تستكشف شركة "سامسونغ إلكترونيكس" تطوير وسائل لقياس نسبة الجلوكوز في الدم بدون وخز، بجانب الفحص المستمر لضغط الدم، واضعة نصب أعينها أهدافاً طموحة في مجال الرعاية الصحية، في ظل منافستها لشركة "أبل" وعمالقة التكنولوجيا الأخرين.
قال هون باك، المدير التنفيذي لشركة "سامسونغ"، والذي يشرف على هذه الجهود، إن عملية التطوير جزء من حملة أوسع لإضافة ميزات صحية في مجموعة من الأجهزة، بما فيها جهاز "غالاكسي رينغ" (Galaxy Ring) الذي أعلن عنه حديثاً.
تهدف الشركة في النهاية إلى تزويد المستهلكين بصورة شاملة عن حالتهم الصحية عبر أجهزة الاستشعار الموجودة على أجزاء مختلفة من الجسم وفي شتى أنحاء المنزل.
تتبع الحالة الصحية
يعد تتبع الحالة الصحية نقطة بيع رئيسية بالفعل للهواتف الذكية والساعات، حيث تستخدم كل من "سامسونغ" و"أبل" و"غوغل"، التابعة لـ"ألفابت"، هذه الميزات لجذب العملاء والاحتفاظ بهم.
لا شك أن إنشاء أجهزة استشعار للتتبع المستمر لضغط الدم والجلوكوز، خطوة قيمة بشكل خاص. تعمل شركة "أبل" منذ سنوات على تطوير قارئ لمستوى الجلوكوز في الدم دون مطالبة المستخدمين بوخز جلدهم للحصول على قطرات دم، وهي بشرى محتملة لملايين مرضى السكري.
قال باك، رئيس قسم الصحة الرقمية عبر الهواتف المحمولة لدى "سامسونغ"، خلال مقابلة واسعة النطاق: "إذا تمكنا من قياس ضغط الدم والجلوكوز بشكل مستمر، فسيكون وضعنا مختلف تماماً، أعتقد أن هذا هو المكان الذي يسعى الجميع للوصول إليه، ونحن نستثمر بكثافة لتحقيق ذلك".
لم يعلق باك على الجدول الزمني للميزتين، لكنه قال إنه يأمل في إطلاق تقنية مراقبة مستوى الجلوكوز في الدم بدون وخز الجلد بشكل ما خلال 5 سنوات. موضحاً "نحن ننظر إلى كل شيء بدءاً من تصغير التكنولوجيا إلى مختلف منصات التكنولوجيا المختلفة التي يمكنها مراقبة مستوى الجلوكوز نوعاً ما، أو أي شيء آخر في المنتصف".
خواتم ذكية
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان "سامسونغ" الأسبوع الماضي أنها تعمل على خاتم مزود بمستشعرات تتبع الوضع الصحي. قال باك إنه من المقرر إطلاق "غلاكسي رينغ" (Galaxy Ring) قبل نهاية 2024، وسيتوفر بمجموعة من الألوان والأحجام. وتستهدف الشركة تتبع نشاط الجسم وجودة النوم من خلال هذا الخاتم، بجانب ميزات صحية أكثر في المستقبل.
توفر الخواتم الذكية المقدمة من شركات مثل "أورا" (Oura) بديلاً لأولئك الذين لا يحبون ارتداء الساعات لكنهم يرغبون في تتبع مؤشراتهم الصحية وأنماط نومهم.
أوضح باك أن "الخاتم يناسب الأشخاص الراغبين في تتبع مؤشراتهم الصحية بطريقة أكثر راحة وأقل إزعاجاً.. فهو يلبي حاجة فئة محددة من الأشخاص الذين يرغبون في تتبع وقياس مؤشراتهم الصحية لكن بطريقة مختلفة".
قال باك إن "سامسونغ" لم تحدد بعد السعر النهائي لـ"غلاكسي رينغ"، لكنها، على غرار ساعات "غلاكسي" التابعة للشركة، ربما لا تتوافق مع هواتف "أيفون" التابعة لـ"أبل".
قياس ضغط الدم
يمكن أن يكون تطوير جهاز مراقبة نسبة السكر في الدم مهمة أكثر تحدياً، لكنها قد تنطوي على مكاسب كبيرة. يذكر أن المنتجات الحالية المتوفرة في السوق تتطلب عادةً سحب دم أو وخز الجلد، وهي عملية مزعجة. أفادت "بلومبرغ" أن "أبل" تعمل على توفير منتج لا يحتاج وخز الجلد منذ 2010 تقريباً، وقد حققت تقدماً كبيراً منذ ذلك الحين. ومع ذلك، لا يزال يحتاج المنتج لأعوام لحين إطلاقه في السوق.
تعمل الشركتان أيضاً على تحسين قياس ضغط الدم، حيث توفر ساعات "سامسونغ" الذكية إمكانية قياس ضغط دم المستخدم منذ فترة طويلة، لكن دقة القياس ليست منتظمة طوال اليوم وتتطلب استخدام جهاز قياس ضغط الدم المستقل.
قال باك إن "سامسونغ" تقيم كافة الخيارات لتحسين ميزات قياس ضغط الدم لديها. يكمن الهدف من هذا الأمر في الحفاظ على دقة القياس لفترة أطول دون الحاجة إلى استخدام جهاز مستقل. وبهذا السياق، قال باك: "لقد فكرنا طويلاً وبشكل جدي في الأمر".
أجهزة استشعار متنوعة
في الوقت نفسه، تخطط شركة "أبل" لإضافة ميزة اكتشاف ارتفاع ضغط الدم إلى ساعتها الذكية في نهاية العام الجاري بطريقة لا تتطلب استخدام جهاز المعايرة، لكنها لا تقدم أيضاً قراءات دقيقة، وبدلاً من ذلك ستخطر الساعة المستخدمين بأنهم قد يعانون من ارتفاع ضغط الدم. لم يكن توسع "أبل" في مجال التكنولوجيا الصحية سلساً تماماً، فقد سحبت مؤخراً ميزة قياس الأكسجين في الدم من "أبل ووتش" بعد تعثر قانوني في نزاعها بشأن براءة الاختراع مع شركة "ماسيمو" (Masimo).
وقال باك إن قراءات ضغط الدم التقليدية ليست "ذات معنى كبير" بخلاف إظهار نطاق طبيعي وغير طبيعي. وأضاف أنه "سواء كانت (أبل) أو غيرها، أعتقد أننا نحاول إعادة تعريف ضغط الدم بالطريقة التي كان قائماً عليها أصلاً، وهي: ما مدى خطورة إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية؟".
تدرس "سامسونغ" أيضاً مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار للإصدارات المستقبلية من سماعات الأذن الخاصة بها. كما تدرس طرقاً جديدة لقياس درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب، مضيفة أن الأذن هي الطريق الأقرب إلى القلب من المعصم. بالتالي يمكن دمج البيانات الواردة من الأذن مع بيانات المعصم والبيانات المحيطة لتزويد المستخدمين بصورة أكثر شمولاً عن صحتهم.
وأوضح أن سماعات الواقع المختلط قد توفر مجالاً جديداً للصحة أيضاً. حيث تستعد "أبل" لإطلاق نظارتها الأولى "فيجين برو" (Vision Pro) في السوق الأسبوع المقبل مقابل 3,499 دولار.
وأفاد أن التأمل والصحة العقلية قد يكونان مجالين رئيسيين لمثل هذه الأجهزة، مضيفاً "نحن نبحث الآن عن شراكات للتعامل مع الأمر".