرها 30% عن 2022.

قال وينينك إن "2023 كان عامنا الأفضل، فنحن لن نرى نمواً بنسبة 30% أخرى خلال 2024". كانت "إيه إس إم إل" قد توقعت سابقاً نمواً ثابتاً هذا العام قبل التمتع بعام لافت في 2025.

ارتفاع الطلب من الصين

استفادت الشركة أيضاً من الطلب القوي القادم من الصين العام الماضي، حيث سارعت شركات صناعة الرقائق هناك للحصول على آلات الطباعة الحجرية قبل فرض قواعد التصدير الهولندية الهادفة إلى عرقلة طموحات بكين في مجال أشباه الموصلات.

ساعد ارتفاع الطلب الصيني في تعويض تأثيرات تباطؤ صناعة الرقائق العالمية على "إيه إس إم إل"، وهي الشركة الوحيدة التي تنتج المعدات اللازمة لإنتاج معظم أشباه الموصلات المتقدمة.

قال محللو "سيتي غروب"، ومن بينهم أندرو غاردينر، في مذكرة للعملاء، إن السوق كانت تتوقع ارتفاع الطلب في النصف الأول من 2024، لكنه ارتفع في وقت أبكر.

توقع بنك "سيتي غروب" أن توفر الطلبات في الربع الرابع الثقة اللازمة للسوق لتوقع نمو قوي في 2025 وارتفاع الأسهم بالتبعية.

استحوذت الصين على 39% من مبيعات "إيه إس إم إل" في الربع الرابع، وأصبحت أكبر سوق للشركة التي يقع مقرها في فيلدهوفن في 2023. وشكلت الصين 8% فقط بين شهري يناير ومارس.

قال داسن إن الأعمال التجارية مع الصين في 2023 قوية للغاية.

قيود التصدير إلى الصين

استهدفت الجهود الأميركية شركة "إيه إس إم إل" للحد من صادرات التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، وهي واحدة من أكبر أسواق الشركة ومقرها فيلدهوفن. حثت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خلال العام الماضي الحكومة الهولندية على منع "إيه إس إم إل" من شحن بعض آلات الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية، وهي ثاني أكثر آلاتها قوة، إلى الصين دون ترخيص.

كان لدى الشركة المصنعة الهولندية تراخيص لشحن ثلاث آلات طباعة حجرية متطورة من طراز "دي يو في" (DUV) إلى شركات صينية قبل هذا الشهر، حينما دخلت القيود الجديدة حيز التنفيذ الكامل. مع ذلك، تواصل المسؤولون الأميركيون مع "إيه إس إم إل" في أواخر العام الماضي لمطالبتهم بوقف الشحنات المقررة لبعض الآلات إلى عملاء صينيين فوراً، بحسب ما نقلته "بلومبرغ" سابقاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.

تتوقع "إيه إس إم إل"، التي تخضع لقيود بالفعل على بيع أكثر أجهزتها العاملة بالأشعة فوق البنفسجية تطوراً إلى الصين، أن يتأثر 15% تقريباً من مبيعات الصين هذا العام بتدابير مراقبة الصادرات الجديدة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك