كانت 2023 سنةً ممتازةً لأسهم مجموعة "العظماء السبعة"، "أبل" و"ألفابيت" و"إنفيديا" و"ميتا" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"تسلا"، التي استفادت بشكل رئيسي من طفرة الذكاء الاصطناعي. قادت هذه الأسهم مكاسب مؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك 100"، حيث صعد هذان المؤشران بنحو 23% و40% على التوالي خلال 2023، فيما تراوحت مكاسب أسهم "العظماء السبعة" بين نحو 40% و225%.
تتباين التوقعات بشأن أداء هذه الأسهم السبعة في 2024، ويبرز بشكل رئيسي الرأي القائل بأن توجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لقيادة "هبوط سلس"، سيقلل من هيمنة التكنولوجيا على نمو سوق الأسهم، إذ بدأت أهمية هذه الأسهم كملاذات آمنة تتلاشى مع تراجع المخاوف من حصول ركود.
منافسة حادة من خارج المجموعة
يبدو هذا الترجيح منطقياً، خصوصاً إذا ما أضفنا إليه عامل المنافسة الحادة التي تتعرض لها بعض هذه الشركات. "أبل" مثلاً تتعرض لمنافسة قوية من "هواوي" و"سامسونغ" وغيرهما. كان مصرف "باركليز" قد خفّض تصنيفه لأسهم "أبل" قبل أيام، وعزا محللوه السبب في ذلك إلى "النظرة السلبية تجاه حجم الطلب على طرازات (أيفون 15)، كما أن ليس هناك أي ميزات أو ترقيات من المحتمل أن تجعل (أيفون 16) أكثر جاذبية".
شركة "تسلا" بدورها ترزح تحت وطأة منافسة حادة من "بي واي دي" (BYD) الصينية، وهو ما عكسته أرقام مبيعاتها خلال الربع الأخير من 2023. بلغ عدد السيارات التي سلمتها "تسلا" 484,507 سيارات في الأشهر الثلاثة الماضية، فيما باعت "بي واي دي" 526,409 سيارات كهربائية بالكامل خلال ربع السنة ذاته، لتتصدر مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً للمرة الأولى.
الأمر ليس مختلفاً بالنسبة إلى "إنفيديا"، التي تبدو سيطرتها على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي مهددةً بعد سعي المنافسين إلى إنتاج رقائق بقدرات فائقة، ومن بينها شرائح "غودي 3" (Gaudi 3) التي ستنتجها "إنتل"، والتي ستنافس شرائح "إتش 100" (H100) الشهيرة من "إنفيديا".
للوقوف على تفاصيل ما ينتظر هذه الأسهم خلال 2024، رصدت "الشرق" توقعات بعض كبريات المؤسسات المالية العالمية حول أداء "العظماء السبعة" في 2024:
كارمينياك:
بعد جولة جامحة لـ"العظماء السبعة"، تبدو الظروف مواتية لتوسع رقعة الأسهم التي تقود النمو. الاستمرار في الاعتماد على عدد من الأسهم ذات الأداء الجيد قد ينطوي على مخاطر، ويجب اعتماد استراتيجية استثمارية متنوعة (barbell approach)، ما يعني الاستثمار بالقطاعات الدفاعية كالقطاعات المنتجة للسلع الرئيسية وقطاع الرعاية الصحية من جهة، والاستثمار بالأسواق الناشئة التي تمتلك القدرة على تحقيق عوائد مرتفعة من جهة أخرى.
تشارلز شواب:
تستمر الأسهم العالمية بالتفوق على الأسهم الأميركية من حيث الأداء، وفي حال تباطأ أداء "العظماء السبعة"، وهو أمر مرجح ما لم يقم "الاحتياطي الفيدرالي" بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد خلال 2024، فإن تفوق أداء الأسهم العالمية على الأميركية سيكون أكثر وضوحاً.
دي دبليو إس:
تفوق الأسهم الأميركية على الأسهم الأوروبية من حيث الأداء مؤخراً، يرجع بشكل حصري تقريباً إلى الأداء الجيد لأسهم "العظماء السبعة"، ومن غير المرجح أن يتغير التأثير القوي لهذه الأسهم كثيراً في عام 2024.
جيفريز:
نحن على يقين بأن أسهم مجموعة "العظماء السبعة" ستواصل أداءها الجيد. تُصنف أسهم التكنولوجيا عادةً كأسهم نمو، لكننا نعتبرها أيضاً أسهماً ذات جودة عالية، ما سيجعلها تستفيد من توجه الاستثمارات في سوق الأسهم نحو الأصول ذات الجودة العالية.
إل جي آي إم:
تفوق أداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بفضل أداء أسهم "العظماء السبعة" على أداء النسخة التي تمنح وزناً متساوياً لكل من شركات المؤشر (equal weighted version). يشير هذا التفاوت إلى أن الاختيار الحكيم للأوراق المالية في سوق الأسهم سيكون محورياً في العام الجديد.
تالباكن كابيتال:
نتوقع أن يرتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ليصل إلى 4900 نقطة بنهاية 2024، ومع أنه يجب التخفيف من تركيز الاستثمارات في أسهم محددة، إلا أن شركات التكنولوجيا الكبرى لا تزال تشكل فرصة استثمار جيدة. نتوقع بعض التقلص في نسبة السعر إلى الأرباح في أسهم مجموعة "العظماء السبعة"، لكن نمو أرباحها سيبقى قوياً.