حقق عقار سرطان الرئة الذي تنتجه شركة "روش هولدينغ" (Roche Holding) إنجازاً علمياً كبيراً في مقابل العلاج القياسي، بحسب ما أظهرته نتائج دراسة هذا الأسبوع. تعمل شركة صناعة الأدوية السويسرية حالياً على التحول إلى استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من الدواء.
يقلص الدواء "أليسيسنا" (Alecensa) من "روش" خطر تكرار الإصابة بالسرطان أو الوفاة بنسبة 76% عند إعطائه بعد جراحة إزالة أورام الرئة، وذلك مقارنة بالعلاج الكيماوي القياسي، وفقاً لنتائج التحليل الأولي للتجربة الصادر يوم الأربعاء. قال ليفي غاراواي، كبير المسؤولين الطبيين لدى "روش" في بيان، إن الدواء يمكن أن "يغيّر مسار هذا المرض".
لكن تحديد المرضى للعلاج قد يكون صعباً، إذ إن الدراسة رصدت التأثيرات على الأشخاص الذين يعانون خطأ في عامل وراثي يُسمى "إيه إل كيه" (ALK) وهو متوفر في حوالي 4% إلى 5% فقط من مرضى سرطان الرئة. معظم هؤلاء المرضى أصغر سناً وأقل احتمالاً للتدخين من مرضى أورام الرئة النموذجيين، وغالباً ما لا يتم تشخيصهم مبكراً.
لحل هذه المشكلة؛ سوف تعتمد "روش" على مساهمة تقنية بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة التكنولوجيا الإسرائيلية "ميديال إيرليساين" (Medial EarlySign) لمساعدة الأطباء على تحديد وقت استخدام الأشعة المقطعية. قال تشارلي فوكس، رئيس قسم الأورام وأمراض الدم في "روش"، إن ذلك سيساعد في اكتشاف الأورام قبل انتشارها، على الرغم من أن الجراحة اللازمة ما تزال ممكنة.
استخدام خوارزميات البيانات
قال فوكس، في مقابلة: "في بعض الأحيان عندما تستخدم خوارزميات البيانات العميقة حقاً، قد تجد أشياء تحدد الأشخاص غير المدخنين لكنهم أكثر عُرضة للخطر. نأمل أن نتمكّن من إيجاد المزيد من المرضى مبكراً، والاستفادة من العقار".
قالت "روش" إنها ستقدم نتائج دراسة "أليسينسا" إلى الجهات التنظيمية من أجل اعتماده. من المقرر أن تُطرح النتائج بالكامل اليوم السبت خلال اجتماع الجمعية الأوروبية للأورام الطبية في مدريد. يُشار إلى أن "أليسينسا" اجتاز الموافقات بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان والصين للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة النقيلي من حاملي الخلل في العامل الوراثي "إيه إل كيه".
يتوقع المحللون أن يحقق دواء "أليسينسا" مبيعات بقيمة 1.56 مليار فرنك سويسري (1.75 مليار دولار) خلال العام الجاري.
قال فوكس إن رواج هذا الدواء، على الرغم من أنه يعالج جزءاً محدوداً من مرضى سرطان الرئة؛ يدل على أن الأدوية الفعالة لا تخدم بالضرورة عدداً كبيراً من المرضى لتسجل نجاحات علمية ومالية.