أثار عمل شركة "أبل" على سيارة التكهنات بشأن العديد من شركاء التصنيع المحتملين القادرين على بناء مركبة كهربائية ذاتية القيادة لعملاق التكنولوجيا.
واكتسب المشروع السري زخماً في الأشهر الماضية، إذ يستعين بالعديد من المديرين التنفيذيين السابقين في "تسلا"، ويحظى بإشراف أكبر مدير تنفيذي للذكاء الاصطناعي في "أبل"، في ظل زيادة اختبارات الطرق من جانب الشركة، وتجذب المبادرة، المعروفة باسم "بروجكت تيتان" (Project Titan) داخل "أبل" اهتماماً شديداً بسبب قدرتها على قلب صناعة السيارات الكهربائية، وسلاسل التوريد رأساً على عقب مثلما فعل هاتف "أيفون" لسوق الهواتف الذكية.
وبمجرد أن تلتزم "أبل" ببناء سيارة، فعلى الأرجح سوف تبحث عن شركاء عدَّة بما في ذلك شركة رئيسية لتجميع السيارة، والعديد من مورِّدي المكونات الأساسية، في السطور التالية نسعى لرصد قائمة الشركات، التي رفض ممثلوها التعليق، المحتملة أن تكون مرشحة لهذا الأمر.
فوكسكون
تتمتَّع "فوكسكون تكنولوجي غروب" بالفعل بعلاقة وثيقة مع "آبل"، وعلى مدار أكثر من عقد، كانت الشريكة الأكبر للشركة الأمريكية، وجمعت أغلب هواتف "أيفون"، وجزءاً كبيراً من أجهزة "آي ماك"، و"أيباد" في مجمعات تصنيع هائلة تضمُّ ما يزيد على مليون شخص عبر الصين.
في أكتوبر، كشفت "فوكسكون"، التي تعدُّ ذراعها الرئيسية المدرجة هي "هون هاي بريسيجن اندستري"، عن أوَّل شاسيه للمركبة الكهربائية، ومنصة برمجيات لمساعدة صنَّاع السيارات على تسريع إدخال الطرازات إلى السوق، كما تخطط أيضاً لإصدار بطارية صلبة بحلول 2024.
أعلنت الشركة التايوانية، التي أسسها الملياردير تيري جو، عن خطة في أول 2020 لإنشاء مشروع مشترك مع "فيات كرايسلر"، لتطوير وصناعة سيارات كهربائية في الصين، برغم أنَّ "فوكسكون" لن تكون منخرطة في أيّ أعمال تجميع بنفسها.
في يناير الماضي، وقَّعت "فوكسكون" عقد تصنيع مع شركة السيارات الكهربائية الصينية الناشئة "بايتون ليمتد" (Byton Ltd) بهدف بدء الإنتاج بكميات كبيرة طراز "إم بايت” في الربع الأول من 2022، كما أعلنت عن مشروع مشترك آخر مع شركة "تشجيانغ جيلي القابضة" الصينية لتقديم خدمات الإنتاج والاستشارات.
ماغنا
تعدُّ ماغنا، الواقعة في أونتاريو بكندا، ثالث أكبر مورِّد لشركات السيارات في العالم من ناحية المبيعات، ولديها عمليات تصنيع تعاقدية، وسنوات من الخبرة في صناعة طرازات كاملة لمجموعة من العلامات التجارية.
وتنتج ماغنا كل شيء بدءاً من الشاسيهات إلى مقاعد السيارات، والحساسات، وبرمجيات مساعدة السائق، واستعانت شركات صناعة سيارات مثل "بي إم دبليو إيه جي"، و"جاكوار لاند روفر" بوحدة "ماغنا شتاير"، ونقلوا إنتاجهم لمصنعها في غراتس بالنمسا.
وتعرض ماغنا خدماتها الهندسية والتصنيعية على شركات السيارات الكهربائية الناشئة، واتفقت على تقديم برنامج مركبات كهربائية لسيارات طراز "أوشن SUV" لشركة "فيسكر إنك"،وأضافت خاصيات القيادة الذاتية للصفقة في يناير.
في ديسمبر، وضعت ماغنا حوالي 450 مليون دولار في مشروع مشترك مع "إل جي إلكترونيكس" الكورية لصناعة محركات كهربائية، كما تعمل على توسيع بصمتها التصنيعية في الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية، من خلال بناء سيارة "ArcFox Alpha-T" لشركة "بكين لصناعة السيارات "بايك"، وتعدُّ تلك أوَّل مركبة تجمعها الشركة خارج أوروبا.
كما استفادت الشركة من علاقاتها السابقة مع "آبل"، وأجرت الشركتان مفاوضات لبناء سيارة عندما أعربت صانعة "آي فون" للمرة الأولى عن رغبتها خوض المجال منذ خمس سنوات.
هيونداي أو كيا
جذبت "هيونداي موتور" وتابعتها "كيا موتورز" أغلب الانتباه حتى الآن خلال العام الجاري بفضل تأكيد هيونداي التقارير التي ظهرت في كوريا الجنوبية الشهر الماضي عن أنَّها تجري مناقشات مع "أبل"، لكنَّها تراجعت سريعاً، وقال، إنَّها لم تكن في مفاوضات.
لدى هيونداي وكيا مصانع في الولايات المتحدة في ألاباما وجورجيا، وتقدِّم أنظمة السيارات الكهربائية الخاصة بهما لمسافة قيادة تزيد على 500 كيلومتر (311 ميلاً)، وقدرة على إعادة شحن بطاريات السيارات بنسبة 80% في 18 دقيقة.
وبالرغم من أنَّ الشركتين تبيعان سيارات كهربائية مأخوذة من طرازاتها الحالية، فإنَّهما تتخططان لبيع مركبات تقوم على برامج مخصصة للمركبات الكهربائية اعتباراً من مارس، مما يساعد على خفض التكاليف، وتحسين كفاءة الأداء، كما تعتزمان استحداث 23 طرازاً كهربائياً، وبيع مليون وحدة عالمياً بحلول 2025.
هناك الكثير من اللغط بشأن تطوير كيا وهيونداي سيارة أو لا نيابة عن "أبل"، الشركة شديدة الغموض. وبالرغم من أنَّ الشركتين قالتا، إنَّه لا توجد مناقشات جارية، فمن الممكن أن تنطلق مفاوضات إذا اعتبرتهما "أبل" أفضل شركاء محتملين.
نيسان
برغم ضعف احتمالية الشراكة، فإنَّ "نيسان موتورز" لديها العديد من العناصر التي يمكن أن تكون مفيدة لشركة "أبل".
لدى نيسان بالفعل منصة برمجيات مشتركة طوَّرتها شريكتها الفرنسية "رينو"، التي ستستخدم في السيارة الرياضية المدمجة "آريا" (Ariya) المتوقَّع أن تطرح في وقت لاحق من العام الجاري، وعندما سُئلت الشركة اليابانية، إذا كانت ترغب في بناء سيارات لآبل، قال المدير التنفيذي، ماكوتو يوشيدا، أثناء مؤتمر نتائج الأعمال، إنَّ "نيسان لديها الحمض النووي للقيام بأشياء لا يقوم بها غيرها".
كانت شركة صناعة السيارات غارقة في الركود، وأعلنت عن أكبر خسارة لها في عقدين في العام المالي 2019، وقد تحصل على الإيرادات التي تحتاجها بشدَّة من مساعدة "أبل" على تطوير وتصنيع مركبتها، وقد تستفيد بدورها من الوصول لتكنولوجيا "آبل".
بعد اتباعها استراتيجية تتمثَّل في "زيادة الحجم بأي ثمن"، التي تسبَّبت في تآكل أرباحها، تحتاج "نيسان" إلي جذب فئة العملاء الأكثر قدرة على الشراء، وسيمكِّنها من ذلك بقدر كبير؛ التكنولوجيا الموجودة داخل سياراتها.
ستيلانتس
إنَّ أحد عوامل تحديد ملاءمة شريك لأبل قد تكون توافر القدرة الإنتاجية الهائلة، وهي نقطة قوة لصناع السيارات الأوروبيين، مثل "ستيلانتس" التي تضرَّرت من ركود مبيعات المنطقة، ولديها قدرة فائضة في بعض المصانع.
تخضع "ستيلانتس" لضغوط للتوسع بعدما تشكَّلت الشهر الماضي من الاندماج بين "بي إس إيه "، و"فيات كرايسلر".
قال المدير التنفيذي، كارلوس تفاريس، خلال مؤتمر صحفي في 19 يناير، إنَّ "ستيلانتس" منفتحة للعمل على السيارات الكهربائية مع "آبل" أو أي شركة تكنولوجية أخرى، بشرط ألا "يؤدي ذلك إلى اعتمادها كلياً على تكنولوجية معينة، مما قد يهدد مستقبل صانعة السيارات".
قال رئيس مجلس الإدارة، جون إلكان في 2016، إنَّ قطاع السيارات يتعيَّن عليه العمل مع "المشاركين الجدد في القطاع"، مثل: "غوغل"، و"أبل" بدلاً من محاولة منافستهما.