التكتل الأوروبي يريد التأكد من أن قيود الصين على تصدير معدني الغاليوم والجرمانيوم تستند إلى مخاوف مبررة

الاتحاد الأوروبي يسعى لتخفيف قيود الصين على تصدير المعادن

عاملان على خط إنتاج الرقائق في مصنع تابع لشركة "جيجي لأشباه الموصلات" (Jiejie Semiconductor) في مدينة نانتونغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
عاملان على خط إنتاج الرقائق في مصنع تابع لشركة "جيجي لأشباه الموصلات" (Jiejie Semiconductor) في مدينة نانتونغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي على تضييق نطاق قيود التصدير التي أعلنتها الصين الأسبوع الجاري بشأن معدنين رئيسيين يستخدمان في صناعة أشباه الموصلات والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

يريد التكتل الأوروبي التأكد من أنَّ قيود التصدير على المعدنين تستند إلى تداعيات أمنية واضحة، وتتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية، بحسب قول أشخاص غير مصرح لهم بالتحدث علناً بشأن هذه المسألة. ولم يعلق مسؤول صحفي في المفوضية الأوروبية فوراً على تحرك الاتحاد الأوروبي.

أعلنت الصين يوم الإثنين أنَّها ستقيد صادراتها من الغاليوم والجرمانيوم والمركبات الكيماوية المرتبطة بهما لأسباب تتعلق بالأمن القومي، حيث تعتبر أنَّ المعدنين يمكن استخدامهما في أغراض عسكرية.

يقول الاتحاد الأوروبي إنَّ هذه المواد تُستخدم في مجموعة متنوعة من المنتجات التقنية، ويشعر بقلق أوسع من أنَّ الصينيين يستخدمون المواد شديد الأهمية كسلاح.

وقالت شو جويتينغ، المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية، أمس الخميس، إنَّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تلقيا إشعاراً مسبقاً بشأن قيود تصدير المعدنين.

لكنَّ الأشخاص المطلعين على الأمر قالوا إنَّ مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بكين لم يُمنحوا سوى فترة قصيرة -بضع ساعات- لإبلاغ عواصمهم قبل الإعلان رسمياً عن قيود تصدير المعدنين. عرف المسؤولون في أوروبا بالأمر صباح يوم الإثنين.

ناقش المسؤولون الأوروبيون والصين القيود على مختلف المستويات. قال الأشخاص إنَّ الاتحاد الأوروبي يبدأ حالياً تقييماً بشأن التأثير الذي سيحدث على صناعاته ودوله، بالإضافة إلى الخطوات التالية المتاحة لهم.

مع ذلك؛ لا يتضح مدى سرعة استكمال التقييم، وسيعتمد التأثير الفعلي للإجراءات على مدى شدة قرار الحكومة الصينية أثناء تطبيقه.

تطلب اللوائح الصينية الجديدة من الشركات الحصول على تراخيص لتصدير شحنات المعادن إلى الخارج، مما يمنح المسؤولين بعض السيطرة على مدى تشديدها أثناء الممارسة العملية.

الأمن القومي منطلق إجراءات الصين

في حين أبلغت الصين الاتحاد الأوروبي أنَّها اتخذت الإجراءات لأسباب تتعلق بالأمن القومي؛ جاء الإعلان بعد أيام فقط من نشر الحكومة الهولندية ضوابط جديدة ستعيق حصول الشركات الصينية على المعدات الحيوية لصناعة الرقائق.

"إيه إس إم إل" (ASML)، وهي شركة هولندية تحتكر تقريباً أكثر معدات الطباعة الحجرية لأشباه الموصلات تقدماً، سيتم منعها من شحن بعض الآلات التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية العميقة إلى العملاء الصينيين.

يتوقَّع مسؤولو الاتحاد الأوروبي زيادة ضغط الصين على الحكومة الهولندية لتخفيف قيود التصدير؛ وكذلك الرد مع تكثيف ضوابط التصدير.

يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً أكثر تشدداً تجاه الصين.

تمثل خطة الأمن الاقتصادي الجديدة للمفوضية نظرة رفيعة المستوى حول كيفية قيام الاتحاد الأوروبي بتقليل اعتماده على الصين وتقليص قدراتها العسكرية.

كما اعتبر المسؤول التنفيذي في الاتحاد الأوروبي أنَّ شركتي "هواوي تكنولوجيز" ( Huawei Technologies Co. Ltd) و"زد تي اي كورب" (ZTE Corporation) تشكلان مخاطر للأمن القومي للمرة الأولى الشهر الماضي. وعلى الرغم من ذلك؛ يمثل ما يحدث توازناً دقيقاً.

يريد المسؤولون أن يكونوا قادرين على التدخل بطريقة هادفة عندما تواجه مسائل عسكرية أو جيوسياسية الخطر، بالإضافة إلى الحفاظ على علاقات تجارية أوسع مع السوق الصينية بالغة الأهمية أيضاً. كما يريدون القيام بكل ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنَّ واشنطن تسعى غالباً إلى التحرك بقوة أكبر وبخطى أسرع من بروكسل.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك