تقترب شركة "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard) من إتمام صفقتهما البالغة قيمتها 69 مليار دولار، لكن يُستبعد استكمالها في الموعد النهائي المقرر اليوم الثلاثاء، حسبما قال أشخاص مطلعون على الصفقة.
لا تخطط أياً من الشركتين للانسحاب من الصفقة وستواصلان السعي للحصول على الموافقات التنظيمية النهائية اللازمة لإتمامها، وفقاً لما قاله الأشخاص، الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً عن هذه المسألة.
امتنعت "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن" عن التعليق.
تحول الزخم التنظيمي لصالح الصفقة خلال الأيام الماضية، حيث باءت محاولات لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية لمنع هذه الصفقة بالفشل. كما أعلنت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة عن خطوة غير مسبوقة لبدء محادثات جديدة حول طرق تهدئة مخاوف الحكومة البريطانية. ومع ذلك، يُحتمل ألا يكون التقدم سريعاً بما يكفي لإبرام الصفقة اليوم الثلاثاء.
الخيارات المتاحة
يؤكد الموعد النهائي المحدد المحتمل تفويته على التأثير الذي تتمتع به الجهات المنظمة في المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكبر الأسواق لألعاب ووحدات تحكم "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن". تقلق هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة من أن تقلل الصفقة من المنافسة والابتكار وتمنح اللاعبين خيارات أقل.
اضطرت "مايكروسوفت"، التي باشرت الصفقة قبل 19 شهراً ليصبح لها موطئ قدم أقوى في ألعاب الهاتف المحمول، إلى تقديم تنازلات، ووافقت على منح الشركات المنافسة مثل "سوني غروب" و"نينتندو" إمكانية الوصول إلى ألعاب "كول أوف ديوتي" (Call of Duty) من "أكتيفيجن".
حددت اتفاقية الدمج 18 يوليو كتاريخ نهائي يمكن أن تنسحب فيه الشركتان من الصفقة، مع التزام "مايكروسوفت" بدفع 3 مليارات دولار لشركة "أكتيفيجن" إذا عُلقت عملية الاستحواذ. يمكن للشركات المضي قدماً بموجب الصفقة الحالية، والتي من شأنها أن تسمح لشركة "أكتيفيجن" بالانسحاب في أي وقت. ويمكن لتلك الشركتين أيضاً السعي إلى تعديل الاتفاق، لكن هذه الخطوة قد تفتح المجال لتعديل الشروط المالية للصفقة.
خطوة إيجابية أخرى
استخدم المنظمون في المملكة المتحدة حق الاعتراض على الصفقة في أبريل وسط مخاوف بشأن تأثيرها على سوق الألعاب السحابية. ويمنع أمر صدر في 5 مايو الشركات من إتمام عملية الشراء على الرغم من أنها حصلت الآن على موافقات حكومية في 39 دولة. وقد حافظت هيئة المنافسة والأسواق حتى الآن على حق النقض (الفيتو) بينما تستمر المفاوضات.
سيؤدي انتهاك أمر المملكة المتحدة إلى فرض غرامات تصل إلى 5% من الإيرادات العالمية المجمعة للشركتين. يمكن لجهات إنفاذ القانون البريطانية اختيار تغيير أمرهم للسماح لـ"مايكروسوفت" و"أكتيفيجن" بإتمام الصفقة خارج المملكة المتحدة مع إبقاء الشركتين منفصلتين داخل البلاد.
يُتوقع أن تستغرق مفاوضات المملكة المتحدة عدة أيام أو أسابيع لحلها، وقد مددت هيئة المنافسة والأسواق رسمياً موعدها المستهدف بشأن التحقيق حتى 29 أغسطس، على الرغم من أن المسؤولين قالوا إنهم يهدفون إلى الانتهاء منها في وقت مبكر.
في خطوة إيجابية أخرى للصفقة، وافق قاضٍ في محكمة الاستئناف البريطانية لمكافحة الاحتكار مؤقتاً يوم الإثنين على وقف طعن يستهدف حق النقض المبدئي لهيئة المنافسة والأسواق البريطانية، ما أطلق عقبة أخرى أمام إصدار قرار بريطاني جديد. أشار القاضي إلى أن المحكمة مُدَّت بملابسات جديدة أظهرت أن القضية قد انتقلت لمستوى جديد.
