لم تستطع شركة "تسلا" تحقيق أرباح في الربع الأول من العام الحالي توافق تقديرات المحللين بعد سلسلة من تخفيض الأسعار، بهدف زيادة الطلب على سياراتها، التي ضغطت في النهاية على هوامش الربحية.
ارتفعت الإيرادات بنسبة 24% إلى 23.33 مليار دولار في الربع الأول من العام، بما يتماشى تقريباً مع تقديرات "بلومبرغ" البالغة 23.35 مليار دولار. وانخفضت الأرباح باستثناء بعض البنود إلى 85 سنتاً للسهم، أي أقل بقليل من متوسط 86 سنتاً في التقديرات التي جمعتها "بلومبرغ"، بينما تراجعت التدفقات النقدية الحرة إلى أدنى مستوى لها في عامين عند 441 مليون دولار. وكان المحللون يتوقَّعون أن تصل هذه التدفقات إلى 3.24 مليار دولار في هذه الفترة.
قامت شركة صناعة السيارات الكهربائية، التي تتخذ من أوستن بولاية تكساس مقراً لها، بخفض الأسعار لحماية مركزها في صدارة السوق. وقالت "تسلا" إنَّ هامش أرباح التشغيل بلغ 11.4% في فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بانخفاض من 16% في الربع الأخير من العام الماضي و19.2% في الربع الأول من 2022. وعلى غير العادة، لم تتجاوز الشركة هامش أرباح نشاط السيارات، الذي كان المحللون يراقبونه عن كثب.
يظهر المستثمرون بعض القلق والانزعاج بشأن استراتيجية التسعير العنيفة لدى "تسلا". وقد تراجعت أسهم الشركة بنسبة 5% تقريباً، قبل أن تعوض قليلاً من خسائرها في نهاية التعاملات في نيويورك بعد إعلان النتائج. غير أنَّ سهم "تسلا" ارتفع بنسبة 47% منذ بداية هذا العام حتى إغلاق يوم الأربعاء.
قال جين مونستر، شريك إداري في شركة "ديب ووتر أسيت مانجمنت" (Deepwater Asset Management): "إنَّ (تسلا) تمر بمرحلة عصيبة، وهم يحافظون على تماسك الأمور، غير أنَّ المستثمرين يريدون أن يشاهدوا بداية التحسن في هذه الاتجاهات".
ميزة الربح
ربحية "تسلا" تميزها عن شركات السيارات الكهربائية الأخرى. وقد قللت شركة صناعة السيارات من أهمية مخاوف المستثمرين بشأن تخفيضات الأسعار الأخيرة، قائلة إنَّ هوامشها تراجعت "بمعدل يمكن إدارته"، موضّحة أنَّ ارتفاع عدد السيارات التي قامت بتسليمها مع زيادة تكلفة الخامات لعب دوراً في تراجع الأرباح.
في مكالمة هاتفية مع المحللين، قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة: "ما زالت هوامش أرباح التشغيل لدينا من بين أفضل المعدلات في هذا القطاع".
استفادت "تسلا" أيضاً من الإعفاءات الضريبية المدرجة في قانون خفض التضخم لإدارة بايدن. أعلنت الشركة حصولها على ائتمان ضريبي من الجهات التنظيمية بقيمة 521 مليون دولار في الربع الأول من العام.
قال ماسك في مناسبات عديدة إنَّه لا يمانع في التضحية بالأرباح من أجل تنشيط الطلب، موضّحاً أنَّ التكلفة العالية لسيارات "تسلا" تتسبب في ردع العملاء المحتملين عن شرائها. وتراجع السعر الأساسي للطراز "Model 3" حالياً إلى أقل من 40000 دولار لأول مرة منذ سنوات، بتخفيض يقرب من 7000 دولار عن مستوى بداية العام.
يراهن الرئيس التنفيذي على حقيقة أنَّ "تسلا" تستطيع إنتاج سيارات كهربائية على نطاق واسع لتعظيم صدارتها الحالية وتقدّمها على الشركات المنافسة، التي تطرح سيارات جديدة تعمل بالبطارية. وتعمل الشركة بمجموعة قديمة من الموديلات، بعد أن قدمت آخر سيارة ركاب جديدة – الطراز "Y" - في عام 2019.
إنتاج "سايبرتراك"
إنتاج سيارة النقل الخفيف الكهربائية "سايبر تراك" (Cybertruck) التي طال انتظارها من شركة "تسلا" في سبيله لأن ينطلق في وقت لاحق من هذا العام في مصنعها في تكساس، ومن المتوقَّع أن يتم "إعلان التسليم" خلال الربع الثالث. وتحقق الشركة أيضاً تقدّماً في برنامج سيارات الجيل التالي، وفقاً لخطاب موجه للمساهمين. وسوف يتم الكشف عن الطرازات الجديدة من هذه المنتجات المستقبلية في "وقت لاحق"، وفق تصريحات رئيس التصميم في الشركة فرانز فون هولزهاوزن خلال مؤتمر عقد الشهر الماضي.
قالت شركة صناعة السيارات الكهربائية إنَّ الإنتاج هذا العام سيتوافق مع الخطة السابقة لمتوسط نمو سنوي بنسبة 50% على مدى عدة سنوات، وأضافت أنَّها في طريقها لتسليم حوالي 1.8 مليون سيارة هذا العام.
أنتجت الشركة 440808 سيارات، وسلّمت 422875 سيارة في الربع الأول من هذا العام، ونتج عن ذلك فائض مخزون بحوالي 18000 سيارة. غير أنَّ الطلبيات في الوقت الحالي تفوق الإنتاج، بحسب تصريحات ماسك في المؤتمر الهاتفي.
انخفض استخدام الطاقة الشمسية في "تسلا" في الربع الأول، إذ استخدمت الشركة 67 ميغاواطاً فقط، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى "عدم استقرار الطقس" وعوامل أخرى. وقد قامت باستخدام ما لا يقل عن 94 ميغاواطاً في كل فصل من الفصول الثلاثة السابقة.