أقرت شركة "أبل"، بعد انتظار، زيادة لطراز واحد من "أيفون 15" دون إثارة بلبلة بأكبر قدر ممكن، في محاولة لاستقطاب أموال أكثر من جيوب المستهلكين دون التسبب في صدمة لهم من أسعار البيع الأعلى من المتوقع.
رفعت الشركة أمس سعر طراز "برو ماكس" فائق التطور بنحو 100 دولار ليبلغ 1199 دولاراً، مع ترك النسخ الثلاث الجديدة الأخرى دون تعديل في الأسعار. وحتى الهاتف الجديد الأعلى تكلفة حالياً سيحظى بضعف مساحة التخزين، ما يسمح لـ"أبل" بقول إن الزيادة السعرية الحقيقية غير موجودة.
ميزات إضافية
يتماشى ما تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء مع نهج الشركة، التي تتسم بالحذر تجاه المتسوقين القلقين من التضخم. حيث لا تجري "أبل" تغييرات جذرية على أسعار بيع المنتجات، لكنها تجد طرقاً جديدة لجعل المتسوقين ينفقون أموالاً أكثر. تزوّد الشركة أجهزة "أيفون" المتطورة بميزات حصرية، على غررا عدسات التكبير الأفضل وإطار من التيتانيوم، لتشجيع المتسوقين على اقتناء المنتجات الأعلى سعراً.
إنفوغراف: ماذا يعني "أيفون" بالنسبة لـ"أبل"؟
كذلك سيوفر تحول "أبل" إلى منفذ شاحن من نوع USB-C لأجهزة "أيفون"، وهو إجراء فرضه الاتحاد الأوروبي وعارضته الشركة في البداية، طرقاً جديدة لتوليد إيرادات. في حال رغب المستهلكون في أن يكون لأجهزتهم الـ"إيربودز" نفس الموصل مثل أحدث أجهزة "أيفون"، فسيضطرون لإنفاق 249 دولاراً للحصول على المزود الجديد. وإذا أرادوا استخدام شواحن من نوع "لايتينغ" القديمة، فيستطيعون شراء محول من "أبل" سعره 29 دولاراً.
بالغ بعض المستثمرين في آمال رفع "أبل" للأسعار لتشمل منتجات أكثر، وهو ما تسبب في رد الفعل الفاتر لفعالية "أيفون" التي نظمتها "أبل" أمس على أسهم الشركة، بحسب أميت دارياناني محلل "إيفر سكور" (Evercore). حيث هبط سهم الشركة 1.7% مسجلاً 176.30 دولار.
الهواتف الذكية
حدت معاناة "أبل" نتيجة تراجع سوق الهواتف الذكية من استفادتها من رفع الأسعار. حيث تراجعت شحنات الهواتف الذكية عبر كافة أنحاء العالم 7% تقريباً الربع الماضي، بحسب شركة "آي دي سي"، ما ألحق الضرر بأكبر مصدر لإيرادات الشركة. وكذلك فاقمت مشكلات في الصين الضغوط حيث تتعرض لحظر حكومي متزايد ومنافسة من هاتف جديد طرحته شركة "هواوي تكنولوجيز".
"أبل" تسعى لتنشيط سوق الهواتف المتراجعة بطرح "أيفون 15"
ستُبقي "أبل" على النسخة الأقل تطوراً من "أيفون 15" عند 799 دولاراُ، بينما يظل طراز "برو" الأساسي عند 999 دولاراً، وهو السعر الذي كان مرتفعاً على نحو مفاجئ مع طرح "أيفون إكس" للمرة الأولى عند هذا المستوى خلال 2017.
رغم أن سعر "برو ماكس" الافتتاحي سيكون أغلى 10% تقريباً من أرخص جهاز "أيفون 14 برو ماكس"، إلا أنه يتضمن 256 غيغابايت مساحة تخزين، بالمقارنة مع 128 غيغابايت المقدمة في السابق.
للتأكيد على الطبيعة المحدودة لزيادة الأسعار هذه، لم ترفع "أبل" مستويات طرزها لجهاز "أيفون 15 برو ماكس" بمساحات تخزين أكبر. وأبقت الطراز المزود بـ512 غيغابايت عند 1399 دولاراً، في حين استمر سعر النسخة بمساحة تخزين واحد تيرابايت عند 1599 دولاراً. لكن حتى مع عدم تغيير الأسعار حافظت "أبل" على قدرتها على جني هوامش ربح أعلى نظراً لتراجع تكلفة الزيادة في مساحة التخزين في الهواتف.
الأسواق الخارجية
تعمل شركة أبل على رفع الأسعار أكثر خارج الولايات المتحدة. سيزداد "أيفون 15 برو" 50 دولاراً، و200 دولار لـ"برو ماكس" في كندا. وفي الهند، سيرتفع سعر "برو ماكس" نحو 14%.
رغم ذلك، فإن بعض الدول ستتمتع بأسعار أقل، ففي المملكة المتحدة، سيكون طرازا "أيفون 15 برو" و"برو ماكس" أرخص بـ100 إسترليني (125 دولاراً) من الإصدارات السابقة.
"أبل" تستهدف استقرار مبيعات أيفون رغم أزمة 2023
علاوة على التغيرات في أسعار "أيفون"، تجني "أبل" إيرادات أكبر من الخدمات والمستلزمات الإضافية. فقد طرحت الشركة مستويين جديدين لمساحة التخزين لعرض التخزين عبر الإنترنت لخدمة "آي كلاود" أو(iCloud) هما خطة 6 تيرابايت مقابل 30 دولاراً شهرياً وخيار 12 تيرابايت مقابل 60 دولاراً شهرياً. كما طرحت خطة "آي كلاود" المتطورة 2 تيرابايت مقابل 10 دولارات في الشهر.
تشدد أكثر
تجسد أجهزة "إيربودز" الحديثة أيضاً نهج "أبل" الأكثر تشدداً. عندما بدأت الشركة في تقديم الشحن اللاسلكي لأجهزة "أيفون"، سمحت لعملاء "إيربودز" بشراء علب جديدة تستخدم نفس النوع من التكنولوجيا، بدلاً من اضطرارهم لشراء سماعات أذن جديدة بالكامل. هذه المرة، لا تقدم علبة مستقلة تناسب الشاحن من نوع USB-C.
سيحتاج مشترو "أيفون 15 برو" و"برو ماكس" أيضاً شراء كابل جديد إذا أرادوا الوصول لسرعات أكبر في نقل البيانات التي يوفرها الجهاز. وتبيع "أبل" الكابل الواحد بـ69 دولاراً.