تستعد شركة الاتصالات الإماراتية "&e" لإطلاق إطار تعاون مع "فودافون" خلال أسابيع، بهدف تنظيم العلاقة بين المجموعتين في 36 سوقاً تتواجدان فيها، كما كشف لـ"اقتصاد الشرق" حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي للشركة التي كانت تُعرف منذ تأسيسها بـ"اتصالات" قبل تحديث علاماتها التجارية منتصف العام الماضي.
دويدار صرح بمقابلة، اليوم الثلاثاء في أبوظبي: "نحن بصدد الإعلان خلال الأسابيع القريبة المقبلة عن إطار تعاون مع "فودافون غروب" (Vodafone Group) العالمية، بما ينظّم العلاقة بين المجموعتين في مجالاتٍ مختلفة، حيث نتواجد نحن في 16 سوقاً، وهم في أكثر من 20 سوقاً، ولا نتقاطع إلّا في سوق واحدة هي مصر، وبالتالي يمكننا التعاون في باقي الأسواق بما يحسّن أداءنا وأداءهم".
باتت &e، البالغة قيمتها السوقية 60 مليار دولار، أكبر مساهم في "فودافون" بعد استحواذها على نسبة 9.8% من عملاقة الاتصالات البريطانية العام الماضي مقابل 4.4 مليار دولار، وزادت حصتها منذ ذلك الحين إلى 14%. علماً أن لديها موافقة الجهات التنظيمية لرفع حصتها إلى 15%.
بحسب دويدار، يعود استثمار &e في "فودافون" إلى 4 أسباب؛ إذ "تحقق لنا تواجداً في السوق الأوروبية، وتوفر إيرادات بعملات مستقرة كالجنيه الإسترليني واليورو، بالإضافة لكونها من أهم شركات الاتصالات في العالم لناحية التكنولوجيا والخدمات، كما أن السعر كان مؤاتياً لاسيما أن استثمارنا متوسط إلى طويل الأجل".
ويفصح أنه بعد الوصول إلى حصة 14% من "فودافون" مؤخراً؛ "سنجري تقييماً للاستثمار البالغ قيمته مليارات الدولارات، ونقرّر ما إذا كنا سنستثمر المزيد. فإذا قررنا ذلك، علينا الحصول مجدداً على موافقة الجهات التنظيمية لزيادة الحصة، وهو الأمر الذي قد يستغرق شهوراً". لكنه ينوّه بأن شركته في الوقت الراهن وصلت إلى النسبة التي تستهدفها ضمن خطتها.
تأثير الجنيه المصري والروبية الباكستانية
شهدت النتائج المالية لشركة &e للعام 2022، المعلنة مساء أمس الإثنين، نمو أرباحها الصافية بنسبة 7.4% إلى 10 مليارات درهم، رغم تراجع الإيرادات بواقع 1.7% إلى 52.4 مليار درهم. لكن أكثر ما شاب نتائج عملاقة الاتصالات الإماراتية هذا العام هي الخسائر الناتجة عن فروقات صرف العملات في عدد من أبرز الأسواق العاملة فيها، والتي قفزت بأكثر من 300% عن العام الماضي لما يفوق 5.2 مليار درهم؛ "وكان أكثر هذه الأسواق تأثيراً مصر (الجنيه) وباكستان (الروبية)، بالإضافة للمغرب (الدرهم) في فترةٍ معينة من العام الماضي، قبل أن تتحسن عملة البلاد"، على حد قول دويدار.
كانت مصر خفّضت قيمة عملتها 3 مرّات من مارس 2022 حتى يناير الماضي، ما دفع سعر الجنيه إلى الانخفاض مقابل الدولار بنحو 25% خلال الشهرين الأخيرين، وبأكثر من 95% منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية مطلع العام الماضي، ليُتداول حالياً عند حوالي 30.8 جنيه لكل دولار، بينما السعر في السوق الموازية لامس 38 جنيهاً لكل دولار. وترافق ذلك مع تسارع التضخم في يناير لأعلى مستوى منذ 5 سنوات، حيث قفزت أسعار المستهلكين بواقع 25.8% على أساسٍ سنوي.
تأثير انخفاض الجنيه المصري مقابل الدولار سيمتد تأثيره لهذا العام على نشاط &e في أكبر سوق عربية من حيث عدد السكان؛ إذ "سنضطر للنظر في النفقات التشغيلية، وطبعاً نحتاج لمراجعة الأسعار ورفعها في وقت من الأوقات، لمواجهة التضخم الذي يشمل كافة التكاليف".
أمّا التأثير الثاني، فقد يطال الإنفاق الاستثماري، حيث أفاد دويدار أن هذا الإنفاق سيبلغ العام الحالي -كما الماضي- ما يعادل 15% من إجمالي الإيرادات، بهدف تطوير الشبكات. لكنه يوضح: "طبعاً تتفاوت النسبة بحسب الدول، فالأسواق التي تقل إيراداتها بسبب فروقات العملة يصبح من الصعب توفير العملة الصعبة للاستثمار فيها، مما يخفض الإنفاق".
ووفقاً لرئيس ثاني أكبر مجموعة اتصالات عربية، فإن "الاستثمارات الكبرى في 2023 ستكون في سوقي الإمارات والسعودية، كما أن المغرب سيشهد استثمارات كبيرة لتوسعة شبكة الألياف الضوئية (الفايبر) واتصالات الجيل الرابع (G4)".
تصريحات إضافية لرئيس &e:
- ما زلنا بانتظار بتّ اللجنة الوزارية للاستثمار الخارجي في السعودية بصفقة الاستحواذ على حصة حاكمة في "موبايلي".
- مضى على تقديمنا عرض الشراء نحو عام، والتأخير يعود لكون الصفقة فريدة من نوعها في المملكة.
- نستعد استثمارياً لطرح رخص اتصالات الجيل الخامس (G5) في مصر وباكستان والمغرب عام 2024.
- ننظر إلى فرص استثمارية بقطاع الاتصالات في أسواق أوروبا الشرقية بشكل خاص.
- سنحول برنامج ولاء العملاء "سمايلز" (Smiles) إلى "تطبيق فائق" (Super App).
- دمج Smiles وe&money لتقديم كافة الخدمات إلى 163 مليون عميل، من البقالة وطلبات الطعام إلى التأمين والخدمات المالية.