يمهد نجاح العرض الذي قدمته شركة الملكية الخاصة "جابان إندستريال بارتنرز" (Japan Industrial Partners) لشراء شركة "توشيبا" الطريق أمام عملية استحواذ بقيمة تريليونَيْ ين ياباني (13.5 مليار دولار أميركي) من شأنها أن تنهي مسيرة المجموعة العاملة في مجال الإلكترونيات في السوق المالية بعد 74 عاماً من إدراجها.
"توشيبا"، التي تعود جذور تأسيسها إلى عام 1875، قالت يوم الخميس، إن التحالف الذي تقوده شركة "جابان إندستريال بارتنرز" يمتلك الآن 78.65% من إجمالي أسهمها. الوضع الحالي يمهد الطريق أمام الصندوق المحلي للاستثمار في الأسهم الخاصة للضغط على المساهمين المتبقين والسيطرة الكاملة على الشركة، لتصبح أكبر صفقة في اليابان منذ بداية 2023.
شطب الشركة التي يقع مقرها في العاصمة اليابانية، من بورصة طوكيو من شأنه أن ينهي عقداً شهد اضطرابات لديها، تمثلت في الفضائح والخسائر التي أصابتها بالشلل والخلافات مع المساهمين الناشطين التي أبطأت قدرة الشركة على الابتكار.
مع ذلك، قد تستمر قضايا الحوكمة. قال أشخاص مطلعون على الأمر إن البنوك المقرضة لـ "توشيبا" تطلب من الرئيس التنفيذي للعمليات المعزول جورو ياناس أن يتولى دوراً قيادياً في الإدارة.
تنحى ياناس من منصبه في وقت سابق من هذا العام لتحمل المسؤولية عن مطالبات نفقات الترفيه غير الملائمة. لكنه كان له دور فعال في تمهيد الطريق لإتمام صفقة الاستحواذ من جانب صندوق الاستثمار في الأسهم الخاصة، ويتمتع بخبرة في أعمال الطاقة النووية لشركة توشيبا، وهو أمر أساسي لحدوث أي إنجاز، على حد قول الأشخاص.
التركيز على استراتيجية طويلة المدى
قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية الأمر، إن "سوميتومو ميتسوي بانكينغ كورب" (Sumitomo Mitsui Banking Corp) والبنوك الأخرى التي تمول عملية الاستحواذ عبر تقديم قروض بقيمة 1.2 تريليون ين تضغط أيضاً من أجل تعيين ممثليها في المناصب القيادية.
أوضح الأشخاص أن هناك معارضة داخل الشركة بشأن عودة ياناس، وقد لا يتم تعيينه في منصب قيادي بالإدارة.
قال ممثل "توشيبا" إنه لم يتم اتخاذ قرار في الوقت الحالي، مضيفاً أن "جابان إندستريال بارتنرز" و"توشيبا" ستناقشان الهيكل الإداري للشركة بعد الصفقة.
أبقت عملية تقديم عرض الاستحواذ لفترة طويلة مخترعة أول كمبيوتر محمول في العالم ورقائق الذاكرة في وضع معلق خلال عام شهد تغييرات على مستوى القطاع ناجمة عن الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي. في غضون ذلك، تراجعت شركة الرقائق "كيوكسيا هولدينغ كورب" (Kioxia Holdings Corp) التابعة لـ"توشيبا" بشكل أكبر عن شركتي "سامسونغ الكترونيكس" و"إس كيه هاينكس"(SK Hynix Inc) الرائدتين في السوق، بينما استمرت محادثات الاندماج مع "ويسترن ديجيتال كورب"(Western Digital Corp).
اقرأ أيضاً: استحواذ "ويسترن ديجيتال" على "كيوكسيا" يصطدم بعقبات جديدة
قال المسؤولون التنفيذيون في توشيبا والبنوك المقرضة لها إن الخصخصة ستسمح للشركة بالتركيز على استراتيجية طويلة المدى. الشركة، التي تشمل أعمالها محطات الطاقة النووية، وأشباه موصلات الطاقة، والبطاريات، ومحركات الأقراص الصلبة، مر عليها ثلاثة رؤساء خلال عدة سنوات.
إخفاقات "توشيبا"
بمجرد الاحتفال بإنجازاتها التكنولوجية، دفعت شركة توشيبا أكبر غرامة على الإطلاق في اليابان بسبب تزوير البيانات المالية في عام 2015. وعانت من انهيار كارثي في مجال الأعمال النووية مما أجبرها على شطب أصول بقيمة 6.3 مليار دولار وبيع وحدة رقاقات الذاكرة، والتي تُعد درة تاج الشركة، والتي أعيد تنظيمها تحت اسم "كيوكسيا". وتم أيضاً فصلها عن أقسام الأجهزة الطبية والمنزلية وعمليات تصنيع التلفزيون.
بدأ المستثمرون النشطون يركزوا اهتمامهم صوب الشركة المتعثرة، وفي عام 2021، أعلنت عن خطة لتقسيم أعمالها إلى ثلاث وحدات، وعدلتها للانقسام إلى وحدتين في عام 2022. استقال الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت لتحمل المسؤولية عن الاضطرابات، وبعد ذلك بدأ مجلس الإدارة في فتح تقديم طلبات العطاءات لتحويلها إلى شركة خاصة.
