قفزت أسهم "بريسايت" الإماراتية (presight) بنحو 143% بنهاية التعاملات بأولى جلسات تداولها في سوق أبوظبي للأوراق المالية. كان الارتفاع مدعوماً بزيادة كبيرة في التداولات، إذ جذبت الشركة ثاني أعلى قيم التداولات في السوق.
كان الحد الأعلى للسهم خلال تداولات اليوم عند 3.7 درهم للسهم بارتفاع نسبته 170%، ووصل إليه السهم في مطلع التداولات، إلا أنه قلص من هذه المكاسب ليدور السعر خلال الجلسة عند 3.25 درهم وهو سعر الإغلاق.
تلقت الشركة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها طلبات للاكتتاب في أسهمها بـ25.8 مليار دولار، بعد إغلاق الطرح العام الأولي للشركة يوم الجمعة الماضي. وتمت تغطية الطرح في سوق أبوظبي بأكثر من 136 مرة، باستثناء حصة "الشركة العالمية القابضة".
في مقابلة مع "اقتصاد الشرق" الأسبوع الماضي، قال توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لـ"بريسايت"، إن الشركة تهدف من خلال الطرح العام إلى "التوسع بشكل طموح في المنطقة، والعثور على فرص للتطوير والأبحاث وخدمة أبوظبي والعالم".
يأتي إدراج "بريسايت" بعد أيام من قيام شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" بجمع ما يقارب 2.5 مليار دولار من الاكتتاب العام الأولي لوحدة الغاز التابعة لها، وهو أكبر إدراج في العالم هذا العام حتى الآن وجذب طلبات بقيمة 124 مليار دولار.
تعد هذه الاكتتابات الأحدث في سلسلة طروحات الأسهم في منطقة الخليج، إذ تسعى الحكومات إلى تمويل التحول عن الوقود الأحفوري وجذب المزيد من المستثمرين الدوليين إلى أسواقها. ويتوقع مسؤولون في أبوظبي إدراج ثماني شركات على الأقل في سوق الإمارة هذا العام.
"G42" مالكة "بريسايت"، هي شركة ذكاء اصطناعي وحوسبة سحابية، تمتد عملياتها من الطاقة إلى الرعاية الصحية، ويرأسها مستشار الأمن الوطني في الإمارات الشيخ طحنون بن زايد.
يُعد اكتتاب "بريسايت" ثاني طرح عام أولي من محفظة "G42"، حيث جمعت "بيانات"، وهي شركة لتحليلات البيانات والجغرافيا المكانية، في أكتوبر الماضي نحو 171 مليون دولار في طرح عام أولي مدعوم من شركة الأسهم الخاصة الأميركية "سيلفر ليك" (Silver Lake). باعت "بيانات" أسهمها بسعر 1.10 درهم للسهم.
وتدرس "G42" كذلك المزيد من الاكتتابات العامة الأولية من محفظتها، بما في ذلك "G42 للرعاية الصحية" ومشروعها المشترك مع شركة "أدنوك" والمسمى بشركة "إيه آي كيو" (AIQ).
بحسب تصريحات سابقة، تسعى "بريسايت" إلى تعزيز مكانتها في مجال تحليل البيانات الضخمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتوظيف المال للبحث والتطوير، بما في ذلك مجالات الذكاء الاصطناعي الناشئة مثل "شات جي بي تي" (Chat GPT)، وكشف التزييف العميق (Deepfake).
تخطط الشركة لبناء أعمال لها في سنغافورة وجاكرتا وشنغهاي وكذلك في تل أبيب لدعم صندوق "42X"، حسبما ذكرت بلومبرغ الشهر الماضي. وتتوقع "بريسايت" أن تحقق العقود الدولية للشركة أكثر من نصف إيراداتها في عام 2026.