سجلت شركة "والت ديزني" (Walt Disney Co) زيادة في عدد المشتركين في خدمة "ديزني بلس" (Disney+) وخسائر أقل في منتزهاتها الترفيهية، التي تعطلت بسبب جائحة كوفيد-19، مما ساعد أكبر شركة ترفيهية في العالم على العودة إلى تحقيق الأرباح في الربع الأخير.
وصرّحتْ الشركة يوم الخميس، أن عدد المشتركين في خدمة الفيديو الموجهة للعائلات نما إلى 94.9 مليون في هذه الفترة، متجاوزاً بذلك متوسط تقديرات "وول ستريت" التي جمعتها بلومبرغ، والبالغة 90.7 مليون. كما تجاوزتْ المبيعات والأرباح التوقعات، مما أدى إلى ارتفاع الأسهم بنسبة 4.1٪ في التعاملات المتأخرة.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس التنفيذي "بوب تشابك" إلى نمو اشتراكات البث باعتباره علامة على أن تحوّل الشركة بعيداً عن وسائل الإعلام التقليدية يُؤتي ثماره.
واستفادت ديزني من البرامج المتميزة التي تعرضها على "ديزني بلس"، بما في ذلك الموسم الثاني من مسلسل "ذا ماندالوريان" (The Mandalorian) المستلهم من سلسلة أفلام "ستار وورز" (Star Wars)، والعرض الأول في يوم عيد الميلاد لفيلم "سول" (Soul)، وهو فيلم من إنتاج شركة "بيكسار" (Pixar) وكان مقرراً في الأصل عرضه في دور العرض. وتخطط الشركة لرفع السعر في الولايات المتحدة بمقدار دولار واحد ليُصبح 8 دولارات شهرياً في شهر مارس.
وقال "تشابك"، الذي تولى زمام الأمور العام الماضي، في بيان له: إن "الإجراءات الاستراتيجية التي نتخذها لتحويل شركتنا ستدعم نمونا وتعزز القيمة بالنسبة للمساهمين".
أداء ديزني يفوق توقعات المحللين
باستثناء بعض البنود، بلغت أرباح الربع الأول المنتهي في 2 يناير 32 سنتاً للسهم، وهي أفضل بكثير من خسارة 38 سنتاً التي توقعها المحللون في المتوسط. وسجّلت الشركة خسائر نادرة في النصف الثاني من العام المالي 2020 في مواجهة جائحة فيروس كورونا. كما فاقتْ الإيرادات التي بلغت 16.2 مليار دولار التقديرات أيضاً.
وفي الواقع، فقد ارتفعت أسهم ديزني إلى 198.77 دولاراً أمريكياً في التعاملات الموسعة بعد إعلان النتائج. واكتسب السهم 25٪ في عام 2020.
هذا وعززت النتائج مكانة "ديزني" كعملاق بث عالمي إلى جانب شركة "نتفلكس" (Netflix Inc). وارتفعت أسهمها بالفعل بنسبة 23٪ منذ منتصف ديسمبر، عندما أطْلَعت الشركة المستثمرين على النمو السريع لخدمة البث. إلا أن المنتزهات الترفيهية والأفلام ما تزال تمثل ما يصل إلى نصف عائدات ديزني وأرباحها في عام جيد، مما يُؤكّد على أهميتها.
ومع استمرار إغلاق العديد من منتجعاتها بسبب الفيروس، كانت أعمال المنتزهات تُشكّل عبئاً على الأرباح، إلا أن التقسيم قلَّص من خسائرها بعد فصلين صعبين بشكل خاص، حيث انخفض الربح في مبيعات المحتوى والترخيص.
وركّزتْ "ديزني" بشكل أكبر على أعمال البث الخاصة بها حيث تتحول مشاهدة التلفزيون التقليدية إلى نموذج حسب الطلب. وهذا هو الربع الأول الذي أعلنت فيه الشركة عن المبيعات والأرباح لقسمٍ جديد يجمع بين أعمال البث المباشر، وعمليات التلفزيون التقليدية، والصور المتحركة.
الجدير بالذكر أن الخسائر في أعمال ديزني الموجهة للمستهلكين تقلّصت بنسبة 58٪، في حين انخفضت الأرباح بشكل طفيف في شبكات التلفزيون التقليدية مثل "إي إس بي إن" (ESPN) و"إيه بي سي" (ABC).