أعلنت شركة "ألفابت" (Alphabet) عن تسجيل إيرادات وأرباح من أعمالها السحابية أقل من تقديرات المحللين، مما أثار مخاوف بشأن وضع الشركة في سوق تُعدّ بالغة الأهمية لنموها المستقبلي.
ونتيجة لذلك، هوت أسهم الشركة بما يصل إلى 6.8% في التعاملات المتأخرة.
يتطلع المستثمرون إلى وحدة السحابة في "غوغل" لقيادة النمو، في ظل نضوج أعمالها المهيمنة في مجال البحث. وأعلنت الوحدة عن تحقيق دخل تشغيلي قدره 266 مليون دولار، وهو ما يقل عن التقديرات البالغة 434 مليون دولار. وهي لا تزال أضعف من "أمازون" و"مايكروسوفت" في السوق.
كتبت جيسي كوهين، كبيرة المحللين لدى "انفستنغ دوت كوم" (Investing.com)، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "شعر المستثمرون بخيبة أمل بسبب الأداء الضعيف نسبياً في منصة (غوغل) السحابية، والتي تتعرض لخطر التخلف أكثر عن عروض المنافسين".
أوضحت روث بورات، رئيسة شركة "ألفابت"، في مقابلة إعلامية أن مبيعات الوحدة السحابية تأثرت بخفض بعض العملاء التكاليف.
قالت "ألفابت" في بيان يوم الثلاثاء إن مبيعات الربع الثالث، باستثناء مدفوعات الشركاء، بلغت 64 مليار دولار (فيما بلغت توقعات المحللين 63 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ). وبلغ صافي الدخل 1.55 دولار للسهم، مقارنة بتقديرات وول ستريت البالغة 1.45 دولار للسهم.
تحديات قطاع البحث
تواجه سوق البحث -التي تهيمن عليها "غوغل"- تحديات جديدة من ظهور روبوتات الدردشة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي. إذ بإمكان هذه البرامج الإجابة على أسئلة المستخدمين بطريقة تفاعلية أكثر عند طلبهم. تتحدى شركات بما في ذلك "مايكروسوفت"، التي تدعم "تشات جي بي تي" (ChatGPT) التابعة لشركة "أوبن إيه آي" (Open AI)، ريادة "غوغل" في مجال البحث باستخدام التكنولوجيا الجديدة.
وتسابقت الشركة لنسج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية في منتجاتها الخاصة، لكن يرى البعض في وادي السيليكون أن عملاقة التكنولوجيا كانت بطيئة للغاية في اكتشاف التحول في السوق، مما خلق فرصةً لمنافسيها.
أوضحت إيفلين ميتشل وولف، كبيرة المحللين في "إنسايدر إنتليجنس" (Insider Intelligence)، أن محاكمة "غوغل" الجارية مع وزارة العدل الأميركية بشأن إساءة استخدام قوتها في سوق البحث تؤثر أيضاً على تحمس السوق للشركة، وقالت :"أي نتيجة ستؤثر على ثقة المستثمرين تجاه طول عمر نموذج أعمال (غوغل)".
سجلت الشركة إعلانات بحث بقيمة 44 مليار دولار، متجاوزة متوسط توقعات المحللين البالغ 43.2 مليار دولار.
من جهة أخرى، أبلغ موقع "يوتيوب" (YouTube) عن تحقيق إيرادات بقيمة 8 مليارات دولار، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 7.8 مليار دولار.
وكانت الوحدة بمثابة عائق أمام أداء "ألفابت" في الأرباع الأخيرة، لكن النتائج أشارت إلى أنها تستفيد من الانتعاش الأوسع في الإنفاق على الإعلانات الرقمية.
أما رهانات "ألفابت" الأخرى، وهي وحدة الشركة التي تضم شركة "وايمو" (Waymo)، ووحدة علوم الحياة "فيريلي" (Verily)، فقد حققت إيرادات بقيمة 297 مليون دولار بينما خسرت 1.2 مليار دولار، وذلك تماشياً مع توقعات المحللين.
انخفضت أسهم الشركة إلى مستوى منخفض بلغ 129.44 دولار في التعاملات المتأخرة، بعد أن أغلقت عند 138.81 دولار، لتصل مكاسبها منذ مطلع العام إلى 57%.