تجري ليندا ياكارينو، رئيسة شركة "إن بي سي يونيفرسال" (NBCUniversal)، مباحثات لتولي منصب الرئيسة التنفيذية لشركة "تويتر"، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بعد إعلان مالك "تويتر" الملياردير إيلون ماسك أنَّه وجد قائداً جديداً لشبكة التواصل الاجتماعي، وأنَّه سينتقل إلى منصب رئيس الشركة للشؤون التكنولوجية.
في تغريدة له يوم الخميس، قال ماسك إنَّ الرئيس التنفيذي الجديد للشركة سيبدأ عمله في غضون ستة أسابيع تقريباً، دون تسمية الشخصية المرشحة للمنصب. ولم ترد ياكارينو، التي تشغل منصب رئيسة الإعلانات والشراكات العالمية في شركة "إن بي سي يونيفرسال ميديا" (NBCUniversal Media)، على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب التعقيب، وقالت ممثلة عن الشركة إنَّها كانت تجري عروضاً تجريبية على عروض الشركة التقديمية المقبلة للجهات المعلنة الأسبوع المقبل.
انضمت ياكارينو إلى شركة "إن بي سي يونيفرسال" في عام 2011 بعد قضائها ما يقرب من عقدين من الزمن في شركة "تيرنر برودكاستينغ" (Turner Broadcasting). وساهمت في إطلاق خدمة البث المدعومة بالإعلانات "بيكوك" (Peacock)، بالإضافة إلى إشرافها على أنشطة البث الحي مثل بطولة كرة القدم الوطنية "سوبر بول" (Super Bowl) والألعاب الأولمبية.
قادت ياكارينو أيضاً عدة شراكات مع مجموعة متنوعة من شركات التكنولوجيا بما في ذلك شركات "سناب شات" (Snapchat) و"يوتيوب"، وبالطبع "تويتر".
توقيت حرج
إذا كانت ياكارينو هي الشخصية التي اختارها ماسك، فقد جاءت تغريدته في وقت حرج لها كمسؤولة تنفيذية في "إن بي سي يونيفرسال"، إذ ينتظر أن تقدّم الشركة عروضها السنوية للمعلنين في قاعة "راديو سيتي" للموسيقى في نيويورك يوم الإثنين. وتشمل الأحداث التالية، التي تمتد على مدار الأسبوع، أن تبدأ شركات الإعلام الكبرى في بيع الإعلانات لموسم الخريف التلفزيوني.
واجهت عروض هذا العام بالفعل تحدياً بسبب إضراب كتاب السيناريو الذي قد يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في الإنتاج التلفزيوني والجداول الزمنية. ومن المتوقَّع أن يركز عرض "إن بي سي يونيفرسال" بشكل كبير على الإعلان عبر الإنترنت، حيث تروج الشركة لتشكيلتها من الأفلام والبرامج التلفزيونية على "بيكوك".
تعرّضت الشركة التابعة لشركة "كومكاست" (Comcast Corp) لصدمة في الشهر الماضي فقط بسبب إقالة رئيسها التنفيذي جيف شل بعد شكوى تحرش جنسي قدّمتها إحدى الموظفات.
اشترى ماسك "تويتر" مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر الماضي، وأعلن أنَّه سيتولى مسؤوليتها لفترة محدودة فقط لإكمال الإصلاح التنظيمي الذي اعتقد أنَّ الشركة بحاجة إليه حتى تزدهر. اشتكى ماسك من "كثرة العمل" والنوم في مقر "تويتر" في سان فرانسيسكو أثناء تنفيذ تغييرات جذرية.
استفتاء على المغادرة
في ديسمبر، سأل ماسك متابعيه على منصة التواصل الاجتماعي عما إذا كان يجب عليه أن يترك منصب الرئيس التنفيذي، وقال 57.5% نعم. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الملياردير سيبقى رئيس مجلس الإدارة التنفيذي بعد الانتقال.
تعرّض ماسك، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس" (Space Exploration Technologies Corp)، لانتقادات بسبب تغييراته المفاجئة في سياسة شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، علاوة على إهمال أعماله الأخرى. وقد قام بتغيير اسم الشركة الأم لـ"تويتر" إلى شركة "إكس هولدينغز" (X Holdings)، التي قد تتحول في النهاية إلى الشركة الأم لجميع أنشطته، وهي فكرة تحدث عنها علناً.
قال ماسك أيضاً إنَّه يريد هيكلة "تويتر" بحيث تتجاوز كونها منصة للتواصل الاجتماعي وتصبح "تطبيقاً يقدّم كل شيء"، بما في ذلك الخدمات المالية.
سيتعين على الرئيس التنفيذي القادم التعامل مع تداعيات ملكيته للشركة، بما في ذلك هجرة المعلنين. فعلى الرغم من الزيادة الطفيفة في عدد المستخدمين منذ أوائل عام 2022؛ فإنَّ إيرادات "تويتر" انخفضت بنسبة 50% منذ أكتوبر نتيجة "التراجع الهائل" في الإعلانات، بحسب ما قال ماسك في مارس.
علاقة ودية
يتعرّض مشروع الشركة في خدمة الاشتراك "تويتر بلو" (Twitter Blue) للتخبط والارتباك، إذ جذبت اهتمام أقل من 1% من قاعدة المستخدمين. قام ماسك بتسريح آلاف الموظفين، وقلل من الإشراف على المحتوى وسمح بعودة الحسابات المحظورة سابقاً بسبب خرق القواعد.
لدى ماسك علاقة ودية مع ياكارينو التي التقته الشهر الماضي في مؤتمر إعلاني كبير في ميامي، ووصفته بأنَّه "صديق"، و"صديق مقرب".
في الآونة الأخيرة، قامت "تويتر" وشركة "إن بي سي يونيفرسال" بتوسيع الشراكة بينهما في الألعاب الأولمبية.
قال لو باسكاليس، رئيس الاستراتيجية في شركة "أد فونتس ميديا" (Ad Fontes Media)، الذي يقدّم المشورة لشركات التسويق على "تويتر": "أستطيع أن أقول إنَّها خياري الأول، وخياري الوحيد، لإنقاذ المنصة من مالكها، غير أنَّني لا أستطيع أن أفهم لماذا تضع نفسها تحت سيطرة إيلون ماسك".
وفي تغريدة على "تويتر"، قال ديلان بايرز من موقع "بوك نيوز" (Puck News) إنَّ ماسك يعتزم تعيين ياكارينو رئيسة تنفيذية لشركة "تويتر"، نقلاً عن شخصين مطلعين على الأمر.