"بايدو" تخرج من الوباء بزيادة 80 مليار دولار في قيمتها السوقية وطموح في السيارات الكهربائية

واجهة مقر شركة بايدو تكنولوجي في العاصمة الصينية بكين - المصدر: بلومبرغ
واجهة مقر شركة بايدو تكنولوجي في العاصمة الصينية بكين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

على مدار عقدين من الزمن، كان ينظر الكثيرون إلى "بايدو إنك" على أنها شركة تسويق عبر الإنترنت تبيع الإعلانات عبر محركها البحثي. والآن، تثبت شركة الإنترنت أنها مستعدة لتقديم المزيد.

وارتفعت أسهم أكبر محرك بحث صيني ثلاثة أضعاف تقريباً منذ أدنى مستوى وصلت إليه في مارس، عندما أجبرت أسوأ فترة في وباء كوفيد-19 شركات التسويق والعلامات التجارية على التقشف. ومنذ ذلك الحين، شهد نشاط الإعلانات تعافياً. وفي نفس الوقت، بدأت تثمر سنوات الاستثمار من قبل "بايدو" في الذكاء الاصطناعي عن نتائج، وتدرُّ أموالاً من خلال تطبيق التكنولوجيا في المركبات الكهربائية وبرامج المحادثة الذكية.

وشجع هذا الارتفاع الشركة البالغ عمرها 21 عاماً على استغلال الأسواق الرأسمالية من خلال سلسلة من خطط التمويل؛ بما في ذلك الطرح الثاني المحتمل في هونغ كونغ.

وسيسعى المديرون التنفيذيون الذين سيعلنون عن نتائج الأعمال بعد ساعات التداول يوم الأربعاء إلى طمأنة المستثمرين بأن المكسب بقيمة 80 مليار دولار في القيمة السوقية سيستمر، ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات الربع المنتهي في ديسمبر بنسبة 4.1%، وفقاً لتقديرات المحللين.

وقال تيان إكس هو، مؤسس شركة الأبحاث "تي إتش كابيتال" (TH Capital)، في مذكرة: "كان الاستثمار في الذكاء الاصطناعي شائعاً منذ عامين، إلا أنه كان يتم بصمت، لأن التطبيق في العالم الحقيقي ليس سهلاً.. ولكن بمجرد أن تظهر هذه التطبيقات واحدة تلو الأخرى، ويتم تحقيق دخل منها على نطاق أوسع، فمن المرجح أن تتمتع "بایدو" بنموٍ مضاعف".

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

ضخ المليارات للحاق باللاعبين الكبار

كانت "بايدو" في وقت من الأوقات، واحدة من أكبر ثلاث شركات تكنولوجية في الصين جنباً إلى جنب مع "علي بابا غروب هولدينغز ليمتد"، و"تنسينت هولدينغز ليمتد"، ولكنها تلعب الآن دور اللحاق بالركب، مع تحوّل مستخدمي الإنترنت في البلاد بشكل متزايد من أجهزة سطح المكتب إلى الهاتف المحمول.

وبدأت بايدو تضخ مليارات الدولارات في مجالات عدة، بدءاً من تعلم اللغات إلى التفاعل الصوتي والقيادة الذاتية، مراهنة على الأجهزة الذكية ومركبات المستقبل، ولكن تعثرت محاولاتها في المراحل الأولى، ما أسفر عن مغادرة العديد من المديرين التنفيذيين المهمين، بما في ذلك كبير علماء شهير.

والآن، وبعد سنوات من الاستثمار المطرد في البحث والتطوير، وتركيز بكين على تطوير بنية تحتية ذكية في الدولة بأكملها، بدأت تطفو أخيراً إمكانية استغلال التكنولوجيات استغلالاً تجارياً. وفي يناير، أعلنت الشركة عن تعاونها مع "تشجيانغ جيلي هولدينغ غروب" لإنتاج المركبات الكهربائية، ويهدف هذا الارتباط إلى تطبيق تكنولوجيا "أبولو" (Apollo) للقيادة الذاتية في المزيد من المركبات، حسبما قال مصدر مطلع.

وتقدر قيمة "أبولو" وأعمال المركبات الكهربائية لشركة "بايدو" بحوالي 32 مليار دولار من قبل المحللين في "دايوا كابيتال ماركتس" (Daiwa Capital Markets)، بمن فيهم جون تشوي، الذي قارن القيمة بالنظراء الآخرين في مجال المركبات الكهربائية، ويتوقع أن تصل إيراداتها من هذا المجال إلى 8.3 مليار دولار بحلول 2023، وكتبوا في يناير: "تعمل بايدو على تحرير قيمة من تكنولوجياتها في 2021".

وتسعى بايدو، بالنظر إلى أن تطبيقاتها للذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى، ومع مواصلة الاستثمارات التكنولوجية الضغط على هوامش أرباحها، إلى تأمين رأس مال خارجي لتمويل توسعها، وجمع قسمها لبرامج التحدث الذكية أول جولة تمويل مستقلة بقيمة 2.9 مليار العام الماضي، كما تواصل مؤخراً مع مستثمرين من بينهم "آي دي جي كابيتال" ( IDG Capital)، و"جي جي في كابيتال" (GGV Capital) للحصول على تمويل لوحدة رقائق الذكاء الاصطناعي قبيل فصلها المحتمل، وفقاً لأشخاص مطلعة على الأمر.

وفي نفس الوقت، تسعى "بايدو" لجمع حوالي 3 مليارات دولار من خلال أكبر قرض مشترك لها على الإطلاق، حسبما نقلت بلومبرغ نيوز" الأسبوع الماضي عن أشخاص على دراية بالخطة، وتأتي مجهودات جمع التمويل تلك قبل بيع أسهم في هونغ كونغ يقال إنه قد يجمع ما يصل إلى 3.5 مليار دولار، واستعانت الشركة بمصرف "غولدمان ساكس"، و"سي إل إس إيه ليمتد" (CLSA Ltd) لإدارة الطرح المقرر أن يتم في النصف الأول من العام الجاري، حسبما قالت أشخاص مطلعة في يناير.

التحوّل نحو سوق التواصل الاجتماعي

ومع ذلك، يأتي التهديد الأكبر من الشركات الناشئة مثل "بايت دانس ليمتد"، مالكة "تيك توك"، وجذبت منصات التواصل الاجتماعي الأحدث مثل "دوين" (Douyin)، توأم "تيك توك" في الصين، المزيد من المستخدمين على حساب منتجات "بايدو" مثل الشركة التابعة "iQiyi Inc" الشبيهة بنتفلكس.

وسيطرت بايدو -التي يشكل التسويق عبر الإنترنت 70% من إيراداتها- على 8% من الوقت الذي يقضيه المستخدم الصيني على التطبيقات في ديسمبر، أي نصف نسبة "بايت دانس" عند 16%، وفقاً لشركة الأبحاث "كويست موبايل" (QuestMobile).

ولكي يتمكن من المنافسة، يتحول تطبيق البحث الرائد إلى منصة تواصل اجتماعي تستضيف مجموعة أوسع من المحتوى، بدءاً من المقالات الإخبارية إلى البث المباشر ومقاطع الفيديو القصيرة. وفي نوفمبر، وافقت الشركة، الواقعة في بكين، على شراء خدمة البث "واي واي" (YY) التابعة لشركة "جوي إنك" (Joyy Inc) مقابل 3.6 مليار دولار في صفقة تم الانتهاء منها بالفعل.

وكتبت المحللة، أليسيا ياب، من "سيتي" في تقرير: "من المتوقع أن تكون التوجيهات الإرشادية بشأن توقعات الإعلانات إيجابية مع مرور الأسوأ على ما يبدو"، وتوقعت أن تدعم المزيد من الأنباء في الأشهر المقبلة بشأن المركبات الكهربائية ومبادرات القيادة الذاتية استمرار الزخم الإيجابي في أسعار الأسهم، مع الاتجاه للإدراج في هونغ كونغ".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات