الشركة تراهن أن الذكاء الاصطناعي سيعزز الطلب على الرقائق عالية التردد في الفترة المقبلة

"سامسونغ" تعتزم مواصلة خفض إنتاج الرقائق وتترقب تعافي الطلب بالنصف الثاني

وحدات ذاكرة معدل البيانات المزدوج (DDR) من تصنيع شركة "سامسونغ إلكترونيكس"معدة لالتقاط صورة فوتوغرافية في سيؤول في كوريا الجنوبية - المصدر: بلومبرغ
وحدات ذاكرة معدل البيانات المزدوج (DDR) من تصنيع شركة "سامسونغ إلكترونيكس"معدة لالتقاط صورة فوتوغرافية في سيؤول في كوريا الجنوبية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعهدت شركة "سامسونغ إلكترونيكس" بمواصلة خفض إنتاج رقائق الذاكرة في ظل توقع تعافي طلب الإلكترونيات خلال النصف الثاني من العام الحالي، ما يدعم توقعات بأن الإنفاق العالمي على التكنولوجيا بدأ يخرج من حالة ركود أعقبت حقبة وباء كوفيد.

أكدت "سامسونغ" -التي أعلنت اليوم الخميس عن تسجيل صافي دخل أفضل من المنتظر- أنها تتوقع بدء نشاط الطلب المدفوع بالذكاء الاصطناعي قبل نهاية السنة الجارية وأنها ترجح تعافياً تدريجياً في الطلب على رقائق الذاكرة خلال النصف الثاني. تعتزم أكبر شركة في كوريا مضاعفة سعتها الإنتاجية من تصنيع رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي -والمعروفة اختصاراً بـ(HBM) وهي تكنولوجيا من الجيل التالي يُشار إلى أنها تحقق أداء أفضل للرقائق بالنسبة لتدريب الذكاء الاصطناعي، بحلول 2024.

سوق رقائق الذاكرة

تفاعل المستثمرون مع تلك النظرة والالتزام تجاه تطوير التكنولوجيا الجديدة بشكل جيد ليرتفع سهم الشركة بنسبة 2.7% في سيول. ينصب التركيز الآن على سباق مع شركة "إس كيه هاينكس" (SK Hynix) لتطوير أدوات حيوية للذكاء الاصطناعي، مما يسمح لأكبر شركتي تصنيع شرائح ذاكرة في العالم بالاستفادة من الطفرة التي ظهرت منذ أن أسر "تشات جي بي تي" التابع لـ"أوبن إيه آي" عقول المستثمرين والمستهلكين في الخريف الماضي.

إلى أن يبدأ هذا الطلب، تهدف "سامسونغ" و"إس كيه هاينكس" إلى التغلب على حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية من خلال الالتزام بوعود تقليص إنتاج رقائق "إن إيه إن دي" (NAND) المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر والهواتف في محاولة لوقف هبوط الأسعار.

قال سانجيف رانا، المحلل لدى "سي إل إس إيه سكيورتيز كوريا" (CLSA Securities Korea): "لقد مرت أسوأ فترة في مجال رقائق الذاكرة"، إذ انتعشت الأسعار في الربع الثاني بشركة "هاينكس"، ومن المحتمل أن ترتفع أيضاً الربع الثالث لدى "سامسونغ".

من جانبه، قال جيجون كيم، نائب الرئيس التنفيذي لأعمال الذاكرة في "سامسونغ"، إن الشركة تتوقع أن يخلق الذكاء الاصطناعي التوليدي "زيادةً سريعةً في الطلب" على الذاكرة عالية الأداء القادرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات. لكنه حذّر من أن "الطلب على الخوادم العامة والتخزين كان محدوداً نسبياً".

ألمحت "سامسونغ" أنها لن تطرح دليلاً توجيهياً لحجم شحنات الرقائق للعام بالكامل، مستشهدة بحالة عدم اليقين إزاء الاقتصاد الكلي. يبدو أن مخزون الذاكرة الإجمالي قد بلغ ذروته في مايو، لكن الانتعاش الفاتر بعد كوفيد-19 في الطلب الصيني يلحق الضرر برقائق المنطق، وفقاً للشركة.

