يستهدف المستهلكون الصناعيون، الذين كانوا أبطأ في تبنّي التكنولوجيا من المرافق أو أصحاب المنازل، بطاريات السيارات الكهربائية المتقاعدة التي تخضع لإعادة تدوير لتصبح أنظمة تخزين للطاقة.
وبدأت شركة "ريليكتريفاي" (Relectrify) مطوّر التكنولوجيا الأسترالي، بيع وحدات تعيد توظيف بطاريات سيارة "ليف" من "نيسان موتورز" التي انتهت صلاحيتها، لإيجاد منتجات قادرة على تخزين الطاقة المستدامة في منشآت التصنيع والمزارع أو المناجم النائية. كما يمكن استخدام هذه الأنظمة لتخفيف وطأة فترات ذروة الطلب الكهربائي في محطات شحن السيارات الكهربائية، أو من قبل المرافق لتحسين موثوقية الشبكات الريفية المعقدة.
ويسخّر ما يسمى بالحياة الثانية لأنظمة البطاريات ما بقي من العمر الافتراضي لبطاريات السيارات الكهربائية التي يمكنها تنفيذ مهامّ أقلّ تطلباً لسبع أو عشر سنوات، حتى بعد فقدانها قدرتها على تزويد السيارات بالطاقة. وركّبت "إيتون كورب" بطارياتٍ مُعاداً استخدامها للطاقة الاحتياطية في مواقع مثل "جون كوريجف أرينا" في أمستردام، في حين تُعَدّ "سوميتومو كورب" (Sumitomo Corp) و"رينو" و"بي واي دي" من الشركات الأخرى التي اختبرت عدداً من التطبيقات.
ويعني الاقتصاد الأكثر تعقيداً وغياب المحفزات أن تخزين البطاريات أصبح أبطأ في السيطرة على الأسواق الصناعية والتجارية، رغم أن هذا القطاع مهيأ للنمو، وفقاً لمحللة "بلومبرغ إن إي إف" يي يزو، التي قالت إنه مع حلول عام 2050 ينبغي أن يشهد هذا القطاع ما مجموعه 325 غيغاوات من الاستطاعة التخزينية، مقارنة بسوق التخزين المنزلي الذي يصل إلى نحو 185 غيغاوات.
تكاليف منخفضة
وقال فالينتين موينزيل كبير المديرين التنفيذين لشركة "ريليكتريفاي" في مقابلة: "تمتلك هذه السوق بالفعل تعطشاً هائلاً للتخزين، ولا تزال بعيدة جداً عن الإرضاء. هناك طلب من الشركات الصناعية التي لديها أسقف من الألواح الشمسية والتي تودّ تخزين هذه الطاقة، وصولاً إلى شركات المرافق التي تودّ الحصول على عروض أكثر توزيعاً لدعم شبكاتها".
ستساعد التكاليف المنخفضة لأنظمة البطاريات المُعاد استخدامها، على تعزيز تبنّيها من جانب المستخدمين الصناعيين، على حد قول موينزيل. يمكن لشركة "ريليكتريفاي" التي يقع مقرّها في ملبورن، والتي اختبرت هذه التكنولوجيا مع شركاء مثل "أمريكان إيليكريك باور" و"فولكس واجن"، الذين باستطاعتهم تقديم منتجات أرخص بـ50% من الأنظمة الجديدة كلياً، وتوفّر في الوقت نفسه 75% من العمر الافتراضي، على حد قوله.
ستركز المبيعات في البداية على أستراليا ونيوزيلندا، رغم أن الشركات ترى إمكانية في التوسع إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. وقال موينزيل: "تُعَدّ الصين سوقاً باهرة، ونحن نبحث بنشاط عن متعاونين يمتلكون القدرة".
من المرجح أن تضيق ميزة الكلفة لأنظمة الحياة الثانية مع استمرار انخفاض أسعار خلايا الليثيوم. تراجعت أسعار حزم البطاريات 89% بين عامَي 2010 و2020، حسب "بلومبرغ إن إي إف" في تقرير شهر ديسمبر.
وقال مونيس فيجداني، رئيس قسم التكنولوجيا والاستراتيجية والمنتجات في مجموعة "نيوزيلندا كونتيز باور"، الموزع الذي اختبر الوحدات، إن الطفرة المستقبلية في توافر بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة ستكون بمثابة ميزة لشركات المرافق والمستخدمين الصناعيين الذين يسعون لإضافة سعة تخزينية.
وأضاف: "مع توفر مزيد من هذه البطاريات لتطبيقات الحياة الثانية لأصحاب الأصول أو شبكات التوزيع، فإننا نتوقع أن يقود هذا تكلفة التخزين إلى الانخفاض أكثر".