تصدّر هاتف "أيفون" من شركة "أبل" مبيعات الهواتف الذكية العالمية في 2022، وسجل رقماً قياسياً جديداً لحصته من الأرباح بعد أن اجتاز عاماً قاسياً، شهدته هذه الصناعة، بشكل أفضل من الشركات المنافسة.
جمعت شركة التكنولوجيا العملاقة، ومقرها كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا، 85% من الأرباح التشغيلية و48% من إيرادات مبيعات الهواتف الذكية على مدار العام، وفقاً لتقديرات "كاونتر بوينت ريسيرش" (Counterpoint Research) الجديدة، حيث اعتُبرت تلك البيانات ذروة جديدة تشهدها الشركة بعد 15 عاماً على إطلاق أجهزة أيفون في السوق، كما سجل الجهاز الرائد للشركة أكبر نسبة من شحنات الهواتف الذكية في العالم.
تتيح صناعة الهواتف الذكية للشركات المصنّعة هوامش ربح ضعيفة، ما يتسبب في القضاء على بعض العلامات التجارية الرائدة، لكنها غير تنافسية مثل "نوكيا" (Nokia)، و"بلاك بيري" (BlackBerry) و"بالم" (Palm) و"إتش تي سي" (HTC) على مر السنين، تُستثنى "أبل" من هذه القائمة لتليها "سامسونغ إلكترونيكس".
انتعاش مبيعات "أبل"
في عام 2022، انخفضت شحنات الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم بأرقام مزدوجة، وأكثرها حدة في الصين، حيث تراجعت الأرباح بالنسبة لغالبية الشركات.
سجلت كل من "أبل" و"سامسونغ" وحدهما نمواً في الإيرادات من بين الشركات الأخرى، بنسبة 1% فقط لكل منهما، وفقاً لـ" كاونتر بوينت"، بعد أن باعت كل من الشركتين نسبة أعلى من الأجهزة المتميزة مثل "أيفون 14 برو" من "أبل". في هذا الإطار، أشارت شركة الأبحاث إلى أن أرباح "أبل" ستفوق الشركات الأخرى في حال تمكنت من شحن المزيد من أجهزتها رفيعة المستوى في الربع الأخير من العام.
يتزامن أداء "أبل" الجيد لعام 2022 بعد أسوأ أداء لها خلال فترة الأعياد منذ أربع سنوات، حيث أثرت اضطرابات الإمدادات وضعف الاقتصاد على إيرادات "أيفون".
تداعيات سياسة "صفر كوفيد"
شكّل كل من "أيفون" و"ماك" نقاط ضعف خاصة لـ"أبل" في الربع الأخير، وسط تأثير الركود على الأجهزة المحمولة والكمبيوتر، كما أدت قيود كورونا المتشددة في الصين إلى تفاقم مشكلات "أبل"، ما صعّب عملية شحن ما يكفي من إصدارات "أيفون" الأكثر شيوعاً.
رغم أن إلغاء سياسة "صفر كوفيد" يبعث التفاؤل بالانتعاش بقيادة الطلب الصيني، إلا أن توقعات المحللين بعيدة كل البعد عن اليقين.
من جهتها قالت منغمنغ شانغ، المحللة في "كاونتر بوينت ريسيرش": "من غير المؤكد حالياً ما إذا كانت إعادة فتح الصين ستساعد في انتعاش سوق الهواتف الذكية العالمية". وأشارت إلى أن ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية بأكثر من 20% خلال الأسبوعين الأولين من يناير قد يكون بسبب الطلب المكبوت من الشهرين السابقين، عندما أعاق تفشي الوباء حركة التنقل في الصين. وأضافت: "لا يشير الوضع الاقتصادي إلى انتعاش فوري لسوق الهواتف الذكية في النصف الأول، رغم توقعاتنا بأن نشهد مستوى معيناً من الانتعاش خلال النصف الثاني".