بيَّنت الشركة، الرائدة بالقطاع بسبب مكانتها في صنع الرقائق والإلكترونيات والهواتف الذكية، أن صافي دخلها تراجع 86% مسجلاً 1.55 تريليون وون (1.2 مليار دولار) خلال الربع المنتهي في يونيو الماضي. ما تزال هذه الأرقام تفوق متوسط تقديرات بلغت 925 مليار وون، بفضل الدعم الناجم عن ضعف سعر صرف اليوان. بوقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت "سامسونغ" عن أسوأ هبوط شهدته إيراداتها الربع سنوية منذ أكثر من عقد.

منافسة شديدة

ذكر محللون أن "إس كيه هاينكس"، التي تزوّد فعلاً شركة "إنفيديا" برقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي (HBM)، ستكون على الأرجح أكبر مستفيد من أي طلب على الرقائق للمساعدة في تطوير وتدريب منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي على غرار تطبيق "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي". أعلنت "إس كيه هاينكس" أمس عن تحقيق مبيعات تفوق التقديرات، وكشفت عن أن الذكاء الاصطناعي سيعزز قريباً الانتعاش المنتظر طويلاً. وصعدت أسهمها بأكثر من 9.7%.

وفيما يخص سوق رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي، قال رانا : "كان لـ(هاينكس) ميزة السبق، لكنني أتوقع أن تلحق بها (سامسونغ).. من المرجح أن تتسارع شحنات الأخيرة من رقائق ذاكرة النطاق الترددي العالي في 2024".

تحاول "سامسونع" الآن اللحاق بالركب على جبهتين: فهي تسعى إلى كسب المزيد من الطلبات على الرقائق الداعمة للذكاء الاصطناعي، بينما تقوم أيضاً بتوسيع أعمالها في مجالها الأساسي، حيث تتخلف عن شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" (TSMC)، وقالت "سامسونغ" إنه تم إنفاق 90% من الإنفاق الرأسمالي ربع السنوي -البالغ 14.5 ترليون وون- على الرقائق.

عدم وضوح الرؤية

صدرت نتائج "ساسمونغ" بعد أن قلصت شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" توقعاتها الأسبوع الماضي وأجّلت بدء إنتاج مشروعها بولاية أريزونا إلى 2025، في إشارة تحذيرية تؤكد إلى أي مدى تزعج حالة عدم اليقين مجال الرقائق العالمي.

يتطلع المستثمرون إلى أكبر الشركات بقطاع التكنولوجيا للحصول على إشارات توضح توقيت تعافي الطلب على الإلكترونيات وأشباه الموصلات - وهي مهمة صعبة بالنظر لتفاوت التوقعات العالمية، ومعدلات التضخم المرتفعة وتقلبات الصين في أعقاب وباء كوفيد.

تعتبر "سامسونغ" على وجه التحديد مقياساً لقطاع رقائق الذاكرة البالغة قيمته 160 مليار دولار حيث بنت سعة إنتاجية بسرعة هائلة في أفضل الأوقات وتواجه صعوبات حالياً بسبب ارتفاع المخزونات. تشكل تخفيضات إنتاجها خطوة مهمة لشركة واصلت الإنتاج بالماضي حتى فترات تراجع القطاع.

عوامل داعمة

ومن جهة أخرى، تعتبر رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة السيارات عنصراً محتملاً داعماً للنمو طويل الأجل لـ"سامسونغ"، إذ تتوقع الشركة نموها بأكثر من 30% في المتوسط ​​خلال السنوات الخمس المقبلة.

بصرف النظر عن أشباه الموصلات، تواجه أنشطة هواتف "سامسونغ" الذكية -الأكبر على مستوى العالم- صعوبات في جذب العملاء. تتوقع الشركة الكورية حالياً ارتفاع شحنات تصدير الهواتف الذكية خلال الربع الحالي، وزيادة متوسط الأسعار.

طرحت "سامسونغ" الجيل الخامس من هواتفها الذكية القابلة للطي أمس، في محاولة لمواجهة منتجات "أبل" المنافسة التالية. كما أنها تدرس طرح أنواع منخفضة التكلفة، وتسعى للظفر بحصة سوقية في فئة الهواتف القابلة للطي التي يتزايد الإقبال عليها.

وقال المسؤولون التنفيذيون أيضاً إن الشركة تعمل على جهاز للواقع المختلط وستبني نظاماً لدعم تطوير المحتوى في الساحة الناشئة التي تضم الآن سماعة الرأس "فيجن برو" (Vision Pro) التي تنتجها "أبل".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك