أعلن المليارديرات كزافييه نيل ورودولف سعادة وإيريك شميت عن تأسيس مختبر جديد غير ربحي لبحوث الذكاء الاصطناعي في باريس، ما يشكل أحدث الجهود الفرنسية في مجال تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي السيادية.
من المقرر أن تستثمر شركة "إلياد" (Iliad) التابعة لـ"نيل" وشركة "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA) التابعة لسعادة 100 مليون يورو (108 ملايين دولار) لكل منهما، بحسب قول رجلي الأعمال في أثناء حضورهما مؤتمر "إيه آي بلس". سيستثمر الرئيس التنفيذي السابق لشركة "غوغل"، إريك شميدت، الذي حضر أيضاً الفعالية، مبلغاً من المال لم يُفصح عنه من خلال شركة "شميدت فيوتشرز" (Schmidt Futures).
مختبر "كيوتاي"
ذكر المستثمرون أن المختبر، المسمى "كيوتاي"، سيجمع تمويلاً إجمالياً 300 مليون يورو تقريباً وسيقدم بحوثاً مفتوحة المصدر. عمل بعض علماء هذا المختبر، سابقاً، لدى "غوغل" التابعة لشركة "ألفابت" و"ميتا بلاتفورمز".
تبحث فرنسا عن طرق لترسيخ مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تتسابق البلدان لتسخير التكنولوجيا الناشئة من أجل تعزيز النمو الاقتصادي والنفوذ. يستثمر عمالقة التكنولوجيا الأميركيون على غرار "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون.كوم" مليارات الدولارات لتطوير الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الجهود الأوروبية تبدو ضئيلة بالمقارنة معها.
يُعد كل من "نيل" و"سعادة" من أوائل المستثمرين في شركة "ميسترال إيه آي" الفرنسية التي أحدثت ضجة بالقطاع، وهي شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي التوليدي تأسست العام الجاري، وأصدرت خلال سبتمبر الماضي أول نموذج لغوي كبير لها. كما استثمرا في "بول سايد إيه آي" (Poolside AI)، التي اختار مؤسسوها الأميركيون باريس باعتبارها المقر الرئيسي لهم.
في حديثه خلال فعالية تدشين المشروع، أوضح "شميدت" أن البلاد تقدم علماء من طراز عالمي، لكن ينبغي أن تضع الجهود التنظيمية من "بروكسل تحت السيطرة".
استخدامات جديدة
أشار "سعادة"، الذي تتحكم عائلته في ثالث أكبر خط حاويات حول العالم، "سي إم إيه سي جي إم" ويعاني من ركود في قطاع الشحن، إلى أن الشركة تستخدم الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتقليص استخدام الوقود وتصميم أدوات تسعير للعملاء.
صرح سعادة لـ"بلومبرغ" خلال الفعالية: "يُعد الذكاء الاصطناعي محور مركز اهتماماتنا وسيحدث ثورة في حياتنا اليومية، وسيوفر هذا المشروع للباحثين الوسائل لمواصلة العمل على أفكارهم".
شهد مؤتمر، يوم الجمعة، حضور العديد من العلماء الذين عينهم المختبر الجديد. تضم المجموعة المدير العلمي السابق لشركة "فاليو"، باتريك بيريز ونيل زغيدور ولوران مازار اللذين عملا سابقاً في وحدة "ديب مايند " التابعة لـ"غوغل"، وهيرفي جيغو وإدوارد غراف وألكسندر ديفوسيز، الذين سبق العمل لهم في "ميتا".
