الإعلان السنوي الذي تقوم به شركة "أبل" عن جهاز "أيفون" الجديد يكون دائماً أفضل أوقات السنة بالنسبة لها ويمثل فرصة لإبهار المستهلكين بأحدث منتجات الشركة وتهيئة موسم البيع في فترة العطلات.
غير أن "أبل" تراهن على التشكيلة الجديدة من هواتف "أيفون 15" الجديدة رهاناً فوق العادة، وهي التشكيلة التي سيتم تقديمها يوم الثلاثاء في الساعة 10 صباحاً بتوقيت كاليفورنيا. وتتطلع عملاقة التكنولوجيا إلى أن تكسر بذلك عدة فصول متتالية من تباطؤ المبيعات في أطول فترة ركود تمر بها منذ عقدين، وأن تشجع المستهلكين على ترقية هواتفهم مرة أخرى بمزايا جديدة.
من ناحية أخرى، تواجه شركة "أبل" تباطؤاً على مستوى الصناعة في الطلب على الهواتف الذكية ومخاوف من رد فعل عنيف ضد منتجات التكنولوجيا التي تحمل علامة تجارية أميركية في الصين، أي في أكبر أسواقها الدولية. علاوة على أن أحدث أجهزة "أيفون" سيتحول إلى معيار شحن "USB-C"، مما قد يزعج المستهلكين الذين لديهم أدراج مليئة بمستلزمات الشحن الخاصة بمعيار "Lightning".
غير أن عوامل كثيرة تدفع في مصلحة الشركة، من بينها جهاز "أيفون" الذي يتمتع بقدرات جديدة ومغرية. وقد صمد الطلب على المنتج بشكل أفضل من أقرانه من هواتف "أندرويد". ونجحت "أبل" في إقناع كثير من المستهلكين بالانتقال إلى الطرز الأعلى، مما ساعدها على فرض أسعار أعلى.
1) منتج "أبل" الرئيسي
هاتف "أيفون" هو أكبر مصدر لإيرادات "أبل"، إذ تمثل مبيعات هذه الأجهزة نصف مبيعات الشركة. أضف إلى ذلك "ساعة أبل" وسماعات "إيربودز"، التي سيتم تحديثها أيضاً في هذا السياق، لتشكل مع الأجهزة نحو 60% من إجمالي المبيعات.
2) تراجع المبيعات
تعاني صناعة الهواتف الذكية إجمالاً من حالة من التدهور، لم تكن "أبل" محصنة منها. وأدى تباطؤ مبيعات "أيفون" إلى انخفاض إيراداته الإجمالية، التي من المتوقع أن تتراجع هذا العام لأول مرة منذ عام 2019.
ويُنتظر أن تبدأ المبيعات في الانتعاش في الربع الأول من عام 2024، الذي يشمل شهر ديسمبر.
3) أجهزة "أيفون" المتطورة
قامت "أبل" بتوجيه العملاء باستمرار نحو اقتناء هواتفها الأحدث من خلال تزويدها بميزات حصرية ورقائق إلكترونية أقوى. هذا الاتجاه سيستمر خلال العام الحالي، ويُنتظر أن ترفع "أبل" الأسعار في بعض الأسواق على الأقل.
4) التفوق على الأقران
خرجت "أبل" من فترة تباطؤ قطاع الهواتف الذكية في حالة أفضل من معظم الشركات المصنعة الأخرى. ورغم انخفاض مبيعاتها من هذه الأجهزة بنسبة 2% في الربع الماضي، وفقاً لمؤسسة "آي دي سي" (IDC)، فقد جاء أداؤها أفضل مقارنة بتدهور المبيعات بنسبة 15% عند شركة "سامسونغ إلكترونيكس". وساعد هذا الأداء شركة "أبل" على زيادة حصتها من السوق.
5) مخاوف الصين
أحد الأسئلة المهمة هو: هل سيستقبل المستهلكون الصينيون أجهزة "أيفون 15" بنفس طريقة استقبالهم للطرازات السابقة؟ ففي الآونة الأخيرة، كانت هذه السوق نقطة مضيئة بالنسبة لشركة "أبل"، غير أن حظر حكومة الصين استخدام هواتف "أيفون" في مقارها أثار مخاوف من أن تنقلب المشاعر ضد الشركة.
شهدت "أبل" هذا السيناريو قبل ذلك. فقد عانت من ضعف الانتشار في الصين في السنة المالية 2019 بعد أن اجتاحت الروح القومية البلاد. غير أن الطلب عاد في النهاية. سيراقب المستثمرون مبيعات العطلات مراقبة دقيقة لمعرفة ما إذا كانت "أبل" تستطيع التغلب على التحدي هذه المرة.