حصلت شركة تينسينت هولدنغ (Tencent Holdings Ltd) صاحبة منصة ويتشات على تمويل بقيمة 8.3 مليار دولار في أكبر قرض مشترك خارجي في آسيا يتم تقديمه لشركة صينية منذ العام 2016.
وبحسب مصادر مطلعة على الأمر، شارك 12 بنكاً في صفقة تمويل "تينسينت" والتي كانت تستهدف جمع 6 مليارات دولار فقط في البداية.
وقال المطلعون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن الشركة ستستخدم القرض في تمويل أنشطتها بشكل عام. فيما لم يرد ممثلو "تينسينت" على الفور على طلب التعليق. وكانت "IFR" آسيا قد أعلنت في وقت سابق عن الانتهاء من إبرام الصفقة.
تشهد "تينسينت" تطوراً سريعاً على مدار العِقد الماضي حيث تَوسع نشاطها لأكثر من وسائل التواصل الاجتماعي وكونها عملاق الألعاب الإلكترونية. واستثمرت الشركة مليارات الدولارات لشراء حصص في شركات ناشئة واعدة، ما أدى لامتداد عملها من وسائل التواصل الاجتماعي وصولاً إلى خدمات توصيل البقالة للمنازل.
وكانت تينسينت قد حصلت على قرض بقيمة 1.3 مليار يورو (1.6 مليار دولار) الشهر الماضي لتمويل شرائها حصة إضافية في شركة "يونيفرسال ميوزيك غروب إنترناشيونال".
صفقات تمويل لعملاقة التكنولوجيا
تأتي صفقة تينسينت وسط موجة من صفقات التمويل وإصدارات الدين من عمالقة التكنولوجيا. حيث أصدرت مجموعة "علي بابا" سندات بقيمة 5 مليارات دولار مطلع فبراير كما تسعى "بايدو" الصينية عملاق محركات البحث على الإنترنت للحصول على أكبر قرض مشترك تحصل عليه الشركة.
وبحسب بيانات بلومبرغ، يُعد القرض المشترك الذي بلغت قيمته 12.7 مليار دولار وتم تقديمه إلى الشركة الوطنية الصينية للكيماويات في العام 2016 أكبر صفقة تمويل مشترك بالعملات الأجنبية في آسيا يتم تقديمها لشركة صينية على الإطلاق.
وتعتمد تينسينت في إعادة هيكلة أعمالها وتحولها الرقمي على منصة "ويتشات" التي تمثل العمود الفقري لعمليات الدفع باستخدام الهاتف المحمول؛ حيث نجحت الشركة في استغلال ريادتها في إصدار تطبيق هاتف سهل لتتوسع في استخداماته حتى أصبح "ويتشات" المنصة التي يعتمد عليها نحو مليار صيني في حياتهم اليومية بدءاً من حجز الرحلات وصولاً إلى شراء مستلزمات البقالة.
وأضافت الشركة خاصية نشر الفيديوهات القصيرة باستخدام التطبيق على غرار "تيك توك" ما زاد من ثقة المستثمرين في أن "ويتشات" موجود في مشهدِ تغيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشهدها الصين.
وبينما بدأت الجهات التنظيمية في الصين معركة ضد ظاهرة احتكار شركات الإنترنت واستهلت بالتحقيق مع مجموعة "علي بابا" وطالبوا بإصلاح الامبراطورية المالية لشركة "آنت"، لم تتعامل بكين بشكل مباشر مع الترفيه عبر الإنترنت ممثلاً في شركة "تينسينت".
وساعد توجه الجهات التنظيمية في تعافي سهم تينسينت بعد الطرح الأولي في نوفمبر بالتزامن مع كشف هيئة الرقابة الصينية لمكافحة الاحتكار عن إطار تنظيمي جديد لشركات الإنترنت في البلاد. واقتربت القيمة السوقية لـتينسينت من تريليون دولار بعدما حقق سهم الشركة مكاسب بلغت 200 مليار دولار هذا العام.
