يقوم "المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى" بوضع برامج حاسوبية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمراقبة ظواهر الطقس وتحليلها بهدف التنبؤ بالتغيرات المناخية المستقبلية، بحسب المديرة العامة للمركز فلورانس رابية.
تقول رابية في مقابلة مع "الشرق" خلال مشاركتها في مؤتمر "كوب 28" المنعقد في دبي، إن المركز يقوم بدور ثنائي يتمثل في مراقبة الطقس وتحليل ظواهره، إضافةً إلى التنبؤ بالأحوال الجوية والتغيرات المناخية، وذلك بهدف مساعدة البلدان المختلفة حول العالم. وأضافت أن المركز، وبهدف رصد وتحليل الظواهر المناخية على مدى طويل، جمع الظواهر المناخية منذ عام 1940.
يستفيد المركز من القوانين الفيزيائية التي تحكم كوكب الأرض، والظواهر الطبيعية والمناخية السابقة، ومن ثم وضعها في برامج حاسوبية تعمل على حواسيب ضخمة، لتعطي فكرة عن الوضع الحالي للطقس، ومن ثم التنبؤ بالأحوال الجوية للأيام المقبلة، وكذلك التغيرات المناخية لفترات أطول.
وبحسب رابية يقوم المركز بتصميم توقعات للأرصاد الجوية متوسطة المدى من 3 إلى 10 أيام، لكنه يعمل أيضاً على توقعات لمدد تصل إلى عام، وعلى مستوى العالم، وهو ما يدخل في نطاق توقعات التغير المناخي.
اقرأ أيضاً: الطقس القاسي يضرب أوروبا ويعطل الطيران
تحديات التكنولوجيا
رغم ذلك، تقول رابية إن هناك عدة تحديات تتعلق بالتكنولوجيا تحديداً، وبالذكاء الاصطناعي سريع التطور، وأضافت: "نحاول الجمع بين طرقنا التقليدية المعتمدة على قوانين الفيزياء ونماذج التعلم الآلي المعتمدة على علوم البيانات، ونحاول الجمع بين علوم البرمجة والفيزياء والبيانات، وهذا أمر محفوف بالتحدي، لكنه سينقلنا إلى العقود المقبلة".
"المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى" (ECMWF) هو منظمة حكومية دولية مستقلة تأسست عام 1975، وتضم 34 دولة. يُعد المركز معهد أبحاث، كما أنه يقدم خدمة إنتاج ونشر التنبؤات الجوية للدول الأعضاء، وتكون هذه البيانات متاحة تماماً لمرافق الأرصاد الجوية الوطنية في تلك الدول.
وتعد منشأة الكمبيوتر العملاقة في المركز الأوروبي، وأرشيف البيانات المرتبطة بها، واحدة من أكبر المرافق من نوعها في أوروبا، ويمكن للدول الأعضاء استخدام 25% من محتواها لأغراضها الخاصة.