إدراج نموذج "الحقيقة من ألف سؤال" في كافة منتجات وخدمات "علي بابا" في المستقبل القريب

"علي بابا" تدخل معركة "تشات جي بي تي" بمكبرات صوت ذكية

شعار الشركة خارج مكاتب "علي بابا غروب هودينغ" في بكين في الصين  - المصدر: بلومبرغ
شعار الشركة خارج مكاتب "علي بابا غروب هودينغ" في بكين في الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعمل شركة "علي بابا غروب هودلينغ" على تضمين نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي بمكبرات الصوت الذكية الشبيهة بسماعة "إيكو"، التي تنتجها شركة "أمازون، علاوة على برمجيات الدردشة المكتبية، لتنضم بذلك إلى سباق طرح تطبيق منافس لـ"تشات جي بي تي" بالسوق الصينية.

أوضح الرئيس التنفيذي، دانيال تشانغ، أثناء الكشف عن النموذج خلال قمة التكنولوجيا التي عقدتها الشركة في بكين اليوم الثلاثاء، أن طراز الذكاء الاصطناعي الجديد سيُضاف لتطبيق الشركة "دينغ توك" (DingTalk) الذي يشبه "سلاك"، ومزوّد الأجهزة المنزلية الذكية "تي مول جيني" (Tmall Genie).

الرئيس التنفيذي أشار إلى أن نموذج اللغة الكبير - الذي يسمى "تونغيي كيانوين" (Tongyi Qianwen)، بمعنى "الحقيقة من ألف سؤال"– سيُدرج في كافة منتجات وخدمات "علي بابا" في "المستقبل القريب" دون أن يحدد إطاراً زمنياً لذلك.

هوس الذكاء الاصطناعي

يأتي ذلك بعد الخطوات المشابهة التي أعلنتها شركتا "سينس تايم غروب" (SenseTime Group) و"بايدو" والتي ترمي جميعها إلى تأسيس منصة ذكاء اصطناعي من الجيل التالي لأكبر سوق إنترنت على مستوى العالم. ويأتي ذلك على غرار موجة التطوير المتصاعدة بالخارج، حيث تٌعدّ "غوغل" التابعة للشركة الأم "ألفابت"، وشركة "مايكروسوفت"، من بين شركات تكنولوجيا عديدة تستكشف الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي بإمكانه إنشاء محتوى أصلي يمتد من الشعر إلى الفن عن طريق تعليمات بسيطة من المستخدم فقط.

صعدت أسهم "علي بابا" اليوم الثلاثاء 3.8% في بورصة هونغ كونغ، في حين هبطت أسهم "بايدو" 6.4% وتخلّت "سينس تايم" عن غالبية مكاسبها البالغة 11% التي حققتها بعد الإعلان عن منتجها أمس.

أكدت الشركة أن "علي بابا" تطمح إلى الاستفادة بصورة أكبر من هوس الذكاء الاصطناعي الذي حرّكه "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن أيه آي" عبر جذب عملاء أكثر لمنصة الحوسبة السحابية- الذين سيحتاجون لقوة معالجة هائلة لتدريب نماذجهم الخاصة- بأسعار أقل.

إليك كل ما تحتاج معرفته عن "ChatGPT-4" الجديد

قال تشانغ: "نمر بنقطة تحول تكنولوجية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي والحوسبة السحابية، وشرعت الشركات عبر كافة القطاعات في تبني تحول الذكاء الاصطناعي للبقاء في صدارة المنافسة".

اليوم الثلاثاء، خصص تشانغ أغلب خطابه الأساسي لاستعراض تاريخ "علي كلاود" (Alicloud) الممتد لأعوام، إذ تحدث عن قدرة "تونغيي كيانوين" على تقديم الخدمات للعملاء من المؤسسات بصورة أفضل مهما كان حجمهم. جاء العرض التقديمي بعد يوم من توضيح شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "سينس تايم" على مدى ساعات طريقة معالجة نموذجيها الجديدين "سينس نوفا" (SenseNova) و"سينس تشات" (SenseChat) مجموعة من الأسئلة الشائعة باللغتين الإنجليزية والصينية.

منافسة محلية

أكد تشانغ أن شركات التكنولوجيا كافة تقف "على نفس خط البداية" في سباق الذكاء الاصطناعي، في إشارة جلية لصراع المنافسين المحليين لإطلاق نماذجهم للغة الكبيرة.

بدأت خدمة "علي كلاود" في توفير رموز دعوة لمستخدمي الشركة والمبرمجين لاختبار منتجها الرئيسي للذكاء الاصطناعي الجمعة الماضية. وعلى غرار "سينس تايم"، سيوفر نموذج الذكاء الاصطناعي من "علي بابا" خدماته باللغتين الإنجليزية والصينية، وسيتضمن قريباً إمكانات للتعرف على الصور وتوليد الصور من النصوص.

حروب محركات الدردشة بدأت بغض النظر عن مدى "ذكائها"

يُعتبر طرح اليوم الثلاثاء هو أول إطلاق لمنتج مهم منذ تولي تشانغ مسؤولية ذراع المعلومات السحابية بهيكل "علي بابا" الذي أعيد تشكيله حديثاً. يرى تشانغ أن الذكاء الاصطناعي بمثابة محرك النمو الهائل المحتمل لـ"علي بابا"، التي لديها القدرة على تقديم خدماتها الخاصة للعملاء، وفي الوقت نفسه تدعيم منتجات الحوسبة السحابية لشركات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

نوه تشانغ في مؤتمر عبر الهاتف خلال ديسمبر الماضي قائلاً: "ستحتاج كل هذه التكنولوجيات لقوة حوسبة ضخمة، ولذلك باستطاعتنا توقع تحقيق نمو هائل بالطلب".

مراحل تجريبية

أطلقت "دامو أكاديمي" (DAMO Academy) التابعة لـ"علي بابا" نموذج "إم6" (M6) ما قبل التدريب والذي يضم 10 تريليونات عنصر، السنة الماضية. استخدم النموذج لتشغيل عمليات البحث والتوصيات في سوق "تاوباو" التابع لـ"علي بابا"، لا سيما مطابقة النصوص بالصور. كما يخضع روبوت "علي بابا" المشابه لـ"تشات جي بي تي" في الوقت الراهن لاختبارات داخلية.

ومن جهتها، أكدت شركة "جيه دي دوت كوم" المنافسة لتجارة التجزئة عبر الإنترنت أن أنشطتها بمجال الحوسبة السحابية تعمل على معالجة اللغة الطبيعية وتوليد المحادثات.

بات الذكاء الاصطناعي ساحة التنافس التكنولوجي الكبيرة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، ما أثار مخاوف إزاء ما إذا كانت الشركات الصينية سيمكنها الاستمرار في الحصول بطريقة موثوقة على الرقائق فائقة التطور اللازمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة على المدى البعيد. بينما تلحق جهود الذكاء الاصطناعي الصينية بمنافسيها الأميركيين، يرحب المستثمرون بالجهود المحلية لكل شركات التكنولوجيا الكبرى لإصدار بدائل لـ"تشات جي بي تي".

كانت "بايدو" أول شركة تعلن عن دخولها في السباق بشكل علني- عبر تطبيق "إرني بوت" (Ernie Bot) الشهر المنصرم- ما فاقم الضغوطات لطرح نماذج مشابهة من قبل "علي بابا" و"تينسنت هودلينغز"، الكيان البارز الآخر في مجال الإنترنت الصيني.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك