قالت المملكة العربية السعودية، إنَّها ستتعاون مع شركة "هواوي" الصينية، لتطوير تعريف عربي للذكاء الاصطناعي، وتدريب الخبراء السعوديين في هذا المجال، مما قد يضع المملكة في صدام مع الولايات المتحدة، الشريك الأساسي الذي يضغط على الحلفاء لتجنُّب التعامل مع الشركة الصينية.
وكان قد أكَّد "ماجد التويجري"، المدير التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، أنَّ المشروع بدأ فعلياً بالعمل على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتخصصة باللغة العربية سواء المنطوقة أو المكتوبة.
وقال "التويجري" عبر الهاتف الخميس الماضي، إنَّ اللغة العربية غير ممثَّلة بقدر كافٍ، عندما يتعلَّق الأمر بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، وتريد السعودية أن تكون رائدة عالمياً في هذا المجال، وأضاف : "نحتاج حقاً لشراكة استراتيجية لإطلاق وتسريع تحرُّكاتنا تجاه هذه الأهداف الطموحة".
وقال "التويجري: "إنَّ المملكة أعلنت عن توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة "علي بابا كلاود "Alibaba Cloud" للتعاون بشأن تكنولوجيا المدن الذكية، ومذكرة أخرى مع "انترناشونال بيزنيس ماشينز كورب International Business Machines Corp" للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي مع التركيز على قطاع الرعاية الصحية.
سيطرة الحزب الحاكم
من المحتمل أن يضع اتفاق "هواوي" المملكة تحت ضغط المسؤولين الأمريكيين الذين يؤكِّدون أنَّ الشركة تمثِّل تهديداً لأمن أنظمة شبكات الجيل الخامس "5G" اللاسلكية التي بدأ توظيفها حول العالم.
وأوضح "التويجري" أنَّ الاتفاق السعودي لا يتعلَّق بشبكات الجيل الخامس، "ويركِّز على الذكاء الاصطناعي فقط .
وقال، "أتفهم الحساسية حول شبكة الجيل الخامس، ولكنَّ الاتفاق يتعلَّق بتعريف خاصية اللغة العربية ،ولوغاريتمات الذكاء الاصطناعي، والأدوات، أي هو اتفاق علمي في الأساس".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية،: إنَّه بالنظر إلى أنَّ هواوي خاضعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، فهي ملزمة قانوناً بالتعاون مع الجهاز الأمني بالدولة، وبالتالي فهي متورطة في أعمال الجاسوسية.
اتهامات بالتجسس
وأنكرت "هواوي" مزاعم الجاسوسية، وقالت: " إنَّها ستخسر عملائها إذا لم تكن جديرة بالثقة، وقالت الشركة الواقعة بمدينة شينزن: "إنَّ أعمالها خاصة، ولا يمكن توجيهها من قبل بكين، ولا يوجد قانون صيني يشترط على الشركات الوطنية الخاصة الانخراط في الجاسوسية الإلكترونية.
و قال "تشارلز يانج"، الرئيس الإقليمي لـ"هواوي" في الشرق الأوسط، خلال الإعلان الافتراضي يوم الخميس، "إنَّ الصفقة بمثابة "عصر جديد" للتعاون بين السعودية والشركة الصينية".
وأضاف: "سوف نجعل الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والحوسبة السحابية، المحركَ والدافع الجديد للاقتصاد الرقمي السعودي الجديد".
تطوير الخبرات السعودية
ويتضمَّن الاتفاق أيضاً تطوير الخبرة داخل السعودية، وكيفية استفادة المملكة من معدَّات "هواوي".
ووفق بيان ستعمل "علي بابا" على استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي لجعل المدن السعودية أكثر ذكاء "وفي الوقت نفسه تحسِّن سلامتها وأمنها"، وقال "التويجري"، إنَّ الصفقة تضمن جزئياً تكنولوجيا التعرف على الوجوه، موضِّحاً أنَّ المشروع سيبدأ في العاصمة الرياض، مما سيجلب منتج "علي بابا" المعروف باسم "عقل المدينة City Brain" إلى الحياة السعودية.
وقال: "نحن لدينا مواصفات خاصة فيما يتعلَّق بالسكان"، مشيراً إلى أنَّ الرجال ترتدي أغطية رأس تقليدية، في حين تغطي الكثير من النساء وجوهها، وهو ما سيتطلَّب "تزويدنا بالمزيد من التدريب للوغاريتمات